«حميميم» تؤكد حصار قوات الأسد لقاعدة التنف الأمريكية وصفقة تبادل بين النظام وجيش الإسلام

صفقة غريبة أبرمت بين النظام السوري وجيش الإسلام المعارض، تقضي بإخلاء 29 مريضاً من ريف دمشق مقابل إطلاق سراح 29 أسيراً للنظام من بين الأسرى الموجودين لدى المعارضة، إذ من المفروض إنسانياً أن يتم علاج المرضى المدنيين بمعزل عن أي تجاذب سياسي أو صفقات تبادل، وتزامن ذلك مع وفاة «قطر الندى» الرضيعة ذات الأربعة أشهر في الغوطة الشرقية قبل موعد علاجها حيث كان اسمها على لائحة الانتظار للتبادل والعلاج.
وأسعفت سيارات الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الأربعاء، أربع حالات مرضية نقلت من الغوطة الشرقية المحاصرة، من أصل تسع وعشرين حالة تمت الموافقة عليها للإخلاء، فيما ينتظر 25 آخرون من المرضى الموضوعين على القائمة اليوم الخميس الخروج إلى دمشق.
ووصلت الحالات الأربع أمس إلى مشافي مدينة دمشق حيث سمح لهم بتلقي العلاج على بعد بضعة كيلومترات من أماكن سكنهم، فيما لم يتدخل أي من الطرفين، جيش الإسلام او النظام السوري في قائمة المرضى، وتم وضعها على أساس ضرورة إخلاء الحالة واستفادتها المؤكدة من الإخلاء وفق أسس طبية قبل الصفقة بشهور.
ميدانياً، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن قوات النظام السوري حاصرت القاعدة الأمريكية في «التنف» جنوبي سوريا بشكل كامل، في حين هددت قاعدة حميميم العسكرية بالقضاء على هيئة تحرير الشام في عام 2018. وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية عبر موقعها في فيسبوك، إن قوات النظام السوري تحاصر منطقة التنف بمساحة 55 كيلومتراً، التي توجد فيها القاعدة الأمريكية.
وفي هذا السياق أكد مدير أخبار «عدالة حمورابي» مزاحم السلوم لـ«القدس العربي»، أن قوات النظام تحاصر من طرف سوريا القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، بالإضافة إلى المدنيين في مخيم الركبان. وأوضح السلوم أن الجنود الأمريكيين في القاعدة العسكرية في التنف لم يتأثروا بحصار قوات النظام بسبب وجود طريق مفتوح على العراق والأردن.
من جهته اتهم رئيس هيئة الأركان الروسية العامة، الولايات المتحدة بتدريب مقاتلين سابقين لتنظيم الدولة في قاعدة عسكرية أمريكية في معبر التنف الحدودي السوري مع العراق جنوبي البلاد في «محاولة لزعزعة استقرار البلاد». وتقول روسيا إن القاعدة الأمريكية غير قانونية وإنها أصبحت هي والمنطقة المحيطة بها «ثقباً أسود» يعمل فيه المتشددون بلا أي عائق.
غير أن غيراسيموف قال لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» أمس إن الولايات المتحدة تدرب مقاتلين كانوا في السابق من أفراد تنظيم الدولة لكنهم يسمون أنفسهم الآن الجيش السوري الجديد أو يستخدمون أسماء أخرى. وأضاف أن أقماراً صناعية روسية وطائرات بدون طيار روسية رصدت كتائب المتشددين في القاعدة الأمريكية، بينما هددت قاعدة «حميميم»، بالقضاء على «هيئة تحرير الشام» خلال عام 2018، حيث تعهدت القاعدة الروسية بالقضاء على تنظيم جبهة النصرة و»أعوانها» في سوريا خلال عام 2018 المقبل، بصورة مشابهة لما تلقاه تنظيم داعش «الإرهابي».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.