روسيا تسحب حمايتها للميليشيات الكردية في سوريا وترامب يوافق على دعم «الخوذ البيضاء»

في مشهد يوحي بأن تحريكاً ما للجمود على المستوى السياسي ستشهده الساحة السورية، جاء تصريح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا للصحافيين، أمس، بأن مسؤولين أمريكيين سينضمون إلى محادثات في جنيف في وقت لاحق هذا الشهر بشأن تشكيل لجنة دستورية سورية، في مؤشر على حراك في عملية الوصول إلى حل، والثاني بإعلان تفاهمات روسية – تركية وأخرى أمريكية ـ تركية بخصوص الشمال السوري، وبالتحديد في مدينتي منبج وتل رفعت.
وأكد للصحافيين «أننا نشهد حراكا ولكن لا نتوقع انفراجة كبرى» .وقال إن المضي نحو دستور جديد هو «حجر أساس رئيسي لعملية سلام يعاد تنشيطها» لإنهاء حرب مدمرة مستمرة منذ سبع سنوات.
توازياً مع المساعي الدبلوماسية، تستكمل على الأرض التفاهمات الروسية التركية لبلورة خارطة الشمال السوري، إذ مهد اتفاق منبج بين الولايات المتحدة الأمريكية وانقرة وفق نموذج الإدارة المشتركة، الطريق أمام اتفاق مشابه في مدينة تل رفعت شمالي حلب، ينص على خروج الميليشيات الكردية من المدينة إلى معاقلها شرقي الفرات، وتخلي روسيا عن حمايتها، مقابل تولي مجالس مدنية مسؤولية حوكمة المدينة بإشراف روسي – تركي، مع عزل تام لفصائل المعارضة.
تزامناً اتفق عسكريون أتراك وأمريكيون على خطة لتنفيذ الاتفاق بشأن منطقة منبج شمالي سوريا، وأعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان لها أمس الخميس، أن اجتماعاً انعقد يومي الثلاثاء والأربعاء بين عسكريين من الجانبين في مقر قيادة القوات الأمريكية في أوروبا، في مدينة شتوتغارت الألمانية، مشيراً الى أن الاجتماع جاء بموجب خارطة طريق «منبج»، والمبادئ الأمنية المدرجة فيها.
من جهته أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية»، الواجهة السياسية للفصائل الكردية والعربية في «قوات سوريا الديمقراطية»، استعداده أمس للتفاوض «بلا شروط» مع دمشق، بعد نحو أسبوعين من تلويح الرئيس بشار الأسد باستخدام «القوة» لاستعادة مناطق واسعة في شمال البلاد.
ووافق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على تقديم مساعدات بقيمة 6.6 ملايين دولار، لصالح الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة التابعة للأمم المتحدة.
وأوضح بيان للخارجية الأمريكية، أمس الخميس، أن ترامب فوّض وزارة التنمية الدولية والخارجية، بتقديم المساعدات «لضمان استمرار العمليات الحيوية والمنقذة للحياة، التي يقوم بها عناصر الدفاع المدني السوري، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة التابعة للأمم المتحدة».
أضاف البيان أن واشنطن تدعم «بحزم» عناصر الخوذ البيضاء «الذين أنقذوا أكثر من 100 ألف شخص منذ بدء النزاع، بمن في ذلك ضحايا هجمات الأسد بالأسلحة الكيميائية».
وتابع: «يتولى هؤلاء المسعفون الأبطال أحد أخطر الأعمال في العالم، وما زالوا هدفًا متعمدًا للنظام السوري والغارات الجوية الروسية، إذ قتل أكثر من 230 من المتطوعين الشجعان منذ عام 2013، أثناء عملهم على إنقاذ المدنيين السوريين الأبرياء».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.