خلايا تنظيم «الدولة» تزيد نشاطها في دير الزور… وخلافات بين ‏‎»‎قسد»‎ ‎وذراعها العسكرية

تداول ناشطون سوريون صورة لائحة تحوي أسماء عشرات المطلوبين قالوا إن خلايا تابعة ‏لتنظيم الدولة نشرتها في مسجد بلدة الحصين الخاضعة لسيطرة قوات سوريا ‏الديمقراطية (‎قسد‎)‎المدعومة أمريكياً في ريف دير الزور الشمالي.‏
واحتوت اللائحة على نحو 40 مطلوباً من أهالي البلدة، جرى تهديدهم بالقتل في حال ‏استمرار التعاون مع ‏‎”‎قسد‎” ‎والدوام على ‏‎”‎الزيغ عن الحق‎”‎، على حد تعبير اللائحة.‏ وتعكس التهديدات بالقتل مدى سطوة خلايا تنظيم الدولة في المنطقة التي تشهد حالة من ‏الفلتان الأمني، وهو ما يساعد الخلايا على مواصلة نشاطها.‏
ورغم الإعلان عن انتهاء السيطرة الفعلية لتنظيم الدولة في سوريا منذ آذار‎/‎مارس ‏‎2019‎، ‏إلا أن خلايا تتبع للتنظيم لا زالت تنشط في البادية السورية وأرياف دير الزور، على جانبي ‏نهر الفرات، حيث يتقاسم النظام السوري و‎”‎قسد‎”‎السيطرة هناك.‏
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية خليل المقداد إن التهديدات الأخيرة بالقتل ليست ‏الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث تسجل مناطق دير الزور عمليات قتل وهجمات تشنها خلايا ‏تتبع لتنظيم الدولة بشكل متكرر.‏
ويضيف لـ‎”‎القدس العربي‎ “‎أن دير الزور القريبة من حدود العراق تعد الآن من أكبر معاقل ‏تنظيم الدولة، مستدركاً “لكن لا تتوفر أي معلومات دقيقة عن عدد عناصر الخلايا التابعة ‏للتنظيم‎.”‎
وحسب المقداد فإن خلايا التنظيم نفذت في أكثر من مرة التهديدات لكل من يتعاون مع ‏‎”‎قسد‎ “‎والنظام والمليشيات المدعومة من إيران من أبناء المنطقة، معتبراً أن ‏‎”‎خلايا التنظيم ‏تشكل مصدر رعب للمنطقة‎”.
ويريد التنظيم أن يثبت حضوره وسطوته في المنطقة من خلال مواصلة عملياته، كما يؤكد ‏الباحث بشؤون الجماعات الجهادية، مضيفاً أن الهدف الأبرز هو عدم تمكين ‏‎”‎قسد‎”‎أو ‏النظام من فرض سيطرتهما على هذه المنطقة ‏‎”‎العشائرية‎”‎، ودفعها إلى اتخاذ تدابير أمنية ‏مكلفة في الغالب.‏
وتستفيد خلايا التنظيم من عدم الالتفاف الشعبي حول ‏‎”‎قسد‎” ‎التي يتولى قراراها المقاتلون ‏الأكراد، وكذلك من كون المناطق مفتوحة على البادية السورية والحدود العراقية، لمواصلة ‏شن هجماتها.‏
وأشار الصحافي زين العابدين العكيدي من دير الزور إلى تحول خلايا التنظيم إلى ‏ورقة ‏‎”‎تصفية خلافات‎ “‎بين أبناء المنطقة، مؤكداً لـ‎”‎القدس العربي‎”‎أنه في كثير من ‏الأحيان يتم نسب تهديدات بالقتل إلى خلايا التنظيم.‏
وعلى حد تأكيده فإن اللائحة الأخيرة تحتوي على أسماء شخصيات لا علاقة لهم بـ‎”‎قسد‎”‎، ‏ما يرجح من وجهة نظره أن تكون اللائحة ‏‎”‎مزورة‎”. وما يدل على ذلك أن اللائحة احتوت أسماء عدد من موظفي المنظمات، موضحاً أن ‏‎”‎الهدف ‏من اللائحة إرغام بعض الموظفين على ترك العمل، لصالح آخرين‎.”‎
وفي دير الزور، يسود التوتر بين ‏‎”‎قسد‎”‎ وذراعها ‏‎”‎مجلس دير الزور العسكري‎”‎، على ‏خليفة التعزيزات العسكرية التي أرسلتها ‏‎”‎قسد‎ “‎من قوات ما يسمى ‏‎”‎الكوماندوز الكردية‎” ‎وقوات ‏‎”‎الأسايش‎” ‎في الفترة القليلة الماضية إلى مناطق سيطرتها في دير الزور، والتي ‏سيطرت على كافة الحواجز في ريفي دير الزور الشرقي والغربي وطردت عناصر مجلس ‏دير الزور العسكري منها. ‏
وحسب شبكة ‏‎”‎الخابور‎ “‎فإن القوات تمركزت بشكل أساسي في حقلي العمر وكونيكو، ‏والهدف منها تقليص دور مجلس دير الزور العسكري، ومنع تواصله بشكل منفرد مع قوات ‏التحالف الدولي، التي كانت التقت بعض قيادات المجلس وزعامات عربية عشائرية بهدف ‏تشكيل قوات منها ضد تمدد المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، موضحة أن ‏‎”‎حالة ‏من التوتر تسود مناطق دير الزور، وسط استنفار لقوات التحالف الدولي لمنع حدوث صدام ‏مسلح بين الطرفين‎”. ويتحدر غالبية عناصر ‏‎”‎مجلس دير الزور العسكري‎” ‎من العشائر العربية، لكن قرار ‏المنطقة يبقى بيد قيادات ‏‎”‎قسد‎” ‎من الصف الأول، أي الأكراد.‏
على صعيد آخر نظمت فرقتا الحمزة وسليمان شاه من مكونات الجيش الوطني السوري حفلاً لتخريج 5 آلاف عنصر جديد، أكملوا بنجاح تدريبات عسكرية استمرت 6 أشهر في منطقة غصن الزيتون شمالي البلاد. والجيش الوطني فصيل سوري معارض مدعوم بشكل كبير من تركيا ومجهز بالأسلحة والعتاد ويعتبر القوة الأساسية عسكرياً في يد المعارضة شمال البلاد.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.