معتقلو سجن السويداء المركزي يواصلون إضرابهم عن الطعام

واصل المعتقلون في سجن السويداء المركزي إضرابهم عن الطعام، احتجاجا على المعاملة السيئة لهم داخل السجن، والأحكام الجائرة بحقهم. وقالت مصادر أهلية في السويداء لـ«الشرق الأوسط»، إن السجناء المضربين عن الطعام في سجن السويداء «يناشدون وسائل الإعلام، والمنظمات الحقوقية والمعنيين للتفاعل مع قضيتهم» والمطالبة بزيارة جهات دولية للسجن والاطلاع على أوضاعهم.

وكان المعتقلون في المبنى القديم في سجن السويداء بدأوا إضرابهم يوم 24 من الشهر الحالي، احتجاجا على الأحكام التعسفية المتخذة بحقهم من قبل محاكم النظام، وتحديدا المحكمة الميدانية ومحكمة قضايا الإرهاب، والتي تتراوح أحكامها بين الأشغال الشاقة المؤقتة حتى العشر سنوات سجن والإعدام. أكدت المصادر أن المحاكمات تستمر إلى أمد طويل، يتعرض خلالها المعتقلون لمعاملة مهينة من قبل السجانين لا تخلو من ممارسات انتقامية، لا سيما المعتقلين السياسيين على خلفية مشاركتهم بالثورة ضد النظام، إذ إن أغلب المعتقلين في المبنى القديم في سجن السويداء هم من المتهمين بأعمال مناهضة للنظام.

وقد شكل المضربون عن الطعام من المعتقلين لجنة للتفاوض باسمهم مع إدارة السجن، حول مطالبهم بإحضار لجنة قضائية للنظر بأحكام الموقوفين لصالح محكمة الميدان العسكرية ومحكمة قضايا الإرهاب، وتسوية أوضاعهم. إضافة إلى مطالب تتعلق بسلوكيات السجانين وشروط العيش داخل السجن. ووعد مدير السجن ومعاون قائد شرطة السويداء اللذان التقيا المعتقلين بتشكيل لجنة لتلبية مطالبهم، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بعد.

يشار إلى أن محكمة الميدان العسكرية هي محكمة غير قانونية، وتجري محاكماتها بجلسة استجواب واحدة سرية، فلا يسمح للمعتقل توكيل محامٍ كما قد يبلغ بالحكم غيابيا.

كما تعتبر محكمة قضايا الإرهاب محكمة استثنائية تم تشكيلها عام 2012 لمحاكمة المعتقلين السياسيين في السجون المدنية.

وبحسب (رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا)، فإن أغلب المعتقلين السياسيين في سجن السويداء تم اعتقالهم بداية عام 2011 على خلفية اتهامهم بالمشاركة بالمظاهرات ضد النظام، وقالت الرابطة إن المعتقلين في سجن السويداء طالبوا بحضور «لجنة قضائية وأمنية تعيد النظر في أحكامهم»، وأن «جميع المعتقلين السياسيين على حفظ أمن السجن وممتلكاته وعم التخريب والفوضى».

يشار إلى أن حسن سليمان حديفة «أبو أكرم»، أمضى ثلاثين عاما في المعتقل دون محاكمة، قبل أن يفارق الحياة قبل نحو أسبوعين في سجن السويداء المركزي. وكان (أبو أكرم) من مواليد محافظة السويداء عام 1944، قد اعتقل من قبل النظام السوري عام 1988، على خلفية اتهامه بالتواصل مع قريب له في الجولان السوري المحتل. وخلال الثلاثين عاما التي قضاها بين سجن تدمر وسجن صيدنايا وسجن السويداء لم يعرض على محكمة ولم تتم محاكمته، كما حرم لفترات طويلة من التواصل مع أسرته. وبحسب (رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا)، لا يزال في سجون النظام معتقلون من فترة الثمانينات دون محاكمة حتى الآن ومنهم من قضى أكثر من نصف عمره في السجن دون سبب واضح.

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.