حملة للفرقة الرابعة للنظام السوري على منطقة الكرك في ريف درعا تبوء بالفشل

داهمت قوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا، بحضور القوات المحلية التابعة للفيلق الخامس المدعوم من روسيا، بحثاً عن مطلوبين ضربوا حاجزاً للمخابرات الجويّة وقتلوا ستة عناصر وضابطاً برتبة مقدم، كما أسر 5 عناصر آخرين، في عملية مفاجئة، رداً على تهديد قوات النظام السوري اقتحام درعا البلد.
مصادر خاصة قالت لـ»القدس العربي» أن «العميد غياث دلة، القيادي البارز لدى ميليشيا الفرقة الرابعة، هو من قاد عملية التوغل في الكرك الشرقي، صباح الخميس، حيث فتشت عناصره بعض المنازل في بلدة الكرك، بحضور الشرطة العسكرية الروسية، وعناصر من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، بحثاً عن متهمين بمهاجمة حاجز للمخابرات الجوية الأحد الماضي، دون تحقيق النتائج المطلوبة، أو اعتقال أي شخص».

ووفقاً للمصدر فإن «بلدة الكرك اقتحمت من جهة كحيل وبلدة المسيفرة التي شهدت اشتباكات خفيفة مع قوات النظام، وقبل دخول الأخيرة، وصلت قوّات من اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة إلى الكرك وانتشرت فيها».
المتحدث باسم «تجمع أحرار حوران» قال إن عملية تفتيش شملت 17 منزلاً للمطلوبين، بإشراف وحضور عناصر محليين من اللواء الثامن المدعوم روسيّاً، وقائد اللواء 52 ميكا، ووفد روسي. ووفقاً للمصدر «فإن عملية التفتيش استهدفت منازل معيّنة في الكرك الشرقي، من دون تنفيذ أي عملية اعتقال، وفقاً لاتفاق أبرم يوم الأربعاء».
وذكرت صفحة التجمع، أن الحملة شنت، غداة اجتماع، عقد الأربعاء، وضم وفداً من وجهاء الكرك وقياديين من «اللواء الثامن» مع اللجنة الأمنية في مدينة درعا بقيادة اللواء حسام لوقا، وتوصل المجتمعون إلى اتفاق نص على السماح لقوات النظام السوري بتفتيش 17 منزلًا صباح أمس ضمن أحياء البلدة.
وقبيل الاقتحام، طوقت قوات النظام، صباح الأربعاء بلدة الكرك الشرقي، وانتشرت في محطيها وقطعت الطرق الرئيسية، فيما رُصدت حواجز النظام وهي تمنع المدنيين من الخروج والدخول إلى البلدة.
وسبق العملية، محاولة اقتحام فاشلة، حيث نشبت اشتباكات عنيفة على أطرافها مع شبان مسلحون من أبناء المنطقة، و»أوقف مقاتلو الكرك محاولة اقتحام قوات النظام للبلدة، بعد اشتباكات جرت بين الطرفين، قبل التفاوض والسماح للقوات بالتفتيش» وفقاً لتجمع أحرار حوران.
وكان مقاتلون سابقون من «الجيش الحر» هاجموا، في 8 من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، حاجزًا للمخابرات الجوية، ردًا على محاولة اقتحام وتمشيط لأحياء في درعا البلد، قصفت خلاله قوات النظام بلدة الكرك بقذائف مدفعية، وأسروا الجنود المتواجدين فيه مع اغتنام أسلحتهم. وعلى خلفية العملية، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية، تضمنت دبابات وعربات وناقلات جند لمحيط البلدة، ومنعت دخول الأهالي وخروجهم من حواجزها، وطالبت بتسليم الجنود والأسلحة.
وقال مصدر مطلع في «اللواء الثامن» لموقع «عنب بلدي» المحلي، إن المقاتلين في الكرك سلموا، يوم الثلاثاء 10 من تشرين الثاني، أسرى قوات النظام، بعد دخول اللواء بوساطة بين الطرفين، لكن النظام يطالب بأسلحة وذخائر الحاجز التي تبلغ 20 قطعة سلاح.
وانتفضت مدينة درعا والقرى المحيطة بها، تضامنًا مع بلدة الكرك الشرقي التي يُحاول نظام الأسد وميليشياته إخضاعها، بعدما تحسس خطر البدة التي تضم شباناً كانوا ضمن فصائل الجيش الحر، لا سيما عقب استهدافهم حاجز للمخابرات الجوية.
الناشط «أبو سعيد الحوراني» قال لشبكة «بلدي نيوز» المحلية إنّ المظاهرات عمّت مدينة درعا البلد حتى أنّ أيّ حاجزٍ أو نقطة عسكرية للنظام باتت هدفًا للثوار، كما شملت المُظاهرات مُختلف قرى حوران كقرى (المتاعة، ناحتة والمزيريب) أما في قرية داعل فاستهدف مسلحون حاجزاً للمخابرات الجوية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مشيراً إلى أن المظاهرات في الجنوب مستمرة بالتوسع والانتشار، واتفاق التسوية كان فرصة لالتقاط الأنفاس.
واعتبر المتحدث، أنّ النظام أمام خيارين، إمّا التهدئة أو الاستمرار في العمليات القتاليّة، لافتاً إلى أن عمليّةٍ عسكرية ستُفجر قرى حوران كافة التي ستضرب عناصر النظام في كل المحافظة، لافتاً إلى أن جولات التفاوض بين النظام وممثلين عن درعا كان هدف النظام منها اعتقال المتهمين بضرب حاجز المخابرات الجوية وتسليم الأسلحة والذخائر، لكن «من غير المُتوقع أنّ يقبل وفد بلدة الكرك الشرقي بتسليم أبنائه أو إبعادهم إلى الشمال السوري، بانتظار أن يتوصلوا إلى حلٍ وسط».
ووفقاً للمصدر فإن «النظام قد اختار الطريق الأسلم لفض هذا النزاع، مع محاولة الاحتفاظ بالقليل من ماء الوجه، لذلك انتهت مفاوضاته مع المعارضين إلى تفتيش المنازل المذكورة، وهو يعلم عِلمَ اليقين أنّه لن يجد أيّة أسلحةٍ هناك، ولو كان في وضعٍ أفضل من الذي هو عليه الآن لما ارتضى مثل هذا الحل».
من جهته، وثق المرصد السوري لحقوق الانسان، عدد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا التي شملت أشكال وأساليب عدة، منها تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار، نفذتها خلايا مسلحة خلال الفترة الممتدة من يونيو/حزيران 2019 . وبلغ تعداد الهجمات، 757 هجمة واغتيال، فيما وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 497، بينهم 138 مدنيًا بينهم 12 مواطنة، و15 طفلاً.
كما قتل خلال الهجمات، 218 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و93 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات» حسب المرصد، وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية من بينهم قادة سابقون، و23 من المليشيات السورية التابعة لحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 24 مما يُعرف بالفيلق الخامس.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.