نزوح مدنيين من الحدود التركية… والأكراد يعلنون «النفير العام»

على وقع الضربات التركية والانسحاب الأميركي تتواصل موجات النزوح من مدينتي راس العين وتل أبيض المتاخمة للحدود التركية، باتجاه الريف وإخلاء القرى والبلدات الحدودية التي تتعرض للهجمات، في وقت أعلنت فيه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في بيان، النفير العام، وبحسب البيان المنشور على حسابها الرسمي: «مع تصاعد وتيرة التهديدات وتحشّد الجيش التركي، نعلن حالة النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا».

وقالت مصادر أهلية من مدينتي راس العين (سري كانيه)، بحسب تسميتها الكردية، عبر اتصال لـ«الشرق الأوسط» إن سكان المدينة توجهوا إلى ريفها الشرقي والجنوبي، وقصدوا بلدات تل تمر والدرباسية ومدينة الحسكة، بعدما تحول ريفها الغربي المحاذي للشريط الحدودي مع تركيا إلى هدف للضربات التركية، إلى جانب نزوح سكان مدينة تل أبيض وخروجهم بعد بدء الضربات الجوية على المواقع العسكرية التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، ونقل سكان تصاعد أعمدة الدخان من مواقع بالقرب من الحدود مع تركيا.

ودعت الإدارة الذاتية جميع هيئاتها ومؤسساتها ومكوناتها للتوجه إلى المناطق الحدودية المحاذية لتركيا في بيانها «للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة»، وطالبت بـ«الاحتجاجات والاعتصامات في جميع أنحاء العالم، محمِّلة الأمم المتحدة وكافة الدول والمؤسسات صاحبة القرار والتأثير في الشأن السوري كامل المسؤولية الأخلاقية والوجدانية عن أي كارثة إنسانية تلحق بشعبنا في شمال وشرق سوريا».

وحذرت سهام قريو الرئيسة المشتركة للمجلس العام بالإدارة الذاتية، من وقوع كارثة إنسانية تهدد مصير ملايين المدنيين القاطنين في مناطق الإدارة الذاتية، وقالت: «التهديدات التركية لا يمكن حصرها بالمناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة، بل سيكون وقعها كارثياً على الشعب السوري، ويمتد تأثيرها على دول العالم أجمع، وتهدد بكارثة إنسانية تطال نحو 6 ملايين مدني».

وفي ظل التصعيد التركي، وشنّ هجمات عسكرية على نقاط ومواقع عسكرية في مناطق الإدارة، قالت سهام قريو: «لدينا القدرة على الدفاع عن الأراضي السورية ووحدتها، ونرفض عودة المجد المعهود للدولة العثمانية، لذا نحن نؤكد قدرتنا في القتال حتى آخر قطرة دم»، وأضافت أن مناطق الإدارة كانت المأوى طوال الأزمة السورية لملايين النازحين السوريين، بعد توفير الخدمات والأمان ومستلزمات الحياة «إذ حققنا عدة مكتسبات بعد أن أخذت (قوات سوريا الديمقراطية) على عاقتها حماية السكان».

وحمل «المجلس الوطني الكردي» التهديدات التركية والتصريحات «المدانة واللامسؤولة من جانب الفصائل المسلحة»، على حد وصفه، التي «أحدثت قلقاً وذعراً بالغَيْن لدى أبناء المنطقة بكل مكوناتها، خاصة بعد قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من نقاط المراقبة الحدودية مع تركيا، رغم دخول الاتفاقية الأمنية بينهما في شهر أغسطس (آب) الماضي حيز التنفيذ».

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.