الأسد يرد على مخلوف: «سنكسر الحلقات الوسيطة» بين الحكومة والشعب… وهجوم انتقامي في درعا يقتل 9 من الشرطة

بعد فيديوهات رامي مخلوف المحرجة للنظام السوري ورأسها ابن عمته بشار الأسد، هاجم رئيس النظام السوري، بشار، أمس، رجال أعمالٍ لم يسمّهم، وقال إنهم «جشعون وخلقوا حالة من الاحتكار من أجل تحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين عبر رفع الأسعار»، في ظلّ تصاعد الخلاف بينه وبين رجل الأعمال وقريبه، رامي مخلوف.

وكان مخلوف رفض دفع مبالغ كبيرة له وتحداه في فيديو الأحد وتوعده بـ«عقوبة إلهية»، تزامناً مع ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست»، الأحد، بأن ملاحقة مخلوف تأتي ضمن محاولة أوسع للأسد للسيطرة على شركات وأموال كبيرة، بما في ذلك شركات الموالين للأسد، في محاولة للخروج من الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها نظامه، الأمر الذي أحرج الأسد واستدعاه للرد أمس خلال اجتماعه بالمجموعة الحكومية المعنية بمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها، قائلاً إن سياسة حكومته المقبلة ستكون «كسر الحلقات الوسيطة بين الحكومة وبين الشعب» وأن «الدولة ستكون لاعبا رئيسيا في السوق، ما يؤدي إلى خفض الأسعار من خلال المؤسسات الاقتصادية التابعة للقطاع العام وعلى رأسها المؤسسة السورية للتجارة والتي يجب أن تلعب دور التاجر الأساسي ولكن لصالح المواطن».

وتصاعد الخلاف، أخيرا، بين الأسد ومخلوف، أبرز رجل أعمال ورأس الفساد في سوريا، بعد ملاحقة الأخير ماليًا قبل أيام من قبل الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، والتي طالبته بمبلغ 233 مليار ليرة سورية لإعادة التوازن للترخيص الممنوح لشركتي الخليوي في سوريا «سيرياتل» و«أم تي أن».
وذكرت مصادر محلية أن قوات تابعة للقصر الجمهوري قامت بمداهمة فيلا رامي مخلوف في منطقة يعفور بريف دمشق صباح الأحد. وأكدت المصادر أن هذه المداهمة جاءت قبل ساعات من بثّ الفيديو الذي ظهر فيه رامي مخلوف للمرة الثانية على صفحته في فيسبوك. وقد ظهر رامي مخلوف في الفيديو المصور معترضاً على اعتقال عدد من موظفي شركاته، بينهم اثنان من كبار المديرين في سيرياتل، وهما بشر مهنا وسهيل صهيون.
وكان لافتاً نشر فراس رفعت الأسد ابن عم رأس النظام منشوراً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تطرق خلاله إلى الخلافات الحاصلة بين رامي مخلوف والأسد.
وأشار فراس الأسد إلى أن القضية لا علاقة لها بالضرائب، لكن القضية قضية مليارات الدولارات جرى التلاعب بها وتهريبها وإخفاؤها عن عيون القصر الجمهوري في آخر عشر سنوات.
وأكدت مصادر للمرصد السوري، اعتقال أجهزة النظام الأمنية لأكثر من 28 من مدراء وتقنيي شركة “سيرياتل” للاتصالات العائدة ملكيتها لرامي مخلوف، وذلك بتوجيهات روسية، ولم يقتصر الأمر على التوجيهات فقط، بل رافقت قوات روسية حملات الدهم والاعتقال للمدراء والتقنيين، في حين يؤكد المرصد السوري أن مخلوف لا يزال حرا طليقاً حتى اللحظة.
وفي السياق ذاته، علم المرصد السوري أن موظفي وتقنيي شركة سيرياتل جرى منعهم من الدخول إلى أبراج الاتصالات لمدة 3 أسابيع على الأقل، بعد أن كانت عملية دخولهم إلى تلك الأبراج اعتيادية بموافقة أمنية تلقائية.
وفي عمل انتقامي لمقتل معارضين سابقين، شن مسلحون هجوماً مفاجئاً قتلوا خلاله 9 عناصر من قوات الأمن الداخلي «الشرطة» للنظام السوري، في ريف درعا جنوبي البلاد. تزامن ذلك مع استمرار حملة الاعتقال ضد مقربي رامي مخلوف ابن خال رأس النظام السوري بشار الأسد بينما تتراجع الليرة إلى مستويات قياسية، ووسط تساؤلات هل يمهد الأسد لمصادرة إضافيّة لشركات محليّة عدة؟
وقالت مصادر متطابقة، إن الهجوم المسلح جاء على خلفية تنفيذ قوات النظام السوري، الأحد، إعداماً ميدانياً بحق مقاتلين من الفصائل المحلية، وهما شجاع قاسم الصبيحي، ومحمد أحمد موسى الصبيحي، حيث وجدت جثتاهما على طريق «جعيلة ـ إبطع» في الريف الأوسط من المحافظة.
ونتيجة لذلك، شنت عشيرتا الشابين، بقيادة والد أحدهما، هجوماً على مركز للأمن الداخلي في مدينة المزيريب غربي المدينة، واختطفتا 9 عناصر كانوا في المركز، إلى مكان مجهول، حيث تمت تصفيتهم، ومن ثم رمتا جثثهم أمس في ساحة شمال مدينة درعا.
ووفق موقع «درعا24»، فإن المجموعة المسلحة الّتي هاجمت ناحية المزيريب وقتلت العناصر، يقودها محمد قاسم الصبيحي الملقب بـ«أبو طارق»، وذكر أنّ أحد الشخصين المقتولين هو ابنه.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.