حزب الله والميليشيات الشيعية تختبئ خلف علم روسيا

سمح الجيش السوري لقوات حزب الله والميليشيات الشيعية التي وصلت إلى سوريا برفع أعلام روسية ـ وذلك لحمايتها من هجمات جوية إسرائيلية. هذا ما كشفت عنه النقاب صحيفة «كومرسنت» الروسية عظيمة النفوذ.
وحسب الصحيفة، فعشية سفر رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء اهرون حليوي، إلى موسكو أول أمس، اشتكت إسرائيل للروس بأن حزب الله ومنظمات مؤيدة لإيران تختبئ خلف أعلام روسيا التي ترفرف سواء فوق قياداتها ومنشآتها أو في القوافل العسكرية. وهكذا مثلاً لوحظ علم روسي في قيادة قوات شيعية في منطقة مطار حماة، حيث قصفت في الماضي منشآت إيرانية في هجمات نسبت لإسرائيل. كما لوحظت إعلام روسية أخرى في حمص، وفي ادلب، وفي منطقة الصحراء السورية.
أحد قادة المعارضة السورية، العقيد فتح حسون، روى بأن هذه صفقة بين موسكو وطهران. ومقابل الموافقة الروسية على منح رعاية لمنشآت الميليشيات، تعهد الإيرانيون بتنسيق أعمالهم مع القيادة الروسية التي تتواجد في قاعدة حميميم في سوريا. الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الذي سُئل إذا كانت إسرائيل رفعت بالفعل شكوى إلى موسكو، أجاب بأنه غير مستعد لأن يعلق على منشورات الصحيفة الروسية.
وإلى ذلك، عقد في موسكو قبل ظهر أمس لقاء بين الوفد العسكري الإسرائيلي برئاسة اللواء اهارون حليوي وبين فريق برئاسة نائب رئيس قسم العمليات الروسي فسيلي تروشين. وهذا هو اللقاء العلني الأول لممثلي الجيشين منذ اللقاء المحرج بين قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين ونظيره الروسي، والذي عقد في 20 أيلول في أعقاب إسقاط طائرات الاستطلاع الروسية. في حينه لم يقبل الروس التفسيرات الإسرائيلية، وكل المحاولات التي تمت لاحقاً للوصول معهم إلى تفاهمات اصطدمت بكتف باردة. قبل نحو شهر، حتى خطة رئيس الأركان الفريق غادي آيزنكوت لإرسال اللواء حليوي إلى موسكو.. ردت بالسلب.
في الأسبوعين الأخيرين، أجرى ديوان رئيس الوزراء في القدس اتصالات مع مكتب الرئاسة الروسية، وفي نهايتها وافقوا في موسكو على استقبال اللواء حليوي. ولكن في ختام اللقاء، أمس صدر بيان رسمي روسي يلمح بأنه لم يتحقق الكثير، باستمرار القرار لمواصلة البحث في مسألة التنسيق الأمني بين الطرفين.
مع أن الرئيس بوتين استجاب لضغوط رئيس الوزراء نتنياهو لعقد اللقاء، ولكن يبدو أن الروس لم يقصدوا منذ البداية حل الأزمة بين الدولتين. وتشهد على ذلك حقيقة أن رئيس قسم العمليات الإسرائيلي لم يلتقِ مع نظيره بل مع نائبه. فضلاً عن ذلك يتبين أن النائب، الجنرال تروشين، يوشك على إنهاء مهام منصبه بعد عشر سنوات عمل فيها أساساً بالتدريبات وتجهيزات القوات، فيما قضى سنته الأخيرة كمندوب وزارة الدفاع الروسية في المراسيم الرسمية، دون أن صلة بالأزمة في سوريا. وعن ذلك، قال مصدر عسكري كبير في إسرائيل: «تروشين هو رجل الاتصال الدائم مع إسرائيل».
وإذا لم يكن هذا بكافٍ، فإنه عندما حدد الروس موعد اللقاء ـ قبل نحو أسبوعين ـ كانوا يعرفون بأن رئيس قسم العمليات لديهم، رئيس الأركان، وزير الدفاع وقسم هام من القيادة الأمنية الروسية، لن تكون في روسيا على الإطلاق في وقت زيارة اللواء حليوي. وزير الدفاع الروسي يزور الهند، ورئيس الأركان ورئيس قسم العمليات يتواجدان في أذربيجان للقاء قائد الناتو. والأخطر من ذلك عشية اللقاء قال مصدر كبير في وزارة الدفاع الروسية في وسائل الإعلام الروسية إن «موقفنا لا يتغير. فالضربات الفوضوية لسلاح الجو الإسرائيلي على البنى التحتية السورية، بذريعة التهديد الأمني، ليست مقبولة من ناحيتنا».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.