يثب

الضرورة والصدفة / القضاء والقدر

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

القضاء والقدر مفهومان مترابطان، لكنهما منفصلان غير مترادفين بالشكل الذي  يشيع استخدامه في الفقه الديني … وهما يُوصّفان الأفعال الإلهية التي تحكم كل حدث ، بما فيها أفعال الانسان الحر في مشيئته، فساحة الفعل هي ساحة اجبار ، وكل فعل مقهور لمشيئة فاعل وحيد هو الخالق المتحكم { أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ. }.. أما ساحة الحرية الوحيدة المتوفرة فهي ساحة النفس واختيارها ، وما يصدق تلك النية من سعي وعمل . والخالق قد أعطى العقل والحرية للانسان واستخلفه في الأرض وسيحاسبه لكنه أبقاه عبدا له ، ولو الغى ارادته الحرة لظلمه وكان مسؤولا عن كل خطايا البشر ، ولو ترك أفعاله حرة لأشركه في ملكوته … وبين هذا وذاك يقع فهمنا الفلسفي للقضاء والقدر وآلية اشتغالهما.

{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

فالنظر للأفعال التي ليس الانسان مسؤولا عنها على أنها قضاء وقدر، هو تبسيط بل تشويه ينم عن خلط وتناقض فلسفي بل فيه درجة من الشرك … لأن كل الأفعال والأحداث تقع ضمن القضاء وتحدث بالقدر، كائنا من كان الفاعل من المخلوقات فهو عبد في فعله ، أفعاله خاضعة للمشيئة شاء ذلك العبد أم أبى، { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } فلا يحدث أي فعل خارج ناموس الكون ، الذي ارتضاه الله ، حتى الله سبحانه ليس عابثا بما خلق ، ولا يجوز  البحث عن اثبات وجوده باثبات قدرته على العبث بالقضاء ( الخوارق ) ، { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ } ، بل يجب أن يتم ذلك ، عبر اثبات قيامه بتوجيه القدر، فأي قضاء لا يحدث من دون فاعل يتحكم بالحركة وينظمها ، فالحركة صفة أصيلة من صفات الوجود، لكنها من دون نظام ستجعل منه فوضى وعماء ، فكل وجود وكل حدث فيه هو حالة من النظام يقوم بها خالق يعرف ما يريد ، من خلال تحكمه بالمحرك المحدث المتراكب خلقا بعد خلق:

عادة تُعتمد النتيجة العلمية الحديثة كحقيقة عندما تكون قابلة للتجريب والتحقق صنعيا ومخبريا ، لذلك فكل نظام ثابت أساسي في هذا الكون يمكن اكتشافه وتجريبه وتدوينه في كتب العلوم، أي عقله والاحاطة بشروطه وطريقة تنفيذه بواسطة العمل، وبالتالي تكون ساحة اشتغال العقل العلمي هي فقط ساحة الثابت من النظم ( الضرورة / القضاء ) ، لذلك لا تستطيع العلوم بمنطقها التجريبي هذا دخول عالم المتغير أو المبدع ، ولا ادراك الفاعل الحر لأنه غير قابل للتجريب ، بل إن معرفته تخضع لوسائل معرفية حدسية  وعرفانية قلبية،  وهذا ما لا يقع في باب (العلم المادي الحديث )… وهكذا انقسم تفسير حدوث كل حدث من الأحداث فلسفيا لقسمين : واحد هو خضوعه للقوانين المعروفة تجريبيا ويسمونها الضرورة ، وقسم آخر يتعلق بتحريك العوامل المكونة لفعل حدوثه ، والتي لا يمكن عقلها وفقا لنمط العقل التجريبي العلمي لذلك تسمى صدفة … فالصدفة بغياب الفاعل المعروف هي من تتحكم بحركية العناصر التي يجب أن تجتمع في ذات المكان والزمان لتحدث الواقعة . والكون المبني على النظام ( القضاء / الضرورة ) ، يُغَيّب عنه هذا النظام فجأة عندما نصل للفاعل المحرك / القدر ، وهكذا وبتغييب الفاعل المحتجب ( الإله القدير ) يصبح الكون مجرد عبث وصدف مادية، ليس فيه من العقلانية والغائية سوى العمل الانساني، بينما الإيمان بالإله يجعل الوجود بأحداثه عملية خلق مستمر بفعل فاعل وتقدير حكيم.

لذلك نرى أنه من القصور فلسفيا حصر مفهوم العقل بالعقل العلمي، ( الفلسفة المادية) … فقد نجح الفلاسفة المثاليون في دراسة حالات التغير والفوضى كما يسميها العقل العلمي وبدؤوا باستنتاج نظم خاصة تحكمها … قوانين تخص المتغير والمتطور ( قوانين الديالكتيك ) …. وكان الدين قد سبقهم لشرح آلية وطريقة معرفة الله الخالق المبدع ذاته من خلال استعماله لمفهوم القدر الذي يختلف عن مفهوم القضاء .. فإذا كان القضاء هو تحقق القوانين الراسخة وخضوع الأحداث لها … فإن القدر هو المحرك الذي يتحكم بحركة العناصر والعوامل لجعل هذا القانون وليس غيره يتحقق وفي هذا المكان والزمان ، فالتحكم بالحركة وبالزمن يلعب دورا أساسيا في حدوث الحدث الذي لا تشكل الضرورة إلا مجرد خياراته … {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ . وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ . وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}

القانون العلمي عادة شيء مجرد ، هو صورة تحليلية متجردة عن الفعل والفاعل ، هو ليس الواقع بحركيته بل هو مشتق هذا الواقع بعد حذف الزمن والحركة والمحرك الفاعل منه فيقول العلم مثلا: ( يتفاعل الحمض مع المعادن ويشكل الملح ويطلق غاز الهيدروجين ) لكن متى وبأي كمية سيجتمع الحمض ومع أي معدن ليتحقق الحدث، من سيقوم بهذا العمل ، القضاء لوحده غير كاف لتفسير وقوع حدث بعينه بزمان ومكان ، من دون فاعل وقدر محرك ، وهذا القدر لا يغير القضاء بل يختار منه وفيه … وهذا ليس خاضعا للصدفة العمياء كما يفترض الماديون الذين يعتبرون المادة هي أصل الوجود والوعي نتيجة وصفة ملحقة بها نشأت مع الانسان الواعي المسحور بذاته … بل خاضع للقدر  كفاعل قادر له مشيئة حاكمة له غايات متفاعله مع النفس الانسانية المتصلة بها ، وهذا يقع ضمن باب العلم الإيماني الروحي الذي تميز بشكل كبير ومنفصل عند الصوفية، فالتدرب على الاحساس بالقدير ولمس أفعاله واستنتاج غاياته ثم التواصل معه والعيش في حضرته، هي تجربة عرفانية خاصة تحتاج للتمرين والتعلم والتجربة …

{قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}

كل شيء يحدث هو قضاء وقدر {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، والإنسان مستخلف كذات حرة عاقلة فاعلة ، يعقل القضاء ويقدر لنفسه بعمله ، لكن امكانياته محدودة جدا ، لذلك كل افعاله مقهورة بمشيئة الخالق { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }، من دون أن يتدخل سبحانه في قهر ارادة النفس التي تبقى مسؤولة عن خياراتها … فالحرية المعطاة تكريما كامتحان وتجربة ، لا تعني ترك الكون للعابثين والخطائين، لكن هذه الدار الفانية هي ذاتها تقوم على نظم فيها الخير والشر ، السلم والحرب إنها دار خسر وألم وصراع … وليست دار قرار … {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

بقي في هذا الخصوص أن نعرج على كلمة كتاب ومكتوب … الشائع أن يقال عن الرزق والعمر وغيره بأنه مكتوب أي (محدد سلفا بكم ووقت ) … وهذه أيضا من المفاهيم الشائعة المتناقضة مع جوهر العقيدة فلسفيا … فالقدر مبدع وله غايات ومتفاعل محكوم بمشيئة حره تتحكم بالزمن ولا تخضع له ،{ وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}… فالله خارج الزمان والمكان الذين نشعر بانفصالهما ، وهما متحدان بعنصر واحد هو الحركة الدائمة ( النظرية النسبية، وحدة الزمكان، اينشتاين ) والكلمة هي النظام ، والكتاب هو مجموعة الكلمات والمكتوب هو النظام المكون ومنه قوانين الحياة والرزق .

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} فعندما يقوم القدر بتجميع أسباب الموت يحدث الموت ، لكن ككل قضاء يحتاج لفاعل قدير ، وعليه فقرار الموت كأي حدث هو قرار القدير الحر ، طالما أن كل ما يحدث هو قدر محكوم بالقضاء يختار منه ويتحرك فيه … فيمد القدير بأسباب الحياة أو يبعد أسباب الموت حتى يستكمل مشيئته الغالبة { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ.}.. وفهمنا المألوف للعمر والرزق المكتوب فهم سطحي رغم النتيجة الواحدة وهي أنه لا شيء يحدث من دون مشيئة ، لكن أن تكون هذه المشيئة محددة سلفا وملزمة للقدير ولا أمل ولا طريقة لتغييرها، فهذا ما يولّد نوعا من السلبية تسمى القدرية ، التي تبطل العمل وتبطل السعي بالأسباب بما فيها الدعاء كوسيلة للتأثير على القدير والتفاعل معه، ونحن أصلا لا ندري قبل تمام الحدث إن كان سيتم أم لا، وبالتالي نتوقع أن يكون لسعينا نتيجة كالعادة، فدعاء الأم والصدقة كما هو الاعتناء بالصحة قد تكون من أسباب طول العمر إنشاء الله (أي عندما يجد استجابة عند القدير القريب المجيب)، فلا يجوز اخضاع القدير لما هو مطوي في يمينه من مكان وزمان وأسباب وليس مضطرا لإلزام ذاته مسبقا وليس محكوما بالصبر والانتظار كما هو الانسان المحكوم بالزمن …

كلمة الله نظام للخلق ، تختلف عن كلمة الانسان التي هي صوت يرمز لاسم ذو دلاله ، ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) والمسيح كلمة من الله … { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }  … الله إذا نطق خلق ، والكتابة هي تدوين لهذه الكلمات في عالم الوجود المشهود ( الطاقة والزمكان ) فهي خلق ونظام موجد ٌ للوجود، ففعل كتب عندما يكون فاعله الله هو بمعنى أوجد النظام كقوله { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ } و { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، وكذلك كتابة السعي { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } فهي من سنن الكون ، إنها نظم وليست كلمات أو أوامر مكتوبة نسمعها أو لا نعيرها اهتماما، إنها حقائق وجودية ، وكتاب الله المسطور هو الكون ذاته المكون من كلماته التي صارت مخلوقاته، { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ، والتي تحفظ كلها في اللوح المحفوظ في عالم الغيب، كوجود افتراضي محتجب أما وجودها المشهود فهو في دفتر الطبيعة كمخلوقات ونظم حاكمة، مستدامة بفعل الخلق المستدام .

فلكل أجل كتاب لا تعني تحديد مسبق بالوقت بل تعني تحديد بالأسباب ، وأنه لا يحدث موت من دون سبب فعلي منطقي منصوص عنه في القضاء يمكن عقله … وأن السعي يجب أن يتجه لمنع الأسباب ، وهذا لا يلغي العقل والعمل ولا يبطله ، كما أن الإيمان بالقدر لا يبطل التوكل والدعاء ، وقدرة الله على كل شيء لا تلغي نظام الكون ولا ارادة الله في استخلاف الانسان واعطائه الحرية وتحميله المسؤولية … فالقدر حر مبدع متفاعل مع ما نقدره لأنفسنا ، وليس قضاءً وأحكام مسبقة محددة كما يُظن ( هنا المشكلة في عدم فهم الفارق بين القضاء والقدر وعدم التمييز بينهما وعدم ادراك طريقة ارتباطهما ) ، ومنه نصل للحديث المأثور عنه صلى الله عليه وسلم ( اعقل وتوكل ) اعقل القضاء واعمل بأسبابه ، وتوكل بالقدر الفاعل الذي لا سلطة لك عليه لكن تتصل به عبر قلبك الذي هو داخل نفسك التي تنتمي لعالم آخر ستستمر فيه بعد وفاتها وتتصل فيه أثناء حياتها : في صلاتها وتأملها وتفكرها والتي هي أيضا نظم مكتوبة كوسيلة تواصل وتفاعل بين المخلوق والقدر الخالق … { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

يتبع …  التنزيل والوحي / الكتب والرسل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.