مقتل أكثر من 52 مدنياً بانفجار في ريف إدلب… وتعزيزات كبيرة للنظام السوري في الشمال

وسط تزايد تصريحات النظام السوري التي تروج لمعركة «إدلب الكبرى»، والتي تصور حجم الحشود العسكرية في أرياف حلب وحماة، على أنها «الدفعة الأضخم» لبدء عملية عسكرية شاملة من ريف حماة الشمالي وصولاً الى ريف حلب الجنوبي وسهل الغاب، بهدف السيطرة على إدلب ومحيطها، هزّ انفجار كبير مجهول الأسباب ريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى انهيار مبنيين سكنيين يتألف كل منهما من 5 طوابق، تستخدم كمراكز إيواء مؤقتة للمهجرين، قرب مدينة سرمدا، حيث تجاوزت أعداد الضحايا الـ50 قتيلًا في إحصائية أولية، فيما أشارت الوكالة الألمانية (د ب أ) إلى إفادة لها من مصدر لها في الدفاع المدني في محافظة إدلب التابعة للمعارضة السورية، بسقوط 50 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً جراء انفجار مستودع أسلحة في مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا، فجر أمس، والتي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام، واستقبلت الآلاف من النازحين في السنوات الماضية من المناطق السورية كافة. وأكدت مصادر طبية صعوبة انتشال الجثث من تحت الأنقاض. واستنفر الانفجار فرق الدفاع المدني في المنطقة، التي تمكنت من انتشال سبعة أشخاص ما زالوا على قيد الحياة، فيما رجح ناشطون أن يكون الانفجار ناجماً عن قصف البوارج الروسية في البحر المتوسط للموقع، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر الضحايا من عائلات مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) التي تتمتع بنفوذ كبير في إدلب.
من جانبه أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، جرائم القصف التي اقترفتها طائرات نظام الأسد وروسيا في أرياف إدلب وحلب وحماة، محملاً موسكو المسؤولية الكاملة عنها، حيث أكد ناشطون لـ«القدس العربي» استخدام النظام للقذائف الفوسفورية، والذي خلف عشرات القتلى وعدداً من الجرحى، إضافة إلى دمار واسع في الأبنية السكنية. وحذر الائتلاف الوطني في بيان له، المجتمع الدولي من النتائج الخطيرة التي ستترتب على ترك يد النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية منفلتة ضد المدنيين في إدلب وحماة وحلب، وخطورة التلاعب بدماء المدنيين وحياتهم وبمصير الحل السياسي كله. وشدد على أن التطورات الأخيرة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
من جهة أخرى نشرت مصادر إعلام محلية الأحد، شريطاً مصوراً تظهر فيه سيدتان من رهائن تنظيم «الدولة»، في محافظة السويداء، طالبت إحداهما القائمين على التفاوض بتسريع العملية نظراً لما وصفته بأوضاع الاحتجاز السيئة. يجري ذلك وسط محاولات جديدة للنظام السوري لإحداث فتنة لسلخ جبل العرب الذي يقطنه الدروز، عن محيطه السني في سهل حوران، بينما قامت ميليشياته المسلحة، وعناصر من الفرقة الرابعة «بتعفيش» قرية حوش حماد في ريف درعا، وسرقة أغنامها ونقلها الى قرى السويداء حيث رفض الأهالي شراءها.
وأكد بيان أجمع عليه أبناء محافظة السويداء وشخصيات مسؤولة، أن ميليشيات النظام وعناصر من الفرقة الرابعة قاموا «بتعفيش» قرية حوش حماد التابعة لمحافظة درعا، وسرقة أغنامها بعد إنذار الأهالي بإخلائها خلال ساعتين أو يتمّ قتلهم. إلا أن أهالي قرى السويداء رفضوا شراء الأغنام من ضباط في جيش النظام من بينهم سهيل الحسن، رغم أنهم عرضوها بأسعار بخسة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.