أردوغان يناقش ملف سوريا مع ترامب… والقوات التركية تنتظر ساعة الصفر لإخراج «الوحدات الكردية» من المناطق العربية

على وقع تطورات متتالية حدثت أمس في خصوص الملف السوري، وخصوصاً شمال البلاد وشرقها، جرى اتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بحثا خلاله الوضع في منبج وإدلب في سوريا، حيث أكدا عزمهما على تعزيز العلاقات بين البلدين.

تزامناً بدأت القوات التركية والأمريكية دوريات مشتركة للمرة الأولى أمس في منطقة منبج التي كانت مصدر خلاف بين الجانبين في السنوات القليلة الماضية، بعد أن سيطرت قوات كردية على أجزاء منها في هجوم مدعوم من الولايات المتحدة لطرد تنظيم «الدولة» عام 2016 ، وجاء ذلك حسب بيان الرئاسة التركية.

استقالة قائد المجلس العسكري لـ«قسد» في دير الزور لخلاف بين المكونين الكردي والعربي

ويبدو أن أنقرة حصلت على دعم خلال القمة الرباعية، وبشكل غير مباشر من واشنطن من خلال صمتها حول الاستعدادات العسكرية التركية ضد الوحدات الكردية، الأمر الذي خول القيادة التركية اتخاذ قرار الانتقال من مرحلة التصريح باتجاه تحديد ساعة الصفر لمرحلة الاستهداف العسكري الحاسمة ضد الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن في ريف دير الزور شرقي سوريا، وذلك بهدف تأمين الشريط الحدودي، على أن تتبعها، حسب تصريحات مراقبين لـ«القدس العربي»، مرحلة ثانية تشمل تقدماً برياً لاسترجاع المناطق العربية من قوات «قسد»، وذلك في ظل رضا أمريكي توضح أخيراً عبر وزارة خارجية واشنطن، التي عبرت عن التزامها بأمن حدود تركيا، تعليقاً منها على قصف القوات التركية لمواقع تابعة للوحدات الكردية، وهو ما دعا «قسد» للإسراع عن إعلانها تعليق معركتها ضد تنظيم «الدولة» مؤقتاً، بسبب القصف التركي الذي وصفته بالاستفزاز ضد المناطق الوحيدة الآمنة في سوريا».
وبدا أمس أن الوحدات الكردية تلقت صدمة من الموقف الأمريكي الذي لم يساعدها في الثبات ومواصلة معاركها ضد تنظيم «الدولة»، حيث قال نائب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، الأربعاء، ان «تركيا دولة عضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشريك مهم في التحالف الدولي لمحاربة داعش، ونحن ملتزمون بأمن حدود حليفتنا»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وتركيا تواصلان التنسيق المنتظم فيما بينهما، مستشهداً بذلك بخريطة الطريق الخاصة في مدينة منبح السورية. وربما ستحصر واشنطن تصريحاتها بالتعليق على كثافة الضربات التركية فقط.
من جهتها رحبت المعارضة السورية بالعمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي، شرقي دير الزور، حيث قال القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير – أكبر تشكيل عسكري معارض – حسام سلامة، لـ«القدس العربي»: «أي عمل عسكري تركي في منطقة شرقي الفرات ضد وحدات حماية الشعب الكردية، هو عمل مرحب به من قبلنا».
وفي تطور بارز يؤكد الخلاف العميق بين المكونين الكردي والعربي لقوات «قسد»، أكدت الأنباء المتناقلة من مصادر محلية وناشطين في دير الزور، استقالة قائد مجلس دير الزور العسكري، احمد الخبيل أبو خولة، التي تأتي في أوج تصاعد التوتر بين المكون العربي والقيادة الكردية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث أكد أبو خولة لـ«القدس العربي» نقلاً عن الصحافي السوري في دير الزور، محمد العكيدي، والذي يدير موقعاً لأخبار المعارك في ريف دير الزور «أن تقديم أبو خولة لاستقالته من منصبه جاء بسبب اتهامات قيادات قسد له بالتخاذل وتحميل المكون العربي مسؤولية الخسارة، وبعد استقالته لحق به عدد من العناصر المقربين منه وكلهم من عشيرة البكير».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.