يثب

إعلان موسكو … لا للاستحمار

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

أنا لا أقصد الاستعمار الروسي الإيراني الذي كرسه مجرد صدور إعلان موسكو  بهكذا موقعين … بل قصدت ( الاستحمار ) أي الاستخفاف بعقول الشعب السوري عبر توجيه هكذا إعلان من هكذا أطراف تعودت وأدمنت الكذب والمراوغة ، وقد سبقتها أفعالها في الإعلان عنها ، ناهيك عن المضمون المشوه والناقص والبعيد كل البعد عن الحقائق والواقع ، فنحن كطرف رئيسي معني بتلقي هذا الإعلان بل نحن الذين يستهدفهم لا بد لنا من أن نحدد موقفنا الرافض له  شكلا ومضمونا ، جملة وتفصيلا .

 لأنه من غير القابل للتصديق أن يكون النظام (وما أدراك ما فعله النظام بشعبه ) ، وهو الذي  انتهك كل حقوق الإنسان وارتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية … وانقض على الشعب السوري ودمر وهجر أغلب الحاضنة الاجتماعية للثورة … أنه اليوم وبعد السيطرة على حلب يعود لعقله ويقبل بالحل السياسي …

 وأن إيران التي فعلت بالعرب السنه ما لا يفعله الشيطان الرجيم هي أيضا ستنسحب بكل سلاسة ويسر وتعود لداخل حدودها تاركة للشعب السوري أن يقرر مصيره بحرية وسيادة واستقلال ..

وماذا عن روسيا العظمى التي لم تترك مدرسة ولا فرن ولا مشفى  … والتي عطلت وما تزال كل منظومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي …. حدث ولا حرج …

معقول أن نصدق أن هؤلاء الثلاثة سيقومون بالتفاوض بكل تواضع مع المعارضة المهزومة على حل سياسي عادل يحفظ سوريا وأي سوريا وماذا سيحفظ فيها … وهم من رفضوا منذ اليوم الأول أي حل وأي مبادرة ، وضربوا عرض الحائط بكل ما له علاقة بالوطن والمجتمع …

هذا من ناحية الأطراف المعلنة أما من ناحية الإعلان ذاته فنحن نسأل :

عن أي حل سياسي يتحدثون وهم لم يتطرقوا لقوات الاحتلال ، وبرنامج انسحابها .

ولماذا لم يتطرق اعلان موسكو لموضوع العدالة ومعاقبة المجرمين واقتصر على عدو واحد هو الإرهاب ، وهل هناك أشد وأبشع مما فعله النظام والروس والإيرانيين وهل هناك ارهاب قبله أو بعده ؟

لماذا لم يتطرق إعلان موسكو لعودة اللاجئين والمشردين وهم أكثر من نصف الشعب السوري ليس آخرهم سكان حلب الذي تزامن تهجيرهم مع هذا الإعلان  كيف نصدق ؟ … كيف يكون حل سياسي وهو يستبعد أغلبية الشعب من أرضه ووطنه .

كلها أمور لا يجب ذكرها متروكة للتفاوض مع شخصيات من المعارضة  ستجلبها تركيا بطريقتها  لتمثل الشعب السوري رغما عنه ، و تعطي على طبق من فضة الشرعية الكاملة للأسد من خلال تبنيها للحل السياسي الذي سيفرضه أطراف هذا الإعلان ، ولو كان غير ذلك لما تعمد الإعلان التصريح بأنه لا ولن يهدف لاسقاط النظام ؟؟؟

إعلان موسكو باختصار شديد هو استخفاف بعقول الناس ، وهو دعوة للسوريين لكي يستسلموا  من دون قيد أو شرط … لذلك نقول عفوا تركيا لا نستطيع أن نقبل مع كل الاحترام والتقدير والشكر لجهودكم التي لا ننكرها … وإنشاء الله عقبال إعلانات أخرى … لأن إعلان موسكو قد ولد ميتا ولم يكن من داعي له فآفعال موسكو قد سبقته، وماذا يغير الكلام من صفات الأفعال .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.