الأمم المتحدة: النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي 27 مرة وقصف خان شيخون بغاز السارين

على وقع معارك دير الزور المشتعلة بين النظام السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية»، ودعوة مبعوث الأمم المتحدة لمحادثات السلام السورية ستافان دي ميستورا المعارضة السورية لقبول أنها لم تنتصر في الحرب ضد رئيس النظام بشار الأسد، قال محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة، أمس، إن قوات النظام استخدمت الأسلحة الكيميائية 27 مرة خلال الحرب، بما في ذلك الهجوم الفتاك في خان شيخون الذي أدى إلى ضربات جوية أمريكية.
وقالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا إن طائرة حربية حكومية أسقطت غاز السارين على خان شيخون في محافظة إدلب في نيسان/ أبريل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنياً.
وأدان التقرير، الذي يعتبر أكثر النتائج حسماً حتى الآن، واشنطن، وقال إن ضربة جوية أمريكية على مسجد في قرية الجنة في ريف حلب في آذار/ مارس الماضي أسفرت عن مقتل 38 شخصاً بينهم أطفال لم تتخذ الاحتياطيات الواجبة، وذلك انتهاك للقانون الدولي لكنها لا تشكل جريمة حرب.
وقال التقرير إن القوات الحكومية «واصلت نمط استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وفي الواقعة الأخطر استخدمت القوات الجوية السورية غاز السارين في خان شيخون في إدلب فقتلت العشرات، وكان أغلبهم من النساء والأطفال». ووصف ذلك بأنه جريمة حرب.
وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو خلال مؤتمر صحافي «عدم إمكانية الوصول لم يمنعنا من التوصل للحقائق أو لاستنتاجات معقولة بشأن ما حدث خلال الهجوم وتحديد من المسؤول».
وقال المحققون إنهم وثقوا في المجمل 33 هجوماً كيميائياً حتى اليوم، وذلك في تقريرهم الرابع عشر منذ عام 2011. وأضافوا أن قوات الأسد نفذت 27 هجوماً منها سبعة بين الأول من آذار/ مارس والسابع من تموز/ يوليو، وأنه لم يتم تحديد المسؤولين عن ست هجمات سابقة. وكانت حكومة الأسد نفت مراراً استخدام الأسلحة الكيميائية. وقالت إن غاراتها على خان شيخون أصابت مستودعا للسلاح يخص مقاتلين للمعارضة، وهو ما نفاه بينهيرو.
من جهته قال مبعوث الأمم المتحدة لمحادثات السلام السورية ستافان دي ميستورا إن على المعارضة السورية قبول أنها لم تنتصر في الحرب المستمرة منذ ستة أعوام ونصف العام على بشار الأسد. ولمح دي ميستورا إلى أن الحرب في سوريا انتهت تقريباً لأن الكثير من الدول انخرطت فيها من منطلق هزيمة تنظيم «الدولة» في سوريا، ويجب أن يلي هذا فرض هدنة على مستوى البلاد قريباً. وأشار دي ميستورا إلى أن القوتين الرئيسيتين لتنظيم «الدولة» في مدينة الرقة وحول مدينة دير الزور تواجهان هزيمة وشيكة، مما قد يقود إلى مواجهة «لحظة الحقيقة». وأضاف «الحقيقة هي أن دير الزور على وشك أن تتحرر، بل إنها تحررت بالفعل من وجهة نظرنا. إنها مسألة ساعات قليلة». كما أن سقوط الرقة سيلي ذلك في غضون أيام أو أسابيع مما سيؤدي إلى مرحلة المفاوضات.
وقال دي ميستورا «القضية هي: هل ستكون الحكومة، بعد تحرير دير الزور والرقة، جاهزة ومستعدة للتفاوض بصدق وليس فقط لإعلان النصر، وهو ما نعرف وما يعرفون أنه لا يمكن إعلانه لأنه لن تتوفر له مقومات الاستمرار من دون العملية السياسية». وأضاف «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تكون موحدة وواقعية بالقدر الكافي لإدراك أنها لم تفز بالحرب؟».
ولدى سؤاله عما إذا كان يقول ضمنا أن الأسد انتصر في الحرب، قال دي ميستورا «لست أنا من يكتب تاريخ هذا الصراع… لكن في اللحظة الحالية لا أعتقد أن أي طرف بإمكانه حقيقة إعلان الانتصار في الحرب».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.