يثب

محاكمة مرسي وتأسيس وعد

د . كمال اللبواني

Kamalيقولون  أن تنظيم الإخوان في مصر وغيرها ارتكب الكثير من الأخطاء الجوهرية :

1-      (تسييس الدين ) وليس تدين السياسة ، بمعنى توظيف شعبية الدين واحترامه عند الناس للحصول على السلطة باسمه ، وليس جعل السياسات والسياسيين أكثر التزاما بالقيم الاسلامية ،

2-      اعتماد مبدأ (الحزب – الدولة) ودولة الحزب ، فالحزب السياسي الذي يمثل مصالح جزء من الشعب يحتل مؤسسات الدولة ويسخرها في خدمته وخدمة بقائه في السلطة متحكما بالثروة .

ويقولون  أن إخوان مصر ركبوا ثورة ليست ثورتهم ، وجاؤوا للسلطة بالديماغوجيا وبدعم خارجي (أمريكي- بريطاني ) أساسا هو من اقترح تنظيم الإخوان كضامن لعدم انتشار الارهاب ، وضابط للشعوب الثائرة ، وأنهم حاولوا تحزيب الدولة وأخونتها ، ولكن الدولة المصرية بمؤسساتها انقلبت عليهم ، واعتقلتهم ، كل ذلك حدث .. في مسار الصراع على السلطة وعلى شكل نظام الحكم الذي ولده الربيع العربي ، وظهر أنهم وحدهم في المعركة مع الدولة كحزب ، وأن ارتباطهم بالإسلاميين وبالشعب هش وضعيف ، إن لم يكن مقطوعا .

لكنني ولكوني أعرف معنى المحاكمات السياسية  ،وقد حوكمت أمام كل أنواع المحاكم في سوريا ( الجنائية المدنية والعسكرية وأمن الدولة العليا ) ، لا أستطيع أن أقبل هذه المحاكمة الصورية للرئيس المخلوع بانقلاب عسكري (محمد مرسي ) ، لسبب بسيط أنها مخالفة لكل ما يسمى بالشرعية والاختصاص والإجراءات ، ولأن القانون يجب أن لا يسيس ليبقى الحصن الضامن للسلم الاجتماعي . لأنني أعتقد أنه بهذه الطريقة يقوم الانقلابيون  في مصر بتدمير أسس الدولة المصرية ونزاهة المرجعية القضائية السند الأخير  للسلم الأهلي .

لا ننسى علاقة إخوان مصر الطيبة مع الأسد وحزب الله والمقاومة وإيران ، ولا استقبال مرسي لنجاد استقبال الفاتحين ، ولا تعويله على دور إيران البناء ، قبل أن ينقلب موقفه بشكل متطرف  قبل إزاحته بشهر ، ولا ننسى المعاملة الطيبة للسوريين ، والتي تغيرت جذريا بعد رحيله ، لكننا نقلق لو صحت المعلومات التي تقول أن إخوان ليبيا وسوريا وغيرهم قد بدأوا بتهريب السلاح لمصر للانتقال للتمرد المسلح هناك ، والذي يشجعه ويبرره تسييس القضاء وعودة الاستبداد العسكري بهذه الطريقة الرعناء .

نعم نحن نحترم شعب مصر الشقيق ، ونحترم حقوقه السياسية ونظامه الذي يرتئيه ، ولحبنا لأشقائنا نخشى عليهم من التورط بما يهدد السلم الأهلي وكيان الدولة ، وهذا لن يحصل إلا بتدخل أجنبي خبيث ، أو بتجاهل طاغوتي لأصول الحياة السياسية الرشيدة ، أو بتسييس القضاء .

أما إخوان سوريا فندعو الله ليسامحهم على فعلتهم بحق الوطن ، أقصد  طبخ وتمرير الورقة الكوردية بالتوافق مع الأمريكان والشيوعيين ، ونأمل منهم أن يساهموا في سحبها ، ونأمل ألا يكرروا محاولاتهم للقفز للسلطة من تحت الطاولة بصفقة دولية تشمل الإيراني والروسي ، وأخذ موقف واضح جدي برفض جنيف ، والتوقف عن تحزيبهم للدعم المادي والعسكري ، مما يشجع على تقسيم الثورة وشرذمة العمل المسلح .

وفي الوقت الذي يهيمن فيه التيار السلفي بشكل عفوي وشامل في كل المناحي ، تتشرذم جامعة  الإخوان وتتصارع وتضمحل في أكثر من مكان ، مع أنها قديمة ومنظمة ، هل هو يا ترى نحس الأنكلوساكسون قد امتد إليها ، وهو الذي حاول  جعلها حصان المرحلة . إن تغيير حلتها وشخوصها ووسائلها يتطلب فعلا هياكل جديدة ..

مرحبا بحزبهم الجديد وعد ، ليكون شريكا في سوريا الحرة . ونأمل أن يدخل الانتخابات القادمة ببرنامج وأشخاص ،وليس بالتصويت على القرآن أو ضده . ونأمل من الأخوة السلفيين السماح بإجراء هذه الانتخابات بعد أن يحرروا سوريا .

2013/11/5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.