النظام السوري يعزل دوما عن الغوطة ويستمر في تقسيمها

عزلت قوات النظام السوري اليوم (السبت) مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق إثر تقدم جديد حققته على حساب الفصائل المعارضة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد، أن عزل دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، يأتي بعد «سيطرة قوات النظام على الطريق التي يربطها بحرستا غرباً وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها».
وتعد مدينة دوما معقل فصيل «جيش الإسلام» الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية.
وأشار عبد الرحمن إلى أن «قوات النظام تمكنت اليوم من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب».
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة دوما عن قصف جوي ومدفعي استهدف المدينة التي يختبئ سكانها في الأبنية وبدت شوارعها خالية من الحركة.
ومن شأن هذا التقدم أن يضيق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة كما على عشرات آلاف المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية منذ عام 2013.
وتدور اشتباكات عنيفة أيضاً بين قوات النظام وفصيل «فيلق الرحمن» قرب بلدات حمورية وسقبا وأفتيريس (جنوب).
وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق، وتشكل منذ عام 2012 معقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة ما جعلها هدفاً دائماً لقوات النظام، التي باتت في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ ثلاثة أسابيع تسيطر على أكثر من نصف مساحتها.
ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء قوات النظام حملته العسكرية ضد الغوطة الشرقية في 18 فبراير (شباط) إلى أكثر من 975 مدنياً بينهم مائتا طفل.
وأثار هجوم قوات النظام المكثف على الجيب المحاصر منذ عام 2013 والنقص الحاد في الأغذية والأدوية إدانات غربية ومطالب من وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بوقف القتال للسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص محاصرون داخل الغوطة.
وحاولت وكالات الإغاثة نقل مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية ولكنها لم تتمكن إلا من إيصال جزء من الكمية التي كانت تريد تسليمها.
وعجزت قافلة عن تفريغ كامل حمولتها يوم الاثنين الماضي بسبب استمرار القتال ونقلت بقية صناديق الغذاء أمس الجمعة رغم القصف في منطقة قريبة. لكن وكالات الأمم المتحدة ذكرت أن مسؤولين في النظام السوري سحبوا معظم الإمدادات الطبية من القافلة، مضيفة أن الإمدادات الغذائية التي تم إيصالها غير كافية.
وفتح النظام ما يصفه بممرات آمنة لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية ولكن لم يعرف أن أحدا قد خرج من المنطقة حتى الآن، وتتهم دمشق وموسكو مقاتلي المعارضة بمنعهم من الخروج، بينما تنفي المعارضة ذلك.

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.