روسيا ترفض التعهّد لإسرائيل بإبعاد إيران و«حزب الله» 70 كيلومتراً عن الحدود

رفضت روسيا والولايات المتحدة التعهد لإسرائيل بإبعاد إيران و«حزب الله» مسافة تراوح ما بين 50 و 70 كيلومترا، عن الحدود، لكنها أكدت الالتزام بعدم اقتراب ايران وحلفائها أقل من خمسة كيلومترات من الحدود بعد انتهاء المعركة بين النظام السوري والفصائل المعارضة له.

وكانت اسرائيل طالبت روسيا والولايات المتحدة، خلال المحادثات التي سبقت بلورة الاتفاق حول وقف اطلاق النار، في تموز الماضي، بضمان بند يؤكد عدم اقتراب عناصر إيرانية ومن «حزب الله» المنتشرة غرب الطريق الذي يربط دمشق بالسويداء في الجنوب، مسافة سبعين كيلومترا من الحدود الاسرائيلية، فردت روسيا بتحديد خمسة كيلومترات فقط.

وتقول مصادر امنية اسرائيلية ان الرد الروسي جاء في وقت تبين ان النظام السوري بقي يحتفظ في الجزء الشمالي من القنيطرة الجديدة، وشمالا باتجاه دمشق، وبان روسيا نجحت بدرجة كبيرة، في تطبيق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا، بعدما نشرت قوات عسكرية في المنطقة.

ويتوقع تقرير للاستخبارات الاسرائيلية ان الايرانيين سيحاولون التسلل الى منطقة الحدود، وعلى المدى البعيد، يعتزمون تثبيت وجود عسكري واستخباراتي يمكنهم من استخدام الهضبة كجبهة ثانوية ضد اسرائيل، في حال اندلاع حرب جديدة بين اسرائيل «حزب الله».

وجاء في التقرير الاسرائيلي ان «جهود ايران وسوريا وحزب الله، لتطوير دقة الصواريخ الموجودة لدى الحزب، لم تعط حتى الآن نتائج كبيرة.

واشار مسؤول امني إلى ان القلق يتزايد لدى اجهزة الامن من مشروع«الدقة الايراني»، كما تسميه اسرائيل، لما يشكله من خطر حقيقي على امنها، وهو امر استدعى مهاجمة قوافل السلاح والمخازن في سوريا.

وفي ملخص المناورة العسكرية الإسرائيلية، اعلن الجيش انه بصدد الطلب إلى الحكومة المصادقة على توسيع عملياته في دول مجاورة، مثل لبنان وسوريا وقطاع غزة أيضا، في إطار ما يسميه«العمليات الحربية بين الحروب»،«والهادفة الى احباط تعاظم قوة حماس وحزب الله وتسلحهما بأسلحة متطورة ودقيقة، وبذلك ابعاد الحرب المقبلة وتعزيز الردع»، وفق ما قال مسؤول عسكري.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ان هدف المناورات هو«تحسين قدرة قيادة الجبهة الشمالية، وتفعيل المنظومة العسكرية، متعددة الأذرع، والتركيز على جبهة لبنان».

الى ذلك، يسود انقسام بين المؤسستين العسكرية والاسرائيلية حول السياسة التي تتبعها اسرائيل تجاه الملف الايراني وتجنيد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ضد الاتفاق مع ايران، واذا ما كان يجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التوجه للرئيس الاميركي دونالد ترامب، بطلب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

وفي حين يعتقد نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان، أن انسحاب واشنطن من الاتفاق يخدم اسرائيل، حذر امنيون اسرائيليون من ابعاد الضغط على واشنطن لاتخاذ موقف كهذا، واشاروا في تقرير حول الموضوع إلى انه خلال العامين والشهرين الماضيين، اي منذ توقيع الاتفاق في فيينا، لم تخرق ايران أي بند من الاتفاق.

ويعتبر جهاز الامن الاسرائيلي ان المهمة الاكبر لجهاز الاستخبارات في السياق الايراني، هي التأكد من أن ايران لا تتجاوز الاتفاق، ولا تقيم قنوات سرية غير مباشرة من اجل تطوير مشروعها النووي.

ويعتقد جهاز الاستخبارات الاسرائيلي ان هناك مصلحة اسرائيلية واضحة للعمل على تحسين الاتفاق، عبر تشديد الرقابة الدولية على المنشآت النووية الايرانية.

ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو ترامب، الاثنين المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. وسيكون ملف الاتفاق النووي احد المواضيع المركزية في لقاء الرئيسين.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.