تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي توحي بتحضير واشنطن ضربة جديدة ضد النظام السوري

تعيش سوريا أجواء يلوح فيها مشهد الضربة القوية التي وجهها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في نيسان/ أبريل 2017 بعد إصداره أمراً بشن هجوم صاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية للنظام السوري والتي قالت تقارير وقتها إن عملية كيميائية للنظام انطلقت من القاعدة، مستعملاً غاز السارين على منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة. إذ لمّح أمس وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، إلى إمكانية توجيه ضربة جديدة للنظام في حال ثبوت استعماله أخيراً غازاً ساماً. وأكد ماتيس أن غاز الكلور «استخدم مرات عدة « في هجمات في سوريا «لكن ما يقلقنا أكثر هو احتمال استخدام النظام غاز السارين»، موضحاً أن واشنطن لا تملك إثباتات تؤيد هذه الفرضية.
وأضاف ماتيس «نحن مطلعون وشاهدتم جميعاً كيف قمنا بالرد على ذلك، ولذا فإن العودة لانتهاك اتفاقية حظر (الأسلحة) الكيميائية ستكون غير حكيمة». وقال النظام السوري إنه لم ينفذ أياً من تلك الهجمات. وذكر مسؤولون أمريكيون أن الحكومة السورية ربما تطور أنواعاً جديدة من الأسلحة الكيميائية، وأن ترامب مستعد لدراسة اتخاذ إجراء عسكري جديد إذا لزم الأمر.
وتزامن ذلك مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل سبعة مدنيين على الأقل أمس في غارات لسلاح الجو السوري استهدفت الغوطة الشرقية لدمشق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وتأتي هذه الغارات في وقت اتهم فيه الجيش السوري بشن هجمات بالكلور في الغوطة. ولم يستبعد مسؤولون أمريكيون شن غارات جديدة على مواقع النظام في سوريا. وقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في بلدة عربين، في حين أوقع قصف مدفعي أربعة قتلى خصوصاً في دوما، بحسب المرصد. ويعاني سكان الغوطة الشرقية (400 ألف نسمة) المحاصرون من الجيش السوري منذ 2013، أزمة إنسانية حادة وسط نقص في الأغذية والأدوية، بحسب المصدر ذاته.
واتهم المرصد في 22 كانون الثاني/يناير قوات موالية للنظام السوري بشن هجوم كيميائي في الغوطة حيث أفيد عن 21 حالة اختناق. وأشار سكان ومصادر طبية إلى هجوم بالكلور. وقال المرصد أيضا إنه في 13 كانون الثاني/يناير سجل هجوم مماثل في محيط دوما مع «سبع حالات اختناق». وبعد هذه الأخبار لوحت واشنطن الخميس بشن غارات جديدة في سوريا، بحسب مسؤولين.
من جهة أخرى قال ماتيس، أمس، إن بلاده تجري مباحثات مع «حليفتها» تركيا بشأن منطقة منبج في ريف محافظة حلب السورية (شمال). جاء ذلك ردا على أسئلة صحافيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن عملية «غصن الزيتون» التي تنفذها تركيا منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، ضد تنظيمي «ب ي د/ بي كا كا» و»داعش»، في منطقة عفرين في ريف حلب، وكذلك العملية التركية المحتملة لتطهير منبج من الإرهابيين. ولفت ماتيس إلى أنه بحث التطورات في سوريا مع نظيره التركي، نور الدين جانيكلي. وادّعى ماتيس أن عملية «غصن الزيتون» في عفرين تصرف الانتباه عن العمليات ضد تنظيم «داعش». وتستهدف عملية «غصن الزيتون» المواقع العسكرية للتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أي أضرار.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.