حرب روسية ـ سورية شاملة في إدلب تضرب حتى المستشفيات… وسراقب الهدف الثاني للنظام

بينما تقوم قوات النظام السوري وروسيا بغارات عنيفة وتتبع سياسة الأرض المحروقة في إدلب، وصلت حد ضرب المؤسسات الطبية، وآخرها قصف روسي دمر مشفى في مدينة أريحا في إدلب، تحدث خبراء لـ«القدس العربي» عن استعداد قوات النظام وموسكو لدخول حرب العقد والمدن الاستراتيجية للسيطرة على الطرق الدولية الرابطة دمشق بحلب واللاذقية، مع استمرار روسيا والنظام في سياسة الأرض المحروقة، واستهداف كل المؤسسات المدنية.

وكانت مقاتلات حربية روسية استهدفت مشفى «الشامي» في مدينة أريحا، والمخصص للجراحة، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل ونشوب الحرائق فيه، بينما نفى الجيش الروسي أمس تنفيذ ضربات ليلية على مستشفى وفرن في محافظة إدلب، بعد أن نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان النبأ. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «الطيران الروسي لم ينفذ أية مهمّة قتالية في هذه المنطقة من سوريا»، مندداً بـ«استفزاز إعلامي».

مدير الدفاع المدني السوري مصطفى الحاج يوسف، تحدث لـ«القدس العربي» عن مقتل 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال وإصابة أكثر من 50 آخرين، في حصيلة غير نهائية، نتيجة غارات جوية من قبل الطائرات الروسية استهدفت مشفى الشامي الجراحي وفرناً ومنازل المدنيين في مدينة أريحا جنوب إدلب، فجر الخميس.
عسكرياً، أكدت مصادر محلية لدى المعارضة السورية، سيطرة النظام السوري والميليشيات الموالية له على قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي، وسط قصف تمهيدي تعرضت له مدينتا سراقب وأريحا اللتان تعتبران أهم المراكز الاستراتيجية الواقعة على الطريقين الدوليين «أم- 4 و أم-5» .
وأعلن فريق «منسقو الاستجابة في سوريا»، عن نزوح 268 ألف نسمة من المناطق منزوعة السلاح في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا بسبب المعارك المستمرة.
وأشار الفريق إلى توثيقه مقتل أكثر من 130 مدنياً بينهم 40 طفلاً منذ بدء الحملة العسكرية على آخر مناطق خفض التصعيد.
وحذّر المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، الخميس، من نشوب أزمة دولية جراء نزوح قرابة 700 ألف سوري باتجاه الحدود التركية، وسط تخوف من نزوحهم باتجاه أوروبا. وجاء ذلك في تصريح صحافي لجيفري من العاصمة البلجيكية بروكسل، أكد فيه أنّ جميع الخيارات متاحة أمام الولايات المتحدة؛ في حال استخدم النظام السوري سلاحاً كيميائياً مجدداً. وتوعد بأن «الولايات المتحدة قد تلجأ إلى التدخل العسكري في حال لجوء النظام السوري للسلاح الكيميائي». وأضاف جيفري أن «الطائرات الحربية لنظام الأسد وروسيا، شنت 200 غارة جوية على إدلب خلال الأيام 3 الأخيرة».
وأعرب عن دعم بلاده لوجود نقاط مراقبة تركية في محافظة إدلب، مشدداً على ضرورة عدم إصابة الجنود الأتراك بمكروه في هذه النقاط.
وأضاف أنه «على نظام الأسد وإيران وروسيا العلم بأن الهجمات على إدلب غير مقبولة، فنحن نتحدث عن أزمة إنسانية وأفعال مدمرة للمدنيين».
ولفت جيفري إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمتلك الخبرة بخصوص الوضع في سوريا، مضيفًا: «هو (أردوغان) شريك لنا، وحليفنا في حلف شمال الأطلسي، ونحن نقف إلى جانبه» .
وأضاف: «لقد قلنا له (أردوغان) إنه لا يمكن الثقة بـ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين فيما يخص سوريا، واليوم يرى نتائج ذلك». وقال إن «قوات الأسد المدعومة من روسيا، تجنّد اللاجئين من أجل ممارسة الضغط على تركيا، وهذا غير مقبول» .
الباحث السياسي السوري فراس فحام قال لـ«القدس العربي» إنه يستبعد وجود اتفاق روسي – تركي حول ما يشهده الشمال السوري من معارك، وإن خيار «الحرب» سيكون حاضراً خلال الفترة المقبلة، وفي مرحلتها الأولى ستركز روسيا على هدفين أساسيين: الأول يتمثل في السيطرة على مدينة سراقب الواقعة بدورها على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي حلب ودمشق. أما الهدف الثاني، فهو محاولة تأمين محافظة حلب شمالي سوريا، والسيطرة على الضواحي الغربية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.