مخاوف لبنانية من طرح ترامب لأي توطين للنازحين السوريين

لم يتلقَ لبنان بارتياح ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة لجهة توطين النازحين في المناطق القريبة من بلدهم، ما جعل المخاوف اللبنانية التي لطالما حذّرت من سياسة دولية لتثبيت النازحين في البلدان التي لجأوا إليها تتعزّز أكثر فأكثر، بعد تقرير للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في أيار/ مايو 2016 دعا فيه إلى إعطاء الجنسية لهؤلاء النازحين.
وقد ردّ البرلمان اللبناني المنعقد أمس في جلسة تشريعية بحضور الحكومة، على ما طرحه ترامب في الأمم المتحدة فأكد «على مقدمة الدستور اللبناني برفض كل أشكال التوطين». وأشار رئيس البرلمان نبيه بري إلى أن المجلس اتخذ توصيات عدة في شأن التوطين»، وتلا الفقرة «ط» من مقدمة الدستور التي تؤكد أن «أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين».
وبعد اجتماعه بالرئيس بري أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري «أن الأمريكيين وغيرهم يعرفون ماذا يعني موضوع التوطين بالنسبة إلينا، وأن ما قيل في الأمم المتحدة هو موقف سياسي لا يجبر أحداً على العمل به ولا يلزمنا، وليس هناك قرار دولي بهذا الشأن»، معتبراً أنه «لن يصدر قرار دولي بتوطين النازحين في أماكنهم ولا داعي لإعطاء الموضوع أكثر من حجمه».
إلى ذلك، تتجه الأنظار اليوم إلى نيويورك لاستكشاف كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام المنظمة الدولية، وما ستتضمّنه من مواقف بعد خطاب ترامب. ولم يستبعد البعض أن يطرح الرئيس عون مشروعاً لعودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا لما لبقاء هذا العدد الكبير من النازحين في لبنان من مخاطر ديموغرافية وأمنية واجتماعية.
وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ردّ من هيوستن على موقف ترامب في شأن النازحين، قائلاً: «ترامب يقول إنه بكلفة كلّ نازح يقيم في الولايات المتحدة يمكننا مساعدة عشرة نازحين في منطقتهم، ونحن نقول يمكننا مساعدة مئة في بلدهم».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.