مع اقتراب المعركة: «درع الفرات» ترغب في الدفاع عن إدلب

في ظل التوتر الكبير الحاصل في إدلب، استمر «جيش العزة» بالتصعيد الإعلامي المندرج ضمن حملة «رفع المعنويات» لمقاتلي الفصائل في منطقة ريف حماة الشمالي، وبث عددا كبيرا من الأشرطة المصورة والصور لخنادق دفاعية وأخرى تكتيكية، ظهر خلالها القائد العام لجيش العزة، الرائد جميل الصالح، وهو يشرف على عمليات الحفر والتدعيم داخل تلك الخنادق. وتعهد الصالح في تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» موجهة إلى المدنيين والحاضنة الشعبية، قال فيها «أنتم تيجان رؤوسنا، سنقدم دماءنا في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عنكم. نحن على العهد باقون ولن نستسلم ولن ندخر أي قطرة دم في الدفاع عنكم».
وأشار الناطق العسكري باسم «جيش العزة» النقيب مصطفى معراتي لـ «القدس العربي» إلى جهوزية جيش العزة لصد أي عمل عسكري للنظام السوري باتجاه القطاع الذي يسيطر عليه. وطالب فصائل «درع الفرات» بـ«البدء بعمل عسكري باتجاه مدينة حلب»، وتوعد قوات النظام في حال شنت أي هجوم على إدلب وريف حماة الشمالي. وعن التحضيرات العسكرية ختم قائلا: «منذ خروجنا من أستانة، أدركنا أن لا عهد أو ميثاق للروس، واتجهنا إلى رفع جاهزية مقاتلينا بشكل مستمر وقمنا بتحصينات هندسية عالية، وحضرنا ما سيفاجئ العدو على كامل محور انتشارنا من قرية الحماميات غرب بلدة الطامنة وصولا إلى مدينة مورك شرقاً».
وعلق المسؤول السياسي في لواء «المعتصم» مصطفى سيجري، على موقف فصائل منطقة «درع الفرات» و«غصن الزيتون» بأنه لا يمكن الفصل بين مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي منطقة عمليات درع الفرات، وغصن الزيتون وإدلب والساحل وريف حماة وريف حلب، معتبراً أن «كل هذه المناطق تعتبر آخر قلاع الثورة ونقطة التقاء للقوى العسكرية والمدنية التي رفضت الدخول في تسوية مع النظام وفضلت التهجير القسري». وأضاف في اتصال مع «القدس العربي»: «نعتبر أن أي عملية عسكرية ضد أي منطقة كانت بمثابة إعلان إنهاء العمل باتفاق خفض التصعيد، والدفاع عن جرابلس يبدأ بالدفاع عن جبال الساحل وريف حماة وإدلب».
ووصف روسيا بأنها دولة احتلال «تريد إعادة كل هذه المناطق إلى سلطة نظام الأسد وتكذب في كل ادعاءاتها وتستخدم النصرة بهدف إبادة شعب بأكمله لصالح آل الأسد». وزاد: «نحن معنيون بالدفاع عن أرضنا وعرضنا وهذا واجب الجميع، نعم النصرة عدو للثورة، ولكن منع تقدم النظام إلى هذه المناطق أولوية بالنسبة لنا».
وشدد على أنه «لا يمكن لأي جهة، أن تمنعنا من الدفاع عن أهلنا، ومعظم مقاتلي منطقة عمليات درع الفرات وغصن الزيتون هم من أبناء الساحل وإدلب وحماة وحلب. وجبهة النصرة اعتدت علينا سابقا وتسببت في إبعادنا عن مناطقنا ولكن اليوم لن نسمح لها بتسليم هذه المناطق للنظام كما حدث في مناطق أخرى».
إلى ذلك، وعن موقف فصائل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي المنتشرة في منطقتي عمليات «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، صرح القائد العسكري لفرقة «الحمزة « عبد الله حلاوة لـ«القدس العربي»: «لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه أي عمل عسكري في إدلب، وسنضع كل امكانياتنا وقوتنا لصد العدوان الغاشم إن حصل. ولا يبرر وقوفنا صامتين إلا الخيانة ونحن لسنا كذلك، ولا يوجد في صفوفنا خونة أو من سيقف على الحياد ويأخذ دور المتفرج».
ميدانيا، فجرت «الجبهة الوطنية للتحرير» الجسر الواصل بين ضفتي نهر العاصي والمعروف باسم «جسر الشريعة» (نسبة لقرية الشريعة في سهل الغاب) ويشكل الطريق الوحيد للعبور من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة النظام في المنطقة التي تتبع إداريا لبلدة السقيلبية في ريف حماة الغربي. وجرى التفجير تحسبا للعملية العسكرية المرتقبة من قبل النظام السوري وحلفائه ضد فصائل المعارضة في إدلب.
واستمر النظام السوري في ارسال تعزيزات عسكرية إلى منطقتي شمال محافظة حماة، وريف اللاذقية الشرقي المقابل لمنطقة جسر الشغور، أقصى غرب محافظة إدلب.
وتعتبر «الفرقة الرابعة» قوات خاصة، التي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق رئيس النظام، أبرز القوات التي تشارك في التحضير لمعركة إدلب، إضافة إلى «قوات النمر» التي يقودها العميد سهيل الحسن، ضابط العمليات في المخابرات الجوية والمدعوم من قبل وزارة الدفاع الروسية مباشرة.
الأمر الذي يتقاطع مع ما نقلته وكالة «رويترز»، الأربعاء الماضي، على لسان مصدر مقرب من حكومة النظام، والذي أكد أن قوات النظام تستعد لهجوم على محافظة إدلب والمناطق المحيطة فيها، يكون على عدة مراحل. وقال المصدر إن «الهجوم سوف يستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة إدلب نفسها»، مضيفاً أن «ساعة الهجوم لم تحدد حتى الآن واللمسات الأخيرة لأول مرحلة ستكتمل خلال الساعات المقبلة».

توتر في شرق المتوسط

اتهمت روسيا كل من أمريكا وإنكلترا وفرنسا بالتحضير لهجوم «عدواني جديد على سوريا»، وقالت وزارة الدفاع الروسية على لسان الناطق الرسمي اللواء إيغور كوناشينكوف إن «مدمرة أمريكية وصلت إلى الخليج، فيما تستعد قاذفات القنابل بي 1 ـ بي للتحرك من القاعدة الأمريكية في قطر لضرب أهداف في سوريا».
وردا على تحرك التحالف الثلاثي المزعوم، الذي وجه ضربة سابقا لمقرات تطوير وتصنيع وتخزين السلاح الكيميائي في نيسان (أبريل) الماضي، دفعت موسكو بأعداد كبيرة من قواتها البحرية إلى الساحل الشرقي في المتوسط تحسبا لأي عملية عسكرية ضد النظام، معلنة عن مناورات كبيرة مفاجئة وغير معلن عنها.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية أن المناورات «ستجري بمشاركة 25 سفينة وسفينة إسناد تابعة للأسطول الشمالي وأساطيل بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين، بقيادة الطراد الصاروخي مارشال أوستينوف». وتشارك قاذفات جوية تابعة لسلاح الفضاء الروسي وطائرات مقاتلة في المناورات أيضا.
ويدلل حجم المناورات العسكرية الكبيرة على خوف روسي من عملية عسكرية كبيرة وليس مجرد قصف اعتيادي، أو كذلك الذي جاء كعقوبة للنظام على استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في نيسان (ابريل).
ويضاف تحرك الدول النووية الكبرى في شرق المتوسط إلى جملة التعقيدات الحاصلة في إدلب بين موسكو وتركيا، واللتين لم تتوصلا إلى اتفاق أو خريطة طريق واضحة على طريقة الحل في إدلب، رغم أن الأجواء العامة تشير إلى اقتراب بدء المعركة المحدودة التي تستعد لها موسكو. ويزيد في اضطراب الأمور بالنسبة إلى تركيا، رغبة فصائل «درع الفرات» و«غصن الزيتون» بالمشاركة وصد الهجوم المحتمل.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.