فيتو روسي على تجديد مهمة التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا وواشنطن “قلقة”

استخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، ضد مشروع قرار أمريكي من شأنه أن يمدد لفترة سنة مهمة لجنة تحقق حول الجهات التي تقف وراء هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.

واعترضت روسيا على مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي بتوسيع التحقيق في هجمات الأسلحة الكيميائية في سوريا، قائلة إن محاولة إجراء تصويت قبل صدور التقرير الأخير لمجلس الأمن “ليست أمرا لطيفا -لكنها تشكل إخفاقا ذريعا”.

وحصل مشروع القرار الأمريكي على موافقة 11 دولة من أصل 15، لكن استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو)، حال دون صدور المشروع، الذي اعترضت عليه بوليفيا، وامتنعت كل من الصين وكازاخستان عن التصويت عليه.

وبحسب ميثاق الأمم المتحدة، يقتضي تمرير مشروع القرار بالمجلس حصوله على موافقة 9 أعضاء على الأقل، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.

وتشكلت آلية التحقيق المشتركة التي تضم الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2015 وجرى تجديد تفويضها عاما آخر في 2016.

وقد انتقدت روسيا بشكل متكرر منهجية التحقيقات التي تجريها آلية التحقيق المشتركة، قائلة إن إجراء تحقيق محايد أمر مستحيل.

وعقب الجلسة، قال المندوب الروسي، فاسيلي نيبنزيا، في تصريحات صحفية، إن هذه الجلسة “كان الغرض منها هو الاستعراض فقط”. وتابع “علينا أن ننتظر حتى يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما يصدر التقرير (الخاص باللجنة حول سوريا). نريد أن ندرسه بعناية، ونتعرف على طريقة جميع المعلومات الواردة به، قبل اتخاذ أي قرار بشأنه”.

وقال السفير الروسي إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تثق بروسيا للحكم على فعالية آلية التحقيق المشتركة على أساس عملها ومزاياها وليس “على أساس من هو المفترض أن يكون مذنبا”.

واعتبر نيبنزيا أن “عرقلة مشروع القرار في جلسة اليوم لا يعني نهاية آلية التحقيق الدولية”. وأضاف “سيتم طرح الموضوع مجدداً على مجلس الأمن، نحن استخدمنا فقط حق النقض لمنع صدور القرار اليوم، وليس لإعاقة عمل آلية التحقيق”.

وهذه هي المرة التاسعة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل قرار يستهدف حليفها السوري.

واشنطن “قلقة” من الفيتو الروسي 

من جهتها، أعربت واشنطن، الثلاثاء، عن “قلقها” إزاء رفض موسكو تمديد ولاية البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، في الموجز الصحفي للوزارة، بواشنطن، إن لجنة التحقيق للمنظمة أكدت، في تقريرها، استخدام السلاح الكيميائي، وكان يفترض أن تكون الخطوة القادمة أن تتولى آلية التحقيق المشتركة معرفة من هو المسؤول عن هذه الهجمات.

وشددت ناورت على أن قرار روسيا باستخدام الفيتو كان “مصدر قلق بالنسبة لنا”. واستطردت “لقد خاب أملنا بشدة لقيام روسيا بوضع الاعتبارات السياسية على مصلحة الشعب السوري الذي يتم قتله بوحشية”.

وخلصت اللجنة الدولية، مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أن النظام السوري استخدم غاز السارين في مجزرة وقعت، يوم 4 أبريل/نيسان الماضي، في بلدة خان شيخون، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، في محافظة إدلب (شمال غرب)؛ ما أودى بحياة أكثر من 100 مدني، وأصاب ما يزيد على 500 آخرين، غالبيتهم أطفال.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.