اشتباك سوري – أمريكي شرق سوريا وطيران التحالف يقتل جنديين سوريين ويدمر نقطة عسكرية للنظام

قتـل جنديان سـوريان الإثنـين بنـيران قـوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن قرب مدينة القامشلـي في شـمال شـرق سـوريا، في واقعة نـادرة، وفق مـا أفاد المرـصد السـوري لحـقوق الإنـسان لوكـالة الـصحافة الفرنـسية «أ ف ب».
تزامن ذلك، مع تفجير منفصل، استهدف صباحاً، عربة تركية ضمن دورية مشتركة للقوات التركية – الروسية، على طريق اللاذقية – حلب الدولي، شمال غربي البلاد، وذلك بقذيفة «آر بي جي» ما استدعى رداً تركياً فورياً.
وفي التفاصيل، قام طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، صباح أمس الاثنين، بتدمير نقطة عسكرية لقوات النظام جنوب شرقي مدينة القامشلي، في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، وقتل جنديين من قوات النظام السوري حسب المرصد السوري وأصاب جنديين آخرين، بعد محاولة عناصر الحاجز التابع للنظام، عرقلة طريق الدورية البرية التابعة للجيش الأمريكي، ما استدعى تدخل الطيران الحربي الذي دمر موقع تمركز قوات النظام بالكامل.

مجهولون يستهدفون عربة تركية على الطريق الدولي في ريف إدلب

وأوضح مصدر عسكري سوري، وفق الإعلام الرسمي للنظام، أن مروحيتين تابعتين للتحالف استهدفتا حاجزاً بالرشاشات الثقيلة، إلا أن التحالف نفى الأمر مشيراً إلى أن دورية تابعة له ردّت على مصادر نيران تعرضت لها قرب الحاجز «دفاعاً عن النفس». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن «طائرة التحالف استهدفت حاجزاً عسكرياً اعترض طريق رتل عسكري» لقوات التحالف جنوب مطار القامشلي، مشيراً إلى حصول تبادل لإطلاق النار قبل تدخل الطائرة.
وذكرت وكالة النظام الرسمية «سانا»، أن جندياً قتل وأصيب اثنان آخران نقلا إلى مستشفى القامشلي، بقصف لـ «طائرات قوات الاحتلال الأمريكي» التي أقدمت على «الاعتداء على حاجز للجيش العربي السوري جنوب شرق القامشلي» ونقلت عن مصدر عسكري قوله «في تمام الساعة التاسعة و45 دقيقة من صباح اليوم حاولت دورية أمريكية الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلاتنا المقاتلة في ريف مدينة القامشلي عبر حاجز تل الذهب فأوقفهم عناصر الحاجز ومنعوهم من المرور فأطلق عناصر الدورية الأمريكية رشقات نارية عدة، وبعد نحو 30 دقيقة هاجمت حوامتان أمريكيتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة ما أدى إلى مقتل جندي وجرح اثنين آخرين».

نفي التحالف

ونفى التحالف شنّ ضربات من الجو، وقال في بيان إن قواته بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية وخلال قيامها بدورية «أمنية روتينية» وبعد حصولها «على ممر آمن من القوات الموالية للنظام… تعرضت لنيران أسلحة صغيرة من أفراد موجودين قرب نقطة التفتيش». وأكد أن «دورية التحالف ردّت على النيران دفاعاً عن النفس»، مشدداً على أنه لم «يشن أي غارة جوية».
وتتكرر منذ مطلع العام حوادث مماثلة في شمال شرقي سوريا، خصوصاً بعد انتشار قوات النظام في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية، مع اعتراض حواجز لقوات النظام أو مسلحين موالين لها دوريات للتحالف الدولي. وتتدخل أحياناً القوات الروسية المنتشرة أيضاً في المنطقة لتهدئة التوتر.
وفي 12 شباط/فبراير، قتل مدني موال للنظام في تبادل إطلاق نار مع دورية للتحالف الدولي أثناء مرورها «من طريق الخطأ» عند نقطة لقوات موالية لدمشق، وفق المرصد. وقال التحالف الدولي وقتها إنه رد على نيران مجهولين «للدفاع عن النفس».
ويسيطر الأكراد منذ العام 2012 على الجزء الأكبر من محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد، فيما بقيت قرى معدودة في ريفي مدينتي القامشلي والحسكة تحت سيطرة مقاتلين موالين للنظام.
وفي 2019 انتشرت قوات النظام في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا تطبيقاً لاتفاق توصل إليه الأكراد مع دمشق لصدّ هجوم واسع شنته أنقرة ضد مناطق سيطرتهم. كما انتشرت في المنطقة الحدودية قوات روسية بموجب اتفاق مع تركيا التي سيطرت على منطقة بطول 120 كيلومتراً. وتتواجد القوات الأمريكية في المنطقة في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي دعم المقاتلين الأكراد مدى السنوات الماضية في معاركهم ضد تنظيم «الدولة».
مصادر محلية معارضة أكدت من جانبها إصابة جندي أمريكي في الاشتباك مع قوات النظام التي حاولت اعتراض الدورية الأمريكية، مشيرة إلى أن «رتل التحالف الدولي المكون من آليات عسكرية عدة كان قد وصل أمس إلى مدينة الحسكة قادماً من القاعدة الأمريكية في مدينة الشدادي».
الباحث السياسي «فراس فحام» أكد مقتل وجرح أكثر من 10 عناصر تابعين لقوات النظام، بعد قصف الطيران الأمريكي لنقطتهم العسكرية في منطقة تل الذهب. واعتبر مراقبون أن النظام السوري وحلفاءه، ما زالوا يأملون بإمكانية المناورة ضد القوات الأمريكية، بدون الاستفادة من تجربة 2018 التي خسرت فيها موسكو العشرات من عناصر قوات فاغنر، في مناورة ممثالة.
وتتمركز 4 قواعد للقوات الأمريكية شمال شرقي سوريا، تعتبر المركز الرئيسي لانطلاق الدوريات العسكرية في المنطقة، وهي قاعدة رميلان، شرق القامشلي، وقاعدة تل بيدر شمال محافظة الحسكة، وقاعدة الشدادي في الحسكة، يضاف إليها قاعدة التنف العسكرية في المثلث الحدودي، العراقي – السوري – الأردني، وهي القاعدة الأمريكية الأكبر في سوريا.
وكانت قد وسعت قوات النظام السوري من نفوذها شمال شرقي البلاد، وسيطرت على مساحات واسعة كانت خارج سيطرتها، في أعقاب اتفاق مفاجئ بين حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» الذراع السياسي لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) والنظام، في محاولة منهما لإيقاف العملية العسكرية التركية، التي عرفت باسم «نبع السلام» وتصاعد التنافس بين قوات النظام والجيش التركي لانتزاع «التركة الأمريكية».

دورية مشتركة

تزامناً، تعرضت عربة تركية ضمن الدورية الروسية – التركية المشتركة الـ 24 لاستهداف مباشر، على الطريق الدولي، شمال غربي سوريا، يرجح أنه بقذيفة «آر بي جي» ما استدعى الجيش التركي لقصف المكان وقتل الفاعل.
وفي التفاصيل، انطلقت صباح أمس الاثنين، دورية برية مشتركة للجيشين التركي والروسي، وذلك في إطار تنفيذ الاتفاق المبرم بين رئيسي البلدين في مارس/ آذار الماضي، حيث خرجت العربات الروسية – التركية، على طريق حلب – اللاذقية الدولي «إم 4» بشكل عكسي للمرة الأولى، وانطلقت من قرية عين حور في ريف اللاذقية الشمالي، واتجهت نحو قرية ترنبة في ريف إدلب الشرقي. وبعد ان استكملت الدورية طريقها العكسي، ووصلت القوات الروسية إلى مناطق سيطرة النظام السوري في بلدة الترنبة، عادت القوات التركية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في المنطقة، حيث استهدفها مجهولون بقذيفة أثناء مرورها على الطريق الواصل بين مدينة أريحا جنوب إدلب وبلدة مصيبين شرقها ما أدى إلى تضرر عربة تركية.
ونتيجة للاستهداف، هاجمت طائرة استطلاع مذخرة تركية، الشخص الذي استهدف الدورية، ونقلت مصادر عسكرية محلية عن مصدر مطلع قوله «بعد استهداف الدورية المشتركة التركية – الروسية، كانت تحلق طائرات استطلاع مذخرة تركية في أجواء الطريق الدولي، وعلى الفور استهدفت المكان وهو تلة صغيرة مقابلة لطريق إم 4، كما توقفت العربات التركية مكان استهداف المذخرة وانتشلوا جثة شخص كما فجرت أيضاً في المكان ذاته قاعدة كاتيوشا مع صاروخ كان بقربها». وتبنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها كتائب «خطاب الشيشاني» عملية التفجير، وهي ذاتها التي تبنت العملية السابقة التي استهدفت الدورية بسيارة مفخخة.
وفي إدلب أيضاً، جددت قوات النظام السوري قصفها الاثنين، مدن وقرى المحافظة، حيث استهدفت مناطق في عين لاروز وأرنبة والبارة وبليون وسفوهن وفليفل والفطيرة وكنصفرة الواقعة ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
في حين شهد محور الحدادة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، مواجهات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، بين الفصائل ومجموعات جهادية من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وجاء قصف النظام السوري غداة إسقاط الفصائل العسكرية المنضوية ضمن غرفة عمليات «الفتح المبين» طائرة استطلاع مذخرة روسية، في أجواء حرش بينين في جبل الزاوية ضمن ريف إدلب الجنوبي، بعد استهدافها بالرشاشات الثقيلة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.