كورونا ينتشر في سوريا: أكثر من 2000 إصابة في دمشق وكارثة تهدد أكبر تجمع سكاني في الشمال

لا يبدي النظام السوري استجابة حقيقية في مكافحة وباء كورونا المتفشي في مناطق سيطرته، رغم تأكيد مصادر متطابقة، زيادة عدد الإصابات غير المعلن عنها، عن أكثر من 2000 إصابة، في بيئة لا تتوفر فيها أدنى مستويات الشفافية، وفي ظل الضغط الأمني على الجهاز الصحي، وشلل القطاع الطبي، وصعوبة إجراء الفحوصات.
وفي المقابل أعلنت مصادر رسمية معارضة إصابة 30 مدنياً شمال غربي سوريا، والحجر على 35 ألف شخص حجراً احترازياً، في مدينة سرمين في ريف إدلب، عقب الكشف عن إصابات بين الأهالي، وذلك منعاً لتفشي الفيروس في البقعة الجغرافية التي تؤوي نحو 4 ملايين نسمة شمال البلاد، حيث أكدت مصادر محلية لـ «القدس العربي» زيادة أعداد المصابين عن 2200 مؤكدة أن غالبيتهم في دمشق وريفها، وسط استياء شعبي من إهمال المصابين وطريقة تعاطي السلطات مع الجائحة.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تفشي وباء كورونا، ضمن الأراضي السورية على اختلاف مناطق السيطرة، وسط مواصلة سياسة التكتم عن الأرقام الحقيقية على الرغم من التفشي الكبير للفيروس في مختلف المحافظات.
ووفقاً لآخر إحصائيات المرصد السوري المستمدة من مصادر طبية قال إنها «موثوقة ضمن مناطق سيطرة قوات النظام، فإن أعداد المصابين بفيروس «كوفيد-19» بلغت 2180 إصابة مؤكدة، تعافى منها 470 بينما توفي 293 شخصاً، وقالت المصادر الطبية، إن الإصابات تتوزع على مختلف المحافظات السورية إلا أن غالبية الإصابات والوفيات تتركز في كل من دمشق وريفها بشكل رئيسي».
وتتركز الإصابات في الغوطة الشرقية، في كل من دوما وحرستا وعربين وسقبا وكفربطنا، وسط أنباء عن عشرات الوفيات في تلك المناطق بفيروس كورونا، بينما نحو 70% من المرافق الصحية والمستشفيات خارج الخدمة أساساً، بسبب العمليات العسكرية السابقة للنظامين السوري والروسي، إذ تقتصر الرعاية الصحية في الوقت الحالي على بعض مراكز الهلال الأحمر والمستوصفات التي تفتقر لكثير من الخدمات الطبية. ويسود مناطق سيطرة النظام السوري، استياء شعبي، على خلفية طريقة التعاطي مع الفيروس والتكتم عن الأرقام الحقيقية، وعدم اتخاذه للتدابير اللازمة، بالإضافة للواقع الطبي الكارثي والمخاوف من انهيار المنظومة الصحية الهشة أصلاً، فضلاً عن تردي الواقع المعيشي من حيث الغلاء وشح فرص العمل بالإضافة لانقطاع التيار الكهربائي.
وانتقالاً إلى الشمال السوري، فقد أطلق فريق «منسقو استجابة سوريا» نداء مناشدة عاجل لمساعدة أكثر من 35 ألف مدني في مدينة سرمين، من أجل المحافظة على الثبات في ظل الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، وما تسببه من إغلاق للمحال التجارية وفقدان بعض المواد الأساسية، وأبرزها مواد التعقيم والمستلزمات الأساسية الوقائية لمكافحة انتشار الفيروس بين السكان المدنيين.
وكشف الفريق عن أوضاع إنسانية متردية في مدينة سرمين، عقب تطبيق الحجر الاحترازي عليها، لمدة 14 يوماً بعد تسجيل إصابتين في المدينة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بدون ملاحظة أي تحرك جدي أو فعلي من قبل المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة، تجاه الأهالي القاطنين في المدينة، وخاصة أنها شهدت عودة للمدنيين بعد نزوحهم بالكامل عقب عمليات عسكرية عنيفة أدت إلى تدمير جزء كبير من منشآتها الخدمية. وأوصى الفريق السكان المدنيين في سرمين بتطبيق الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام القادمة، للحيلولة دون تفشي المرض ضمن المدينة، ومحاولة السيطرة عليه في أسرع وقت ممكن.
وأكدت الحكومة السورية المؤقتة إصابة نحو 30 شخصاً في محافظة إدلب، كما دعت منظمات إنسانية وجهات طبية، إلى توخي الحذر، وطالبت باتخاذ الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا في الشمال السوري، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك بشكل عاجل للحد من انتشار الفيروس ضمن المخيمات.
تزامناً، سلّمت مديرية صحة إدلب، صباح الأربعاء، ما يزيد عن 5000 كمامة طبية لمركز سرمين الصحي، بهدف توزيعها على مراجعي المركز من أهالي المدينة، في ظل استمرار الحجر الصحي. وقالت مصادر محلية، إن الفرق التوعوية التابعة للمديرية تواصل لليوم الثالث على التوالي عملها ضمن مدينة سرمين، بهدف تزويد الأهالي بالإرشادات الصحية الضرورية الواجب اتباعها أثناء فترة الحجر المنزلي المفروض حالياً على أهالي البلدة، بعد تسجيل أربع إصابات بفيروس كورونا في المدينة.
وتحدث مدير المكتب الإعلامي في الدفاع المدني في إدلب، أحمد شيخو لوسائل اعلام محلية، عن عمليات التطهير والتوعية المكثفة لحماية الأهالي في مدينة سرمين، وقال فريق الدفاع المدني «إن الإرشادات الضرورية توزع بين الأهالي في المدينة وعبر سيارات متنقلة ومكبرات الصوت لحماية الأهالي من انتشار العدوى»، مؤكداً أن عمليات التطهير وتعقيم البلدة، شملت الأسواق والمساجد والمدارس والمحلات التجارية بجميع أنواعها. وسجلت مناطق الشمال المحرر أول إصابة بفيروس «كورونا»، في 9 من تموز الحالي، لطبيب يعمل في مشفى باب الهوى، ويبلغ من العمر 39 عاماً، ودخل إلى سوريا من تركيا في 25 من حزيران/يونيو الماضي.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.