سقوط عشرات القتلى والجرحى لقوات النظام السوري بعد تصاعد عمليات تنظيم «الدولة» ضدها في البادية

تشهد البادية السورية تصاعداً في عمليات تنظيم الدولة التي تستهدف قوات النظام السوري، حيث أصيب العشرات من عناصره خلال الساعات الماضية بعد وقوعهم بكمين نصبه التنظيم، أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
شبكة «فرات بوست» المحلية، ذكرت أن تنظيم الدولة هاجم بشكل مفاجئ وسريع، موقعاً عسكرياً للفرقة 17 التابعة لدمشق في بادية دير الزور الجنوبية، حيث «أقدمت مجموعات التنظيم على مهاجمة القطعة العسكرية بالقذائف الصاروخية، مما أدى إلى إصابة 5 من عناصر النظام» كما «وقعت مجموعة عسكرية من الفرقة 17 وميليشيا الدفاع الوطني بحقل الغام، ما أدى إلى وقوع أكثر من 20 مصاباً جرى إسعافهم إلى مستشفى دير الزور العسكري».
ووفقاً للمصدر المتخصص بشؤون المنطقة الشرقية، فإن الطيران الحربي الروسي قدم الدعم الجوي لقوات النظام السوري المتعرضة للهجوم، حيث أغارت مقاتلات حربية روسية على بادية دير الزور الجنوبية وبادية الرصافة بعدة ضربات جوية لمواقع يُعتقد بأن خلايا تنظيم الدولة تتحصن بداخلها.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام والميليشيات الموالية لها، استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى بادية السخنة شرقي حمص، وبادية الرصافة جنوبي الرقة، متمثلة بآليات عسكرية وسلاح وذخائر وجنود من «لواء الباقر» و»لواء القدس» الفلسطيني، وذلك لمواجهة خلايا تنظيم «الدولة الإسلامية» المنتشرة في المنطقة، والتي تستنزف قوات النظام.
وبالرغم من التعزيزات إلا أن قوات النظام لم تتمكن من وضع حد لعمليات التنظيم، على الرغم من الضربات الجوية الروسية المكثفة والمتواصلة بشكل يومي على مواقعه، إذ أن «التنظيم يتبع اسلوب الكر والفر وهدفه الرئيسي إيقاع أكبر حصيلة خسائر بشرية ممكنة في صفوف النظام وحلفائه». وأشار المرصد السوري، إلى تمشيط قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بدعم روسي، مناطق نشاط خلايا تنظيم «الدولة» ضمن البادية السورية في قطاعات حماة وحمص والرقة ودير الزور، حيث استهدفت نحو 20 طائرة حربية روسية وطائرات مروحية عدة تابعة للنظام، مناطق بادية الرقة وريف حماة الشرقي، وذلك بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية ضمن محاور عدة في البادية السورية، وخاصة في ريف حماة.
الباحث المختص في شؤون الجماعات الجهادية في مركز جسور للدراسات عرابي عرابي، توقع أن تستمرّ وتيرة هجمات التنظيم بالتصاعد، مستبعداً شن عمليّات عسكريّة ضد مصالح الدول الفاعلة على نحو مستعجَل أو فوريّ.
ووفق المتحدث، فإن العمليات العسكرية التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي على مدار الأيام الماضية ضد تنظيم الدولة، لم تؤد إلى تراجع نشاط التنظيم.
وقال الباحث لـ»القدس العربي»: يمكن التنبّؤ بالإطار المستقبلي لاستراتيجية التنظيم الأمنية والعسكريّة على المدى البعيد، والتي تتمثل بالتأكيد على رمزية «الدولة الباقية» إلى جانب الاستعداد لاستهداف مصالح الجماعات الإسلامية والجهادية المنافسة، بالتوازي مع تثبيت الحضور الأمني والعسكري في الدول التي تنشط فيها خلاياه، خاصة العراق وسوريا.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.