قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام السوري في إدلب وحماة

صعّدت قوات النظام السوري قصفها المدفعي والصاروخي على أرياف حماة وإدلب شمال غربي سوريا، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قصفاً صاروخياً متجدداً نفذته قوات النظام على مناطق في الفطيرة وكنصفرة وسفوهن ومنطف وكدورة بريف إدلب الجنوبي، وزيزون وقسطون الزيارة وتل واسط والمنصورة وقليدين بسهل الغاب شمال غرب حماة.
مصادر محلية أكدت من جهتها، أن قوات النظام قصفت بالصواريخ وقذائف المدفعية الخميس بلدات الزيارة وقسطون في سهل الغاب، مما أسفر عن دمار منازل للمدنيين. ووفقاً لشبكة «بلدي نيوز» المحلية فإن القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام على بلدات ناحية الزيارة تسبب بمقتل مدنيين وإصابة آخرين يعملون برعي الأغنام صيف العام الحالي بالرغم من توقيع روسيا وتركيا اتفاقية التهدئة بين أطراف النزاع شمال غربي البلاد.

وكالة تركية: التفاهمات التركية – الروسية أمام امتحانٍ عسير

من جهتها، ردت فصائل المعارضة على القصف المتكرر باستهداف صاروخي على مواقع عسكرية وتجمعات قوات النظام في معسكر جورين، وسط ورود أنباء عن وقوع إصابات بصفوف قوات النظام. في غضون ذلك، أكدت صفحات موالية لقوات النظام سقوط عشرات القتلى والجرحى لها في ريف إدلب الجنوبي، وذكرت أنهم قتلوا أثناء تأدية الواجب على جبهات إدلب.
وأعلنت «تحرير الشام» من خلال فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مجموعة تحمل اسم «العصائب الحمراء» تتبع لها، «نفذت عملية خلف خطوط العدو في مناطق بريف إدلب الجنوبي على محور مدينة كفرنبل» مشيرة إلى أن «المقاتلين الأربعة دخلوا بسلاحهم الفردي المزود بكواتم صوتية، وتسللوا إلى مقرات عدة تتمركز فيها قوات النظام بعد الرصد والمتابعة وتمكنوا من قتل 50 عنصراً منهم 11 ضابطاً ودمروا 7 مدافع متطورة للقوات التابعة للنظام وروسيا». وأضاف المصدر، «بعد تنفيذ العملية بنجاح وأثناء خروجهم تم كشفهم وتكثيف القصف عليهم من قبل قوات النظام، ما أدى لجرح قائد العملية ومن ثم استشهاده».
وتشير معطيات ميدانية في إدلب حسب وكالة الأناضول التركية «إلى أن اتفاق موسكو، المبرم بين الروس والأتراك في مارس/ آذار الماضي، ومن قبله تفاهمات أستانة، باتت على المحك وأمام امتحان عسير، حيث لا يكاد يمر يوم من دون خرقه من طرف قوات النظام». وحسب المصدر، فإن انقرة تعمل «على تثبيت الوضع الحالي في إدلب، حيث نشرت نقاط مراقبتها العسكرية في جميع محاور المدينة وريفها، ونقلت إليها أكثر من 13 ألف جندي، مزودين بأسلحة ثقيلة ومعدات». وأشارت الوكالة إلى اعتداءات قوات النظام على نقاط المراقبة العسكرية التركية، ونقلت عن «وزارة الدفاع التركية، بيان رسمي أن عناصر من النظام السوري يرتدون ملابس مدنية اقتربوا من نقاط عسكرية تابعة للجيش التركي في إدلب، وهي النقاط من الثالثة إلى التاسعة، واعتدوا على النقطة السابعة في مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، قبل أن يتم تفريقهم باتخاذ التدابير اللازمة».
وحول أسباب الخلاف، أوضح المصدر أن أبرز النقاط حول الطريق الدولي M4، الذي تريد موسكو تعجيل فتحه لبدء عملية تبادل تجاري، بالإضافة إلى سحب القوات التركية من جنوبه، وحصرها بحزام عمقه 35 كم، بينما تريد تركيا حسم مصير المناطق الداخلة ضمن تفاهم «سوتشي» والتي توغل فيها النظام السوري أواخر 2019 ومطلع 2020، بوضعها تحت حماية قوى أمنية تشرف أنقرة وموسكو على إعدادها، في حين تصر روسيا على تثبيت الوضع الراهن واستمرار سيطرة قوات النظام على تلك المناطق».
وتبدو روسيا مستاءة بشكل كبير جداً من تداعيات قانون قيصر حسب المصدر الذي كشف سعي عن مساعي روسيا الحثيثة وراء فتح الطرقات الدولية، حيث اعتبر أنها «بحاجة ماسة إلى فتح الطرق الرئيسية التي تشكل شرايين الحياة لمختلف المناطق، لتخفيف تأثيرات القانون على الحركة التجارية، خصوصاً أن اقتصاد نظام الأسد يتهاوى، تحت تأثير العقوبات الدولية، كما تسعى روسيا إلى توسيع دورها في محافظة إدلب، خاصة في المناطق المحاذية للطريق M4، متذرعة بتهديدات أمنية تتعرض لها الدوريات المشتركة».
كما تشكل منطقة شرق الفرات أحد أهم الملفات المعقدة بين الطرفين، «فبينما تنتظر أنقرة تنفيذ ما نصت عليه مذكرة «سوتشي» تماطل موسكو كالعادة ولا تفي بوعودها، بل وتذهب إلى توافقات مع الولايات المتحدة من جهة، والمنظمات الانفصالية من جهة أخرى، من دون أن تأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية التركية في شمال شرقي سوريا، كما أن مصير منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب لا يزال عالقاً على طاولات المباحثات، حيث تطالب تركيا بأن تنفذ روسيا التزاماتها في اتفاقات سابقة تقضي بتسليم المنطقتين لفصائل المعارضة السورية».
ونقلت الوكالة عن «معهد دراسات الحرب» الأمريكي «ISW» توقعه بأن تشن روسيا وحلفاؤها هجوماً جديداً على مناطق في جنوب إدلب. وقال المعهد، في تقرير له، إن موسكو وأنقرة تفاوضتا على اتفاق ينص على انسحاب تركي جزئي من إدلب، وأدى إلى سحب تركيا المئات من قواتها من بلدات جنوب إدلب في منطقة جبل الزاوية، مطلع الشهر الجاري. وأضاف أن الانسحاب كان بحجة إعادة انتشار تتعلق بالنزاعات بين تركيا واليونان في البحر الأبيض المتوسط، معتبراً أن هذا الانسحاب «منعطف مهم» ومؤشر على بدء هجوم وشيك لقوات الأسد على المنطقة.
وأمام هذه التحديات، أشارت وكالة الأناضول إلى مواصلة الجيش التركي إرسال تعزيزاته العسكرية، حتى بات الوجود العسكري التركي شمال غربي سوريا يشكل مصدر قلق للروس، الذين يطمحون للاستفراد بالورقة السورية خالصة لهم. وذكرت الوكالة أن أنقرة دفعت بالمزيد من الآليات النوعية والضخمة إلى نقاطها العسكرية في إدلب، حيث أدخلت 112 رتلاً عسكرياً في الشهور الخمسة الماضية. وشملت هذه التعزيزات دبابات وعربات مدرعة ومدافع ميدانية ثقيلة ومنظومات مضادة للطائرات من طراز ATILGAN، ومنظومات مضادة للطائرات متوسطة المدى من طراز MIM23-HAWK، في معسكر المسطومة ومطار تفتناز وتل النبي أيوب.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.