هذا هو “الجزّار” سبب الخلاف في “سوتشي!

تسبب ظهور أحد قادة ميليشيات النظام السوري، والذي تتهمه المعارضة السورية بارتكاب أكثر من مجزرة بحق السوريين، بخلاف بين روسيا وتركيا، لدى بدء انعقاد مؤتمر “سوتشي” الثلاثاء، بسبب قيام روسيا بتوجيه الدعوة لمعراج أورال أو المعروف باسم حركي هو “علي كيالي”، وتتهمه تركيا بارتكاب أعمال إرهابية على أراضيها، وكذلك تتهمه المعارضة السورية بارتكاب أكثر من مجزرة بحق السوريين، كان أشهرها مجزرة “البيضا” في بانياس التابعة لمحافظة طرطوس المتوسطية.

وظهر معراج أورال، أو علي كيالي، في سوتشي الروسية، والتقط الصور مع بعض الأشخاص الذين أوفدهم نظام الأسد إلى المؤتمر الذي أعلنت المعارضة السورية مقاطعته، هي والإدارة الذاتية الكردية التي رفضت حضوره احتجاجاً على العملية العسكرية في #عفرين السورية.

ولفت في هذا السياق، ظهور معراج أورال، برفقة قدري جميل رئيس ما يعرف بمنصة موسكو، لدى مشاركتهما في مؤتمر “سوتشي” مع العلم أن أورال أو علي كيالي، متهم بسفك دماء مئات السوريين بدم بارد، وسبق له الظهور في فيديو يعود إلى العام 2013، وهو يحرض على قتل معارضي الأسد في مدينة بانياس الساحلية، التي شهدت مجزرة تلت تهديداته.

ينحدر معراج أورال، أو علي كيالي، من لواء اسكندرون الذي كان جزءاً من الأراضي السورية، حتى ثلاثينيات القرن الماضي، ثم ضم رسمياً إلى الدولة التركية في وقت لاحق.

لم يكن معراج أورال معروفاً قبل ثمانينات القرن الماضي، حيث هرب من السلطات التركية بسبب اتهامه بأعمال ضد أمن الدولة التركية، فدخل محافظة اللاذقية السورية وأصبح قريباً من جميل الأسد، عم بشار الأسد، الأمر الذي مكّنه من التمتع بنفوذ وحرية في الحركة وحماية من أجهزة النظام، خصوصاً أنه ينتمي إلى الطائفة العلوية في تركيا.

منظمة تابعة لاستخبارات النظام السوري

ثم اختفى اسم معراج أورال تماماً، في سوريا، عندما سافر خارج البلاد بعد منحه الجنسية السورية، وأصبح يحمل اسم علي كيالي الذي سمح له بالسفر والتنقل في أكثر من بلد أوروبي. إلا أن اسمه عاد للظهور، مجدداً، مع بداية الثورة السورية على نظام الأسد عام 2011.

وعرف أورال بصفته الأمين العام لجبهة “المقاومة الوطنية لتحرير لواء اسكندرون”. مع العلم أن أفراد هذه المنظمة كانوا طرفاً أساسياً إلى جانب #جيش_الأسد، بقتال المعارضة السورية، وأغلب معاركها كانت ضد فصائل المعارضة السورية في شمال اللاذقية وفي محافظة حمص ومحافظات أخرى، وكذلك في بانياس الطرطوسية التي كانت شاهد عيان غاية في الدموية على عنف هذه المنظمة.

وترى المعارضة السورية أن كيالي ومنظمته، ليسا أكثر من ميليشيات تابعة لاستخبارات النظام السوري، حتى وإن كان كيالي نفسه لا يحمل رتبة عسكرية، إلا أنه بخلوّه من حمل صفة عسكرية رسمية، يؤمن للنظام “حرية أكبر باستعماله”، بحسب محللين.

وعلى الرغم من أن شعار المنظمة التي يتزعمها أورال، هو تحرير لواء اسكندرون، إلا أن جميع أفرادها يقاتلون إلى جانب جيش الأسد، داخل سوريا وضد المعارضة السورية.

ومنذ أيام أعلنت منظمة أورال مقتل أحد عناصرها وهو سعيد أحمد درويش، في معارك محافظة إدلب، إلى جانب قوات الأسد وميليشيا “حزب الله” وقوات الحرس الثوري الإيراني. وكذلك ظهر أورال نفسه، في 16 من الجاري، بصورة مع أحد مصابي ميليشياته الذي كان يقاتل المعارضة السورية في إدلب، ويدعى محمد حمودي.

ومعراج أورال، أو علي كيالي، مطلوب للقضاء التركي، بتهمة الإرهاب. إذ تتهمه السلطات القضائية التركية بتنفيذ أعمال إرهابية ضدها، أشهرها اتهامه بعمليتي تفجير في منطقة الريحانية، تسببتا بسقوط أكثر من 50 قتيلاً، عام 2013، وهو العام الذي شهد ذروة نشاط هذا الرجل، حيث شهد، أيضاً، تنفيذ مذبحة في بانياس، فأصبح لقب أورال، بعدها، هو جزّار بانياس، نسبة للمكان الذي نفذ فيه تلك المجزرة.

تثبيت سوريين على الجدران ثم قتلهم بدم بارد

وقام معراج أورال، بتنفيذ مجزرة بحق أهالي منطقة “البيضا” في بانياس السورية المتوسطية، عام 2013، رداً على موقفهم المعارض لنظام الأسد. ونقل عن شاهد عيان تحدث لوسائل الإعلام، في ذلك الوقت، أن عناصر ميليشيا أورال وبدعم لوجستي من جيش الأسد،، جمعوا الناس في المنطقة، وتبّتوهم على الجدران، ثم قاموا بإطلاق النار عليهم واحداً واحداً، بدم بارد، وكانت الحصيلة عشرات من الضحايا ضاقت بهم غرف منطقة “البيضا” التي تكدست فيها الجثث.

وتشير مصادر المعارضة السورية، إلى أن ميليشيا أورال أو علي كيالي، اشتركت في مذبحة منطقة “الحولة” الحمصية، عام 2012، والتي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ.

وأصيب كيالي نفسه بمعارك خاضها لصالح نظام الأسد، وتم الإعلان عن مقتله عام 2016، إلا أنه تبين أن إعلان مقتله كان لعبة استخبارية من نظام الأسد، لتأمين الرجل وإبعاده عن وسائل الإعلام.

عاش كيالي في كنف جميل الأسد، عم رئيس النظام السوري الذي رحل منذ سنوات، وتمتع بحرية حركة وغطاء أمني وفر له التنقل والعمل بسرية. إلا أنه بعد الثورة السورية، أصبح أكثر أهمية بالنسبة لنظام الأسد الحالي، حيث يستعمله في صراعه ضد الدولة التركية المساندة للثورة السورية، ويتم تقديمه لوسائل الإعلام بصفته مقاومة لاستعادة لواء اسكندرون، فيما تقاتل منظمته إلى جانب الأسد وحلفائه، ضد المعارضة السورية وفي جميع المناطق وترتكب المجازر. ويوميا يتم الإعلان إما عن سقوط قتيل من منظمته، أو جريح، في معارك مختلفة ضد فصائل المعارضة السورية.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.