النظام السوري يسعى لاجتذاب العشائر شرق الفرات بعد التوتر مع «قسد»

يسعى النظام السوري لاستغلال تصاعد التوتر بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) شرقي الفرات، خصوصاً بعد اغتيال رموز عشائرية أبرزهم شيخ عشيرة البكارة علي الويس وشيخ عشيرة العكيدات مطشر الهفل، محاولاً تفعيل شعار «المقاومة الشعبية ضد الوجود الأمريكي» في المنطقة، من خلال وجهاء قبائل موالين للنظام السوري، أبرزهم الشيخ نواف البشير والحاج خالد مسؤول لواء الباقر.
ويقول النائب عمر الحسين عضو في البرلمان السوري ومسؤول المكتب السياسي للواء الباقر الذي يتحدر مقاتلوه من أبناء قبيلة البكارة، إن لواء الباقر الموجود في دير الزور يقوم الآن بحشد قواته في ريف الرقة والطبقة ودير الزور، وأكد النائب عمر الحسين في حديث لـ»القدس العربي» إن قبيلة البكارة في جناحها العسكري، لواء الباقر، سوف يكون لهم الدور الأكبر في حال إجراء أي عمل عسكري ضد القوات الأجنبية شرق الفرات، حسب تعبيره.

نائب في البرلمان لـ «القدس العربي»: قبيلة البكارة و«لواء الباقر» يحشدان قواتهما

ولعل سحب البساط من تحت أقدام «قسد» هو ما يرمي النظام إليه، اذ يتواصل التنسيق مع أبناء القبائل في مناطق سيطرة «قسد» من اجل التعاون مع دمشق وتحريض المقاتلين العرب من «قسد» لانضمامهم لـ»جيش العشائر» الذي يتم التجهيز له من أجل محاربة «قسد».
ويقول الحاج خالد المسؤول العام للواء الباقر لـ «القدس العربي» إنه «دعا القبائل العربية شرق الفرات إلى حرب تحرير لمنطقة شرق الفرات بالتنسيق ما بين القبائل والنظام، وبسط سيطرة القبائل على المنطقة، لحين دخول قوات النظام» حسب قوله، وتعد قبيلة البكارة واحدة من كبرى القبائل السورية في دير الزور، ويؤكد أنه يقوم بتنسيق بين وجهاء من قبيلة البكارة في الحسكة، وريف دير الزور في مناطق سيطرة «قسد» من أجل الوقوف إلى جانب قوات الباقر في حال بدء عملية للنظام شرق الفرات».
وكان النظام السوري قد نظم ملتقى للعشائر العربية في مدينة حلب، بحضور ممثلين عن أكثر من 55 قبيلة وعشيرة، تحت شعارات داعمة «لانتفاضة العشائر ونصرة لأبنائها في الجزيرة السورية ضد الاحتلالين الأمريكي وقسد».
وبينما تمحورت أبرز نقاط الملتقى الواردة في البيان الصادر عنه، حول مسألة رفض الوجود الأمريكي في الجزيرة السورية ودعم الحراك الشعبي الذي تشهده مناطق الجزيرة السورية الواقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية و«قسد» شرق الفرات، وعلمت «القدس العربي» ان النظام السوري طلب من وجهاء وممثلي العشائر الذين حضروا الملتقى أن يقوموا بالتنسيق مع ضباط الأجهزة الأمنية التابعة لدمشق، ومع أبناء قبائلهم في مناطق سيطرة «قسد» شرق الفرات بهدف التحريض على خروج مظاهرات ضد تواجد «قسد» والمطالبة بدخول الجيش السوري إلى شرق الفرات.
ويعمل النظام السوري حالياً على فتح باب التطوع لتشكيل ما يعرف بـ«جيش العشائر» بهدف الضغط على قوات «قسد» ويحاول كل من النظام السوري وقيادات الميليشيات الإيرانية التأثير على العشائر هناك من خلال وجهاء القبائل الموالين للنظام السوري، وتركز دمشق على دير الزور لأسباب كثيرة، أولها أن العشائر هي القوة الضاربة في المنطقة، فضلاً عن سيطرتها على الجغرافيا والأرض المليئة بالثروات النفطية وكذلك الثروات الزراعية والحيوانية.
وتبدو جهود النظام لاستقطاب العشائر قادرة على إزعاج «قسد» خصوصاً بعد صعود التوتر العرقي العربي – الكردي بسبب تنامي السياسات ذات النزعة الكردية الانفصالية في تلك المناطق العربية.
وفي إطار محاولات «قسد» لقطع الطريق على تجنيد النظام السوري للعشائر واستقطاب الوجهاء والمشايخ العرب في مناطقها، عقد في الريف الشرقي لدير الزور اجتماع في منزل الشيخ ابراهيم خليل الهفل، ضم عدداً من ممثلي وجهاء قبيلة العكيدات والبكارة ووفداً من «قسد» نتج عنه تشكيل لجنة مصغرة تمثل العشائر في مناطق سيطرة «قسد» بهدف متابعة قضايا المنطقة الشرقية والكشف عن الخلايا التي تقوم بعمليات «القتل والتشليح» المنتشرة في الآونة الاخيرة، واجتمع وفد من «قسد» مع الشيخ إبراهيم خليل ووعد وفد «قسد» بأنهم سوف يتابعون قضية الاغتيال التي طالت شيخ قبيلة العكيدات، وطلب الوفد من الشيخ ابراهيم الهفل، أن يقوم برفض أي تعاون مع النظام السوري في دير الزور.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.