«جيش شمال سورية» الكردي يتحدّى دمشق وأنقرة

في مؤشر إضافي إلى احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين المسلحين الأكراد والقوات النظامية السورية، أعلنت قوات «حماية شمال سورية» تأسيس قوة عسكرية جديدة تحمل تسمية «جيش شمال سورية» لحماية المناطق الكردية شمال البلاد. ويأتي هذا التطور على خلفية اتهامات متبادلة بالخيانة بين الرئيس السوري بشار الأسد والأكراد، وتصاعد تهديد تركيا للأكراد بتنفيذها عملية عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمال سورية وشرقها.

وكشف القائد العام لقوات «حماية شمال سورية» سيابند ولات أن «الجيش قيد التأسيس وسيتولى مهمة حماية أمن الحدود»، لافتاً إلى أن عمله «لن يقتصر على حماية كردستان سورية فقط، بل سيشمل محافظتي الرقة ودير الزور شمال البلاد وشرقها».

ونقلت وكالات أنباء مقربة من «حزب العمال الكردستاني» عن ولات، قوله إن «هذه القوة تأسست مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، وتوزعت في مختلف أنحاء الشمال السوري، أما الآن فيتم تنظيمها على شكل جيش، وسبق أن شاركت في الحرب على تنظيم داعش». وكشف عن «فتح معسكرات تدريب في مدن كوباني وعفرين ومنبج والطبقة».

وأضاف القائد الكردي أن «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقدم الدعم التقني والأسلحة والتدريب لهذه القوات»، مشدداً على أن «العمل مع التحالف مستمر كما كان خلال الحرب ضد داعش». وأشار إلى أن قواته «ستتصدى لأي هجوم على مناطقها»، لافتاً إلى أنها تتمتع بالاحترافية والخبرة. وقال: «بعد الآن لن يكون في إمكان تركيا أو سورية أو أي بلد آخر تجاوز أراضينا بسهولة»، فيما أكدت مصادر كردية أن هذا الجيش سيضم الوحدات العاملة شمال سورية من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) و «وحدات حماية الشعب» و «حماية المرأة».

في غضون ذلك، انطلقت مسيرات حاشدة في منطقة الطبقة (محافظة الرقة) تميّزت بمشاركة سياسية وشعبية واسعة، للتعبير عن الغضب والاستنكار للتصريحات التي وصفها المتظاهرون بـ «المختلة من قبل شخص يعتبر نفسه رئيساً للبلاد كلها»، في إشارة إلى الأسد. وأفاد بيان باسم «الإدارة المدنية الديموقراطية» لمنطقة الطبقة، بأن «قسد هي القوات الوحيدة التي قاتلت الإرهاب ووحدت مكونات الشعب السوري في شمال سورية، فيما كان النظام الخائن يسلم القطعات العسكرية الواحدة تلو الأخرى لمجرمي داعش، وقام هؤلاء بذبح أبناء وطننا بأبشع الوسائل الإجرامية».

وبعد أشهر من المناشدات الدولية والجمود في عمليات الإجلاء الطبي من الغوطة الشرقية لدمشق المحاصرة من القوات النظامية، عقد النظام اتفاقاً مع فصيل «جيش الإسلام» المعارض سمح بموجبه لـ «الهلال الأحمر» بإجلاء حالات حرجة. وأجلي 4 مرضى مع عائلاتهم ونقلوا إلى مستشفيات في العاصمة. في المقابل، أعلن «جيش الإسلام» أنه سيفرج عن 29 محتجزاً لديه، فيما ستسمح دمشق بإجلاء 29 مصاباً من الحالات «الأكثر حرجاً».

في غضون ذلك، استمر التراشق الروسي– الأميركي في شأن سورية. واتهم الجيش الروسي أمس، الولايات المتحدة بتدريب مسلحين سابقين من تنظيم «داعش» في قاعدتها العسكرية عند معبر التنف الحدودي «في محاولة لزعزعة استقرار البلاد»، فيما سارعت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إلى نفي الاتهامات الروسية ووصفتها بـ «السخيفة». وبرز كذلك تجدد هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الأسد، مؤكداً أنه «لا يمكنه أن يكون جزءاً من الحل السياسي في سورية»، وذلك بعد فترة من غياب مواقف تركية واضحة في شأن مصير الرئيس السوري.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.