المعارضة السورية تحاصر قوات الحرس الجمهوري في إدارة المركبات

حاصرت فصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن غرفة العمليات العسكرية المشتركة «بأنهم ظلموا» في ريف دمشق، عشرات الجنود لقوات النظام من مرتبات الحرس الجمهوري، بينهم ضباط رفيعو المستوى، وذلك في إدارة المركبات بالقرب من مدينة حرستا، عقب مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين منذ يوم الجمعة، أسفرت عن مقتل 33 جندياً للنظام.
تزامناً ذكر تلفزيون النظام السوري أن بشار الأسد أصدر أمس الإثنين مرسوماً بتعيين وزراء جدد للدفاع والصناعة والإعلام، الأمر الذي اعتبره العديد من المحللين رداً على إخفاق قوات النظام في معركة حرستا وفشله في فك الحصار عن عناصره الـ300 في منطقة المركبات. وقال التلفزيون إن الأسد عين العماد علي عبد الله أيوب وزيراً للدفاع، ومحمد مازن علي يوسف وزيراً للصناعة، وعماد عبد الله سارة وزيرا للاعلام. ويحل أيوب، وهو رئيس الأركان السابق وينتمي للطائفة العلوية، محل الوزير السابق فهد جاسم الفريج. وكان عبد الله سارة رئيساً للإذاعة والتلفزيون السوري.
وفجّرت فصائل المعارضة المسلحة أمس الإثنين سيارة مفخخة بالقرب من مبنى المحافظة، محاولة اقتحام المبنى وفرض سيطرتها عليه، فيما تمكنت من التمركز وتثبيت وجودها العسكري على حوالى 350 كتلة وبناء، سيطرت عليها في محيط إدارة المركبات، ضمن عدد من الأحياء الاستراتيجية، منها العجمي والجسرين، والإنتاج، والسياسية، وكتلة المدارس، ومديرية الأفران، حيث تطل الأحياء المذكورة على الإدارة من الجهة الشمالية الغربية، وتكون المعارضة بذلك قد أحكمت السيطرة على الإدارة ناريًا، لا سيما أن المسافة الفاصلة بين الأحياء والإدارة لا تتعدى بضع مئات الأمتار.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة لـ«القدس العربي» إن «قوات النظام المحاصرة تستجدي الثوار في أرض المعركة للسماح للهلال الأحمر بالتدخل من أجل إجلاء سلمي لهم من إدارة المركبات عبر الباصات الخضراء إلى مدينة دمشق، وخاصة بعد مقتل أكثر من 33 جندياً في صفوفهم».
من جهتها اعترفت جهات إعلامية موالية، شبه رسمية، بمقتل أكثر من 13 جندياً من مرتبات الحرس الجمهوري، وأصابة اللواء حسن الكردي مدير إدارة المركبات وقائد القوات الحامية لها.
وتعتبر السيطرة على إدارة المركبات – إن تحققت – بحسب مصادر معارضة، نقطة تحول مفصلية من الناحية العسكرية بالنسبة للغوطة الشرقية وفصائل الثوار، وأكبر ورقة ضغط قد تعيد للمعارضة هيبتها، كما أن هذه الثكنة الضخمة هي المسؤولة عن قصف وارتكاب المجازر بحق أهالي الغوطة الشرقية، وتمتد ما بين مدينتي عربين وحرستا بمسافة 400 كم²، وتطل على الأوتوستراد الدولي ووزارة الري ومبنى محافظة ريف دمشق، ويتمركز فيها عدد كبير من قوات النخبة للنظام السوري.
وتكشف إدارة المركبات العسكرية أغلب المدن والبلدات المحيطة بها، والتي تعتبر أهم معاقل الثوار في الغوطة الشرقية، ويرصد قناصوها مساحات زراعية واسعة في حرستا وعربين ومديرا، وتمتد إدارة المركبات من حرستا إلى عربين مروراً ببلدة مديرا، وتحتاج فصائل المعارضة المسلحة حتى تتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل إلى قطع كافة خطوط الإمداد المؤدية إلى إدارة المركبات وتثبيت مواقعها القتالية في محيطها.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.