الكبت الجنسي وعقدة الزعامة

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

تسيطر عقدة الزعامة السياسية على معظم السوريين بشكل ملفت للنظر ، ربما بسبب عامل تكويني وراثي في صبغيات السوريين ، والأرجح أن يكون مكتسبا بسبب الظروف التي يعايشونها ، أي كردة فعل على الكبت و الاستبداد الطويل الذي حرمهم من حقوقهم السياسية ، أو نتيجة النمط الاجتماعي الذي عايشوه كعملية تصريف للرغبات الجنسية المكبوتة ، حيث تتشكل عقد جنسية تجد تصريفها في نمط من السلوك يحمل نزعة  جامحة لا تقاوم نحو الزعامة والترأس والتسلط وحب الظهور ، وتتحول لثقافة تطغى على سلوك أغلب السوريين الذين يحاولون تعميم الذات وفرضها على الآخر بوسائل تحاكي الفعل الجنسي و تعوض عنه ، بما يتضمنه من تنازع تناحري مع الآخر على ملكية السلطة ، يشبه التناحر بين الذكور على امتلاك الإناث ، والتنافس بين النساء على امتلاك الذكور، مما يدمر أسس كل عمل تعاوني أو تنظيمي ، لا ينجح في عملية لجمه ومنعه من الظهور سوى الاستبداد السياسي الترهيبي الذي يمارسه الحاكم الذي يواجه عددا غير محدود من المنافسين ، الذين يحولهم بواسطة القمع والترهيب لخول تابع له يخضعون لذكورته . ليصبح الاستبداد هو الشكل الوحيد المتاح للانتظام الاجتماعي في مجتمع يحمل هذا النوع من الثقافة .

المسألة على ما تبدو بدأت قبل نظام الاستبداد البعثي ، فعندما تسلم زمام الحكم جمال عبد الناصر أيام الوحدة عام 1958 ، قال له الرئيس السوري شكري القوتلي سلّمتك بلدا فيها ثلاثة مليون زعيم ، وهذا ليس عيبا في حد ذاته حيث لا يتوجب أن يكون الشعب مجرد قطيع من الغنم ، ولكنه يشير لشيوع ثقافة التسلط وحب الزعامة التي ربما يصبح  تخفيف مظاهرها السلبية ممكنا بواسطة المؤسسات الديموقراطية الصارمة النظام والانضباط التي لم ننجح في تأسيسها بعد ، والتي تلغي شخصنة السلطة المطلقة ، فعقدة الزعامة كما يبدو ليست سياسية في أصلها بل هي جنسية اجتماعية في منشئها تصرّف في عالم السياسة، برزت للسطح بشدة مع اندلاع الثورة والسعي لاسقاط النظام حيث لم يخف ملايين السوريين رغباتهم التسلطية وحبهم للزعامة بشكل يؤكد وجود عقدة نقص وكبت جماعي طاغية مزروعة في التكوين النفسي وفي الثقافة المتوارثة.

هذه العقدة تترافق مع ظاهرة أخرى تبدو على شكل حالة من الضعف في شخصية السوري ، بالمقارنة باللبناني والعراقي والخليجي والمصري فإن السوري يحب العمل  والتعلم ، لكنه بالمقابل معقد خجول انطوائي ، لا يجيد الفنون ، ولا التعبير ، ثقيل الظل والحضور ، يرتاب بغيره ويكره السوري ويطعن به دوما ، و يخفي نزعة للزعامة العدوانية . نعم هناك خصوصية في شخصية السوري مرتبطة بنمط انتاجه واقتصاده وأيضا حياته الاجتماعية  … وكل ذلك يرتبط بطريقة غير مباشرة بالجنس ويربطه بالسياسة ، ولفهم هذه الظاهرة بشكل أكبر وأعمق نحتاج  أن نحلل طبيعة وتكوين الدافع الجنسي وتجلياته في السلوك الاجتماعي والسياسي ، والذي يشكل تقريبا لوحده نصف ليبيدو الدوافع فيما يعرف بتحت الوعي ( الذي يسميه فرويد اللاوعي ) ، ليتم تصريف ليبيدو الرغبات الجنسية في مناحي أخرى منها الزعامة والسلطة عندما لا تجد وسيلة تحققها التلقائي المباشرة، وأشد وأخطر من ذلك هو تصريفه في العنف الفكري والسياسي والترهيبي الذي يمارس من خلال السلطة والتسلط ، أو ضدها كفعل تمرد وتحطيم .. فاحتدام الصراع الراهن على السلطة ، ليس فقط بسبب الانقسام السياسي المعروف المعبر عن تناقض المصالح ، بل في أغلبه بسبب التناحر الشخصي على الزعامة ، لأن الصراعات داخل السلطة وداخل المعارضة هي في ذات مستوى ووسائل الصراعات بينهما ، وهو ما يعطي للحرب الأهلية المستعرة سمة صراعات شخصية طاغية بين جميع الأفراد وداخل كل التكتلات السياسية المعروفة التي تعاني من تنافس تناحري مدمر لكل اجتماع سياسي لا يستقر إلا نسبيا ومؤقتا تحت الاكراه ، بانتظار سيادة الديمقراطية كنظام للحرية ، وشيوع التحرر من الكبت الموروث المتعدد الأشكال والمناحي (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية) ، والذي يتركز ويختزن في ليبيدو الجنس الذي يترجم لسلوك سياسي …

أي أن مناقشة هذه الظاهرة تتطلب الربط بين الانتروبولوجي والسيكولوجي والسوسيولوجي الجنساني ، أي علم تطور الانسان ، وعلم التحليل النفسي ، وعلوم السلوك الاجتماعي السياسي والجنسي معا .

انتروبولوجيا هناك دافعين مختلفين في الجنس (يعملان معا)  تكرسا كضرورة للبقاء والارتقاء : دافع للحب والحياة الزوجية وتكوين الأسرة مستمد ومكرس صبغيا في مرحلة سكن أسلاف الانسان الأشجار أي قبل 10 مليون سنة وحتى نزول جد الانسان وسيره على الأرض قبل 2 مليون عام ، ودافع آخر مختلف للتشارك والتلاقح الجنسي مع أكبر وأفضل عدد من الشركاء الجنسيين المحتملين، بما فيها مورثات الشذوذ الجنسي ،  مستمد ومكرس صبغيا من خلال الحياة القطيعية التي عاشها البشر بعد نزولهم عن الأشجار وعيشهم ضمن قطعان صيد ورعي وجماعات متنقلة، قبل أن يستقروا ويقيموا الحاضرات الزراعية ابتداء من  10 آلاف سنة فقط  ، تزامنت مع اكتشاف الزراعة في سوريا أولا كما يذكر المؤرخون الأنثروبولوجيون ( حقول القمح الأولى في حوران وإدلب ) … يتظاهر هذان الدافعان (الموروثين صبغيا ) بنسب مختلفة بين البشر وفي الأجناس البشرية المتنوعة، حيث يتظاهر الدافع القطيعي في المناطق الدافئة والحارة أكثر من المناطق الباردة … وعند الرجال أكثر من النساء ، ويعبر عن نفسه في الثقافة الذكورية التي تطبع أنماط اجتماع البشر وسلطاتهم التي أقامتها مدنيتهم وتحضرهم .

مع تطور الحضارة والمدنية أصبح تنظيم الجنس مسألة حاسمة في رقي النظم الاجتماعية، وأصبح التحريم هو مقياس الحضارة، وضبط الدافع الجنسي الأساس في قيام المجتمعات وارتقائها، ومع تطور وشيوع نمط الأسرة كنظام اجتماعي اقتصادي أساسي في المجتمعات الحضرية منذ آلاف السنين … ارتبطت الحضارة بمقدار القدرة على لجم الدافع الجنسي القطيعي وكبته، والتي وصلت في مرحلة ما لحد إلغائه نهائيا ، باعتباره شر وخطيئة وعيب ، و تقييد الجنس بنظام الزواج الصارم الذي يحرّم كل علاقة خارجه، ويحصر وظيفته بضرورة الانجاب وليس المتعة التي قد تتحقق فقط بشروطه الصارمة ، وصل هذا الارتباط الزوجي درجة القداسة التي لا تنفصم في المسيحية التي شرعت فقط العلاقة الزوجية الأحادية الواحدة التي لا يجوز فكها.  في حين اعتبرت الجنس خارجها بل كل الجنس شيء أقرب للخطيئة والشر يجب ستره وتقييده، وفضلت الامتناع التام  عن الجنس كتعبير عن الطهر والتدين ( الرهبنة والاختتان والتطهر الكامل ) والذي يخلق دوافع مضادة له على شكل عقد ،

فالدافع الجنسي بنظر الدين هو دافع شيطاني ( ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) لذلك احتاطت النظم الأخرى اليهودية والاسلامية بدرجة عالية من الاحتجاب والاحتشام والتحريم حتى أصبح الاسلام دين المحرمات الجنسية بامتياز، وأصبح الحجاب علامته وشرطه، فوجود المرأة هو استحضار للشيطان ، وهو ما يعبر عن الخوف من الذات والطبيعة الانسانية التي تحمل مورثات مرحلة القطيع ، ومن الاختلاط في مجتمعات مهددة دوما بعودة القطيعية الجنسية المكبوتة، التي من شأنها أن تعيد هذه المجتمعات للوحشية والصراع الشامل ، في ظل الظروف الصعبة المحكومة بمستوى تطور قوى وأدوات الانتاج التي بالكاد تكفي الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة …

تلك الظروف تغيرت جذريا مع تطور الحضارة الحديثة وارتفاع انتاجية العمل بما يزيد عن مائة ضعف خلال القرن العشرين وحده . مما غير جذريا في السوية والامكانات الاقتصادية والعلمية المتاحة لتطور نظم الاجتماع وبالتالي مهد لتغيرات كثيرة في المعايير الناظمة جعلت من الحرية والاعتراف بالطبيعة بما فيها الدوافع الجنسية واللذة ، محددات جديدة لملامح العصر والحضارة، ووضعت الثقافات القديمة خاصة الدينية المقدسة ، في مواجهة مع مبادئ الحداثة وقيمها وامكانياتها ، وحيث انتصرت الحداثة إختارت تخفيف القواعد الجنسية ، ووضعها خارج النظام الاجتماعي السياسي القانوني ، بسبب العجز عن تغيير أشكالها أو تطويرها لارتباطها بالمقدس ، فالتخلي عن القيم الجنسية القمعية ترافق مع التخلي عن دور المقدس أيضا ( العلمنة ).  وبذلك ارتبطت الحرية بالعلمانية بالانفتاح الجنسي وتفكيك تابو التحريم ، وعندما انتشرت وشاعت هذه الثقافات الحديثة انتشرت كتحلل من القيم والعقائد، وصار الدين على نقيض الحداثة بل نقيض الحرية والديمقراطية معا التي يمثل الاعتراف بالمثلية الجنسية وجهها الصارخ ،

قاوم المستوى الرسمي هذه القيم الحديثة ، لكن ثقافة المتعة والتحرر دخلت في المستوى غير الرسمي ، أي في المستور والمسكوت عنه ، وتسببت بحدوث انفصام وتناقض كبير في شخصية السوري وأججت رغباته المكبوتة ، من دون توفير وسائل شرعية لتلبيتها ، فتضخمت عنده عقد تصريفية طبعت سلوكه بالتعقيد ، منها عقدة التسلط والزعامة ، وهي قوية بمقدار تناقضه بسبب ارتباطه وتمسكه بالدين والحضارة معا وسوية ، وبمقدار اعتماده نمط مجتمعي اقتصادي زراعي ، وبنيان سياسي فوقه يشبه البنيان الاقطاعي، وهذه هي أهم عوامل الخصوصية السورية .

الحاجة الجنسية يمكن كبتها ، والرغبات أيضا… لذلك يعتقد البعض أن أي خطيئة جنسية هي ذنب شخصي ارادي، وليست ظرفا قاهرا ودافعا تكوينيا مزروعا بالمورثات يجب الاعتراف به . علم النفس يرى أن كبت أي رغبة أو دافع رغم أنه ممكن ظاهريا ، لكنه لا يعني نهايته، فهو يستمر في الالحاح على النفس التي تخضع لسلطة الأنا العليا نظريا، وتتعرض لضغط ما تحت الوعي باستمرار ، حيث تتراكم هذه الرغبات المكبوتة تحت الوعي على شكل طاقة دافعية تسمى ليبيدو ( خزان طاقة الدوافع ) يزود هذا الخزان السلوك بقدر من الاندفاع اللاإرادي  الموجه نحو موضوعات محددة ، ويتظاهر بأشكال تعويضية بعيدة عن الدوافع الأصلية ، فيصبح هذا السلوك المعقد للشخص المكبوت محددا لطباعه التي ينطبع بها سلوكه مهما حاول ضبطه ، أي أن الكبت الإرادي وسيطرة الأنا الأعلى  لا يلغي الدوافع والحاجات بل يعقد أشكال تلبيتها ، ويعقد سلوك المكبوت … وهذا ما يظهر على سلوك السوريين الانطوائي المتصف بعقد النقص ، وبكراهية الغير ، وبطابع العنف والتسلط السياسي …

نعود لرغبة الجنس القطيعي أي رغبة الوصول لكل امرأة، أو بالعكس لكل رجل، هذه الرغبة المحرمة تجد تصريفها عادة بالتبرج والتزين والاغواء الذي يقمع بواسطة الحجاب عند المرأة، وتجد تصريفها بالتحرش الجنسي وبرغبة الزعامة والسيطرة والشهرة والظهور عند الرجل التي تقمع أيضا بالاستبداد والاستلاب السلطوي والاجتماعي والديني  …فتتكون ردة فعل تتظاهر على شكل رغبة دفينة في ممارسة العنف المجتمعي والسياسي على الآخر ، و كراهية و عدوانية لفظية وسلوكية ضمن الأسرة وخارجها في العلاقات العامة والخاصة . فيوظف قسم كبير من لبيدو العنف الممتلئ في توليد المزيد من الكبت والمكبوتين ، وتتم الافادة من دوافعهم العدوانية لتوليد زعامات وسلطات لأشخاص يستثمرون هذا العنف ، فتتشكل حلقة معيبة من (الكبت والعنف والتسلط والإجرام ) ، لذلك تحرص المنظمات الارهابية على انتاج الكبت الجنسي ، وصيانة وتطبيق أشد النظم الجنسية صرامة، بالتزامن مع تجديد نظم القمع الصارمة ، لتوليد أكبر وأقوى ليبيدو عنف يتم صرفه عبر الرغبة في العنف السياسي المؤدلج المنسجم مع المقدس والمعبر عنه كسبب ونتيجة معا .  وهكذا تتحضر الأرضية المناسبة لنشوء النظم و المنظمات الارهابية التي تعتبر نتاجا طبيعيا لهكذا مجتمعات، بغض النظر عن الأيديولوجيات السياسية التي يتم التصارع حولها. أي يصبح العنف والقهر والتسلط عناصر وأدوات دائمة وشائعة في التعامل المجتمعي ، وفي الأيديولوجيات الشائعة بما فيها التي تدعي الديمقراطية والعلمانية ، وفي كل المناحي حتى في جلسات الحوار ومدارس التعليم وخطب المساجد . مع ملاحظة أن أخطر وأشرس الارهابيين هم من يأتون من المجتمعات الغربية حيث يتعرضون لنسبة تحريض جنسي أكبر  يولد قدرا أكبر من التناقض والكبت عند المتدينين ، وبالتالي الوحشية والعنف وكراهية الغير و الذات الآثمة .

مع اندلاع الثورة والبدء بتحطيم نظم القمع السياسي ، ظهرت العقد الجنسية بشكل سافر على شكل حب زعامة وسيطرة وصارت ظاهرة طاغية … وهو ما نعاني منه في كل مكان وحيز ونصطدم به في كل محاولة لتشكيل مؤسسة أو جمعية مدنية أو أهلية ، خدمية أو تمثيلية … وهذه الظاهرة على العموم تعبر عن محاولة تصريف للكبت الجنسي ، كبت الرغبات وليس الحاجة الجنسية فقط ، و التي يمكن أن تلبى في نظام الزواج ، بل كبت رغبة الوصول لكل الجنس الآخر عند الرجل ، وحتى عند المرأة التي تحاول بطرق مموهة التخلص من نظام الحجاب والالتفاف عليه مستفيدة من ظروف الثورة ، المظاهرات والتهجير وحياة المخيمات …

فالثورة بتجلياتها الظاهرة المتناقضة ، تعبر عن مضمون مستتر هو الحاجة لإحداث تغير كبير في مستوى النظم السياسية والاجتماعية والقيمية بشكل يتناسب مع الامكانيات التي تطرحها سوية تطور قوى ووسائل الانتاج الجديدة والتي لم تعد مضطرة لادامة نظم القمع والكبت السابقة ، التي تتضافر معا وتعبر عن نفسها في منظومة للكبت والتحريم الجنسي مرتبطة بالمقدس والاستبداد السياسي ، و تنتج العنف والترهيب .

الربيع العربي الذي نشد الحرية السياسية ، واضطر لاستخدام الأيديولوجيا الدينية في مواجهاته العسكرية القاسية مع نظم القمع ، عجز عن التقدم  وتحقيق النصر بسبب تناقض المشروع التحرري مع الأداة القمعية المستخدمة لتحقيقه ، نظرا لارتباط الكبت والقمع مع المقدس في الثقافة الاسلامية التقليدية الموروثة ، ونجاح هذا الربيع  أصبح مرهونا بالقدرة على إحداث نقلة نوعية في قراءة وتفسير العقيدة بشكل يتناسب مع التغيرات الكبيرة في أشكال الاجتماع الانساني ، أي مرهونا بقدرته على تحرير الثقافة الموروثة المتمحورة حول الدين من عناصر الكبت والاستبداد … فالعقيدة الاسلامية كمنظومة معرفية فلسفية قيمية متكاملة قادرة نظريا على التلاؤم مع تغير الظروف وتغير التاريخ إذا تحررت من الأشكال التطبيقية المرهونة بزمانها وظرفها … وهذا التجديد في الأشكال التطبيقية بحد ذاته هو أهم مهمة يجب انجازها في طريق استعادة السلم الأهلي والاستقرار ، وبناء نظام الحرية والسلم الاجتماعي ، والتقدم واللحاق بركب الحضارة ، بل المساهمة في اغنائها ورفدها بالمزيد من القيم التي تفتقر إليها .. لكن تغيير أي شيء يرتبط بالقداسة هو أمر صعب ومستهجن ومعقد جدا ، وقد يؤدي لتحطيم المقدس ذاته عندما لا يفصل بين الشكل والمضمون ، بين الوسيلة والغاية ، مما يضعنا في مأزق التعارض بين الهوية والحداثة ، الدين والحرية ، بشكل لا يقبل تعايشهما، والذي بدوره يشترط علينا التخلي عن أحدهما ، فتخسر الهوية المعركة وتتفكك مع تفكك المجتمعات وفشل الدول ،  ويتحول الدين لأداة ترهيب وقهر للحرية ، وهذا هو الاتجاه السائد حتى الآن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.