إيران تستبعد بقاءها طويلاً في سورية

في خطوة لافتة، استبعدت إيران أمس «البقاء طويلاً في سورية»، وأكدت التناغم مع روسيا، وسط ضغوط تتعرض لها للجم تدخلاتها في المنطقة. وفيما استمر أمس تسيير دوريات أميركية شمال شرقي سورية قرب الحدود مع تركيا، باغت تنظيم «داعش» «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) بهجوم جديد أوقع 12 قتيلاً بين صفوفها.

وأكد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي في تصريحات أبرزتها وسائل إعلام إيرانية أمس، أن قوات بلاده «ليس لديها أي خطة للبقاء طويلاً في سورية». وكرر دفاعه عن الوجود الإيراني، مشيراً الى أنه «كان بطلب من الحكومة السورية، وليس لدينا أي خطة بعيدة الأمد للبقاء في هذا البلد». ونفى وجود «أي تناقض مع الروس، والتناقض الذي تسوّقه وسائل إعلام هو مفبرك ويتعارض مع الواقع».

جاء ذلك عشية زيارة يقوم بها الموفد الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف لطهران هي الأولى لمسؤول روسي منذ القمة التي جمعت زعماء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول الشهر الماضي. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن السفير الروسي لدى طهران لفان غاغاريان، أن لافرنتييف سيزور طهران اليوم، ويعتزم إجراء محادثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني تتناول أحدث التطورات الجارية على صعيد الساحة السورية.

والتقى الرئيس بشار الأسد أمس في دمشق مع لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين. وذكرت الرئاسة السورية في بيان أصدرته عقب اللقاء، أن لافرينتييف وضع الأسد «في صورة محادثات القمة الرباعية في إسطنبول، وجهود موسكو مع الأطراف الإقليمية والدولية لتذليل العقبات التي تقف أمام إحراز تقدم في المسار السياسي يساهم في إنهاء الحرب على سورية». وأفاد البيان إلى أن اللقاء «تطرق إلى ملف تشكيل اللجنة الدستورية، وكان هناك اتفاق على مواصلة العمل المشترك بين روسيا وسورية من أجل إزالة العوائق أمام تشكيل اللجنة».

ميدانياً، قُتل 12 عنصراً على الأقل من «قسد» المدعومة أميركياً أمس، في هجوم شنه «داعش» واستهدف أحد مواقعها في شرق سورية. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم بدأ هجومه بـ «تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت موقعاً لقسد بين بلدتي البحرة وهجين، قبل أن يخوض اشتباكات عنيفة مستغلاً تردي الأحوال الجوية» في المنطقة الواقعة في دير الزور، آخر جيب لـ «داعش» في شرق الفرات. وتسبب الهجوم في «مقتل ما لا يقل عن 12 من مقاتلي قسد، وجرح أكثر من 20 آخرين». ورجّح المرصد ارتفاع حصيلة القتلى لـ «وجود جرحى في حالات خطرة».

لكن الناطق باسم «قسد» مصطفى بالي نفى سقوط قتلى، وقال لوكالة «فرانس برس»: «هناك هجمات معاكسة بشكل يومي واشتباكات مستمرة، لكن الحديث عن شهداء في صفوف قواتنا غير صحيح».

وإثر الهجوم، أحرز مسلحو التنظيم تقدماً في أطراف قرية البحرة حيث قاعدة عسكرية تضم «قادة من قوات سورية الديموقراطية ومستشارين في التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، وفق المرصد، الذي لفت إلى أن التحالف لم يتمكن من توجيه ضربات ضد عناصر التنظيم بسبب سوء الأحوال الجوية.

بالتزامن، سيّرت القوات الأميركية دوريات في شمال شرقي سورية قرب الحدود مع تركيا، في خطوة تأتي بعد أيام من تعرض المنطقة لقصف شنّته أنقرة.

وتشهد هذه المنطقة الحدودية الواقعة تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً، توتراً متصاعداً، بعد تهديد أنقرة بشن هجوم عليها واستهداف جيشها خلال الأيام الماضية مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لـ «قسد».

وأكد الناطق باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن شون راين لـ «فرانس برس»، تسيير «دوريات أميركية» في المنطقة في شكل «غير منتظم» ترتبط وتيرتها بتطور «الظروف» الميدانية.

وهذه الدورية هي الثانية التي يتم تسييرها في المنطقة منذ الجمعة. ومن المقرر تسيير هذه الدوريات على طول الشريط الحدودي وصولاً حتى مدينة رأس العين، التي تقع على بعد 50 كيلومتراً غرب الدرباسية، وفق الناطق باسم «قسد».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.