توقع أعمال إرهابية في لبنان ضد المسيحيين مصدرها سورية




د.كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني
الدكتور كمال اللبواني

يحاول حزب الله امتصاص غضب المجتمع عليه خاصة بعد تفجير بيروت الهائل الذي حدث إثر استهداف إسرائيل لمصنع وقود الصواريخ المقام سراً في الميناء، والذي شرح عنه نتانياهو في خطابه، لكن حريق مصنع وقود الصواريخ صادف أنّه بجانب مستودع ضخم للمواد الألية المستخدمة، أقصد نترات الأمونيوم ومواداً أخرى لا يعرف عنها أنّها تنفجر لمجرد التعرّض للحرارة، فكانت المفاجأة غير المحسوبة هي هذا الحجم الكبير للانفجار الذي أدّى لحدوث ذلك القدر من الخسائر والهلع، والذي أجبر كلا من حزب الله وإسرائيل معاً على الصمت، ومنع وفرمل أي تحقيق أو استقصاء أو حتى تغطية إعلامية تحترم العقل. أعمال إرهابية

لكن الشعب اللبناني الجريح فقد قدرته على التحمل، وكذلك المجتمع الدولي فقد قدرته على الصبر، وبالرغم من أنّ محاولة ماكرون (الذي لم يتعافَ من تبعات كورونا وقبلها من تبعات ديونه المتراكمة للصين) الإيحاء بأنّ الأمور تحت سيطرة الأم الحنون لم تفلح ، لأنّ الأمريكان يعرفون جيداً أنّ الأمور خرجت من يد فرنسا في لبنان منذ دخول الجيش السوري إليها عام ١٩٧٦، وخرجت نهائياً منذ اغتيال الحريري واستكمال الهيمنة الإيرانية الكاملة على كل مفاصل الدولة والمؤسسات والاقتصاد، فلبنان الذي صممه الفرنسي كدولة للمسيحيين صار اليوم منصّة إيرانية على البحر المتوسط ودولة ولاية الفقيه وحزب الله بامتياز، ومن يرفض ذلك من المسيحيين عليه ركوب أول طائرة نحو مطار شارل ديغول، أما السنة فليس أمامهم إلا القتال أو سمك البحر.

بالأمس اندلعت الاشتباكات بين سكان بيروت في الأوزاعي، وبالكاد أمكن تطويقها لأن النار تحت الرماد والحرب الأهلية مرشحة للعودة لساحاتها وشوارع بيروت التي بالكاد استطاعت ترحيل نفايات الحرب السابقة من أحيائها.

لبنان ليس بخير، والحرب لن تتوقف ولن تفيد أي عملية ترقيع بالقفز فوق المطلب الرئيس، وهو فرض سلطة الدولة على السلاح. من أهم الإجراءات التي يقوم بها الحزب هي الانسحاب الشكلي من جرود سلسلة لبنان الشرقية التي تربط سورية بلبنان، فقد أعلن عن سحب ١٥٠٠ من مقاتليه المرابطين هناك، والسبب الذي جعله يحتل هذه المنطقة من قبل هو حماية لبنان من خطر الإرهاب، لذلك يجب علينا فوراً توقّع قيام حزب الله بتحريك منظمات إرهابية يديرها في سورية (داعش) للقيام بعمليات في لبنان من قبيل اغتيال شخصيات مسيحية محترمة، أو تفجيرات ضد مدنيين في المناطق المسيحية الآمنة، ليقول أرأيتم أنا الذي أحميكم من الإرهاب، وما فعلته في سورية كان ضرورياً لحماية لبنان. أعمال إرهابية

وسوف يسارع جبران باسيل لتصديق كلامه بتصريحات مضادة للاجئين السوريين في لبنان، وقد يحركوا زعرانهم معا لاختلاق حرب وصدامات بين اللبنانيين والسوريين، وكل ذلك سيكون مجرد دخان لتعمية عيون اللبنانيين والعالم عن مصيبة لبنان الرابضة، وهي حزب الله الذي بات لديه معلومات موثوقة عن قرب حدوث عملية عسكرية تستهدفه شخصياً.

لذلك سارع لدعوة إسماعيل هنية لمخيمات صيدا، لكي يورّط الفلسطينيين في أي صراع أهلي قادم في لبنان، ولتذكير اللبنانيين بالحرب الأهلية التي استمرّت ١٥ عاماً من عام ١٩٧٥_١٩٩٠، لسنا بحاجة لمعلومات ولا مصادر ولا طول تفكير، هذه هي طريقة حزب الله بالتعامل مع الجمهور، فهو يشعل الحرائق ثم يدّعي إخمادها، وهو يتوقع أنّه بعدد من الحرائق قادر على إشغال الناس أو المجتمع الدولي عنه.

مشكلة حسن أنّه يكرر ذاته حتى صار مقروءاً من حركات عينيه وإصبعه، لكنه قريباً قد يجد نفسه ماثلاً أمام محكمة الجنايات الدولية بعد أن يسرقوه وهو نائم من على سريره في ضاحية بيروت، حيث سيبيعه أقرب المقربين لديه، ويجلبونه في ثوب نومه لتأدية حفلة ستربتيز في محاكم لاهاي تكشف كل ما ستره ذلك الوجه وتلك الجبة، من جرائم وخبث وحقد ضد الإنسانية. أ



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.