مدير تجمع المحامين السوريين المتابع لملف النازحين السوريين عن كثب، غزوان قرنفل، أكد في تصريح لـ «القدس العربي» أن الظروف على الأرض في سوريا ليست آمنه للعيش بسلامة وأمن وكرامة، لاسيما أن كل مناطق سوريا خاضعة لقوى وميليشيات لا تقيم وزنا للإنسان وحقوقه على الإطلاق.
واعتبر المحامي والناشط الحقوقي أنه «بكل المعايير، لا وجود لمناطق يأمن فيها الناس على أنفسهم أو أموالهم أو حقوقهم وحرياتهم» ولهذه الأسباب وصف قرنفل المشروع المتعلق بإعادة مليون لاجئ سوري من تركيا إلى الشمال سوريا بأنه مشروع «كارثي بكل معنى الكلمة» مشيراً إلى أن «آثاره المدمرة لن تقتصر على أولئك العائدين قسراً فقط، بل سيكون له ارتدادات على عموم اللاجئين وخاصة في لبنان والأردن والعراق».
وقال إن «أيام عسل السوريين في تركيا انقضت وطويت صفحتها، ولقد تحولت قضية اللاجئين السورين لملف سياسي – انتخابي لا علاقة له بالجانب الإنساني أو الحقوقي أبداً وأصبحت قضية يتسابق فيها الطرفان (الحكومة والمعارضة) على اضطهاد اللاجئين كسباً للرأي العام الذي أصبح معظمه نابذاً لوجود السوريين»، مشيراً إلى أنه ليس سهلاً اقتلاع مليون سوري ورميهم خلف الحدود بتلك البساطة ويدرك معظم السياسيين عدم قانونية ذلك وما سيرتبه من أثر على ملف تركيا بشأن حقوق الانسان وملفها مع الاتحاد الاوروبي ومن المهم ان يعرف السوريون أن لديهم سبلاً قانونية يمكنهم اللجوء إليها لإجهاض مساعي ترحيلهم سواء أمام القضاء التركي ابتداءً ومن ثم امام محكمة حقوق الإنسان الاوروبية تالياً، وفق قوله.
وقد أثارت الإجراءات الصارمة التي تقوم بها تركيا بحق اللاجئين السوريين، ردود فعل واسعة لدى السوريين المقيمين على الأراضي التركية على وجه الخصوص، والذين أصيبوا بحالة من الإرتباك، خاصة مع تباين آليات التطبيق بين حالة وأخرى.
وشهدت الآونة الأخيرة عدداً من حالات ترحيل من تم القبض عليهم، إلى إدلب، والتي لا تصنف منطقة آمنة بأي شكل، كما أن إعادة اللاجئ إلى بلده بالقوة لا تتسق مع التزامات تركيا أمام القانون الدولي.
ووفق اقتراحات مركز «جسور للدراسات الاستراتيجية»، فإن السلطات التركية التي تسامحت خلال السنوات السابقة بشكل كبير مع اللاجئين، أكثر من أي بلد مستضيف آخر، يمكن أن تحلّ مشكلة التواجد غير القانوني لحملة الإقامة المؤقتة بصورة تراعي بشكل أكبر المصالح الإنسانية للمخالفين، من خلال تمديد المهلة الممنوحة لتسوية الأوضاع، ووقف الترحيل القسري إلى سوريا.
القدس العربي