تركيا تعيد طرح اتفاق أضنة الحدودي مع سورية للتداول

غداة قمة روسية – تركية تطرقت أساساً للملف السوري، أعادت تركيا طرح اتفاق أضنة الأمني مع النظام السوري للتداول، ما يشير إلى رفض موسكو رؤية أنقرة للمنطقة الآمنة على الحدود مع شرق الفرات. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده قادرة على إنشاء المنطقة الآمنة وحدها، وأبقى الباب مفتوحاً أمام مشاركة روسيا والولايات المتحدة إن رغبتا في ذلك، فيما قال رئیس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني حشمت الله فلاحت بیشه إن أنظمة الدفاع الجوي الروسیة «أس – 300» المنتشرة في سوریة یتم تعطیلها خلال الهجوم الإسرائيلي على هذا البلد.

وبعد قمة جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة طرح «اتفاق أضنة» المبرم بين تركيا وسورية عام 1998 للتداول. ومعلوم أن البلدين وقعا على الاتفاق بعد وساطة عربية وأنهت أزمة بين البلدين في عهد رئيس النظام السابق حافظ الأسد كادت تصل إلى اجتياح تركيا مناطق في شمال سورية. وينص اتفاق أضنة على تعاون سورية التام مع تركيا في مكافحة الإرهاب عبر الحدود، وانهاء جميع أشكال الدعم من دمشق لـ «حزب العمال الكردستاني»، وإغلاق معسكراته في سورية ولبنان، وطرد زعيم التنظيم عبدالله أوجلان، والعمل على منع تسلل مقاتلي الحزب إلى تركيا، وحفاظ تركيا على حقها في الدفاع عن النفس، والمطالبة بتعويضات «عادلة» عن خسائرها في الأرواح والممتلكات إذا لم توقف الحكومة السورية دعمها حزب العمال. ويمنح الاتفاق تركيا حق «ملاحقة الإرهابيين» في الداخل السوري حتى عمق 5 كيلومترات، و«اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر. وأنهى الاتفاق أيضاً أي مطالب حدودية للطرفين في أراضي الطرف الآخر.

وفيما كشفت التصريحات الروسية والتركية بعد قمة الرئيسين توافقاً حول ضرورة العمل المشترك لحل موضوع إدلب، واستمرار مسار آستانة والتوصل إلى حل سياسي، بدا واضحاً أن موسكو لا تتعجل في دعم مطالب أنقرة الراغبة في إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية – التركية بعمق يتراوح بين 25 و30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وهو ما يرفضه الأكراد الذين يسيطرون على مناطق شرق الفرات. وأعلنت موسكو أكثر من مرة أنها تسعى إلى سيطرة جيش النظام السوري على كل الأراضي التي تنسحب منها واشنطن في شرق الفرات ومحيط قاعدة التنف قرب المثلث الحدودي مع العراق والأردن. وقال الرئيس بوتين بعد القمة إن موسكو تدعم «إقامة حوار بين المسؤولين في دمشق وممثلين عن الأكراد». وكانت مصادر كردية أكدت سابقاً لـ«الحياة» عن رعاية موسكو مفاوضات مع حكومة دمشق في حميميم ودمشق.

وقال أوغلو إن لدى بلاده القدرة بمفردها على إقامة «منطقة آمنة» في سورية لكنه لم يستبعد الولايات المتحدة أو روسيا أو أي دول أخرى تريد أن تتعاون في هذه المسألة.

وأوضح أوغلو لقناة «الخبر» التلفزيونية أن ما من شيء مؤكد بعد في شأن إقامة منطقة آمنة في شمال سورية، مستدركاً: «يمكننا إقامة منطقة آمنة بنفسنا، لكننا لن نستبعد الولايات المتحدة أو روسيا أو أي دول أخرى إذا أرادت أن تتعاون». وشدد على أن بلاده تملك الحق في مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل الأراضي السورية، بموجب اتفاق أضنة. وزاد أن لبلاده «الحق في القيام بعمليات داخل الأراضي السورية، في حال لم يقم الجانب السوري بما يقع على عاتقه من واجبات وفق اتفاق أضنة».

وذكر الوزير التركي أن مساعي «وحدات حماية الشعب» و«حزب العمال الكردستاني» تقسيم سورية «تلقى رفضاً من تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، فيما تتبنى الدول الغربية مواقف متضاربة في هذا الشأن»، وكشف أن المحادثات الجارية بين بلاده والولايات المتحدة تتمحور حالياً حول تنسيق الانسحاب الأميركي من سورية، واسترداد الأسلحة الممنوحة للتنظيمات الكردية.

وقال رئیس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني حشمت الله فلاحت بیشه مساء أمس، إن أنظمة الدفاع الجوی الروسیة «أس – 300» المنتشرة في سوریة یتم تعطیلها خلال الهجوم الصهیوني على هذا البلد.

الكیان الصهیوني ادعى في الأیام الماضیة بعد الهجوم على البنیة التحتیة في سوریة، أنه ألحق أضراراً بقوات المستشارین الإیرانیین على الأراضي السوریة.

وأوضح، بعد عودته من أنقرة في مقابلة حصریة مع وكالة «إرنا»: «هناك نقد حاد یوجه الى روسیا، حیث تقوم بتعطیل منظومة «أس – 300» حین یشن الكیان الصهیوني هجماته على سوریة». وأضاف: «إذا كانت منظومة «أس – 300» الروسیة تعمل في شكل صحیح، فإن الكیان الصهیوني لا یستطیع شن هجماته على سوریة بسهولة».

وقال فلاحت بیشه: «یبدو أن هناك نوعاً من التنسیق بین الهجمات الصهیونیة والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سوریة». وأعلن في جزء آخر من تصریحاته: «كنت في غضون ساعات قلیلة بعد واحدة من الهجمات الصهیونیة في المكان، الأرقام التي یعلنها الصهاینة غیر صحیحة، وهذه التصریحات مجرد تخرصات».

وأضاف أن الهدف الصهیوني المتمثل في العمل العسكري في سوریة، هو زعزعة الاستقرار في هذا البلد، قائلاً: «إنهم یریدون إجبار إیران على الرد لخلق تحدٍ جدید في سوریة».

وأوضح فلاحت بیشه: «یدعي الصهاینة أن أفعالهم ضد إیران، فیما ان هذه الهجمات ضد سوریة وضد منشآتها الدفاعیة وبنیتها التحتیة ومرافقها الأمنیة».

وعلى رغم اقراره بوجود اتصالات غير مباشرة مع النظام السوري، وتصريحات سابقة بأن تركيا يمكن أن تقبل بالأسد رئيساً في حال فاز بانتخابات ديموقراطية، قال اوغلو: «لا يمكن لشخص تسبب في مقتل نحو مليون سوري أن يوحّد السوريين تحت مظلته، ولا نستطيع أن ننسى كل من ماتوا في سورية ونقول لهذا الشخص واصل مسيرتك في إدارة البلاد».

إلى ذلك، قالت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية في إفادة صحافية دورية للمفوضية: «أوقف نظام بشار الأسد منح تأشيرات الدخول المتعدد»، وزادت: «نواصل بصفتنا الاتحاد الأوروبي… بذل كل ما في وسعنا لتجنب أن يؤثر هذا في العمل المهم الذي نقوم به على الأرض»، وكان ديبلوماسيون من الاتحاد كشفوا منذ أيام أن التصريح الخاص لاستخدام تأشيرات الدخول المتعدد ألغي في بداية كانون الثاني (يناير) الجاري من دون تفسير من الحكومة السورية، ما يعقد جهود توزيع مساعدات إنسانية على ضحايا الحرب الأهلية.

وفي دمشق، قالت وسائل الاعلام الموالية للنظام السوري إن انفجاراً هز دمشق ونجم من عبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة قديمة كانت مركونة بالقرب من مستشفى دار الشفاء في العدوي، وألحق أضراراً بسيارة مجاورة فقط من دون وقوع أضرار أخرى أو إصابات.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.