10سنوات على انتفاضة السوريين ضد النظام: نصف الشعب مشرد والباقي يلهث وراء لقمة العيش

تصادف اليوم ذكرى مرور 10 سنوات على انطلاق الثورة السورية، التي حوّلها النظام فيما بعد الى حرب ضد شعبه الذي شرّد نصفه هجرةً ونزوحاً، وألحق أضراراً هائلة بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد وقطاعاته، عدا عن دمار كبير لم يميز بين منزل ومرفق عام أو منشأة طبية أم تعليمية.
وبعد مرور 10 سنوات فقد النظام قراره لصالح النظامين الروسي والإيراني وتسبب بمقتل مئات الآلاف من الشعب الذي تشتت في أصقاع الأرض. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن 388 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع النزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد النظام سرعان ما قمعتها دمشق بالقوة، وفق حصيلة للمرصد.
ويمكن تلخيص حصيلة عشر سنوات وفقاً للمرصد بأن قرابة 5,6 مليون نسمة فروا خارج سوريا، معظمهم إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والأردن، ثلثهم تقريباً من الأطفال من عمر 11 عاماً وما دون، حسب إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهناك أكثر من 2,4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي. وتقدّر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع، فيما 12,4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسدّ رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
وستون في المئة من الأطفال في سوريا يعانون الجوع، حسب منظمة “أنقذوا الأطفال” (سايف ذي تشيلدرن). و 13,4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة، ومئة ألف شخص تقريباً قضوا جراء التعذيب خلال اعتقالهم في سجون النظام، حسب المرصد السوري، بينما لا يزال مئة ألف آخرون رهن الاعتقال. ومئتا ألف شخص هو عدد المفقودين، وفق تقديرات المصدر ذاته. وتسبب النظام بدمار هائل حيث ثلث المدارس تهدمت أو استولى عليها مقاتلون، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، وحيث سبعون في المئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات النزاع، بينما دُمّر أو تضرر أكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية الصحية.
(تفاصيل ص 4 ورأي القدس ص 23)

ووصف البابا فرنسيس الحرب في سوريا الأحد بأنها أخطر الكوارث الإنسانية في هذا العصر، وقال إن الذكرى العاشرة لاندلاعها يجب أن تحفز الجميع للسعي إلى إيجاد “بصيص أمل” للبلد المدمر. ودعا الجميع لرمي السلاح والبدء بإعادة الإعمار. وقاد البابا الحشد بعد ذلك في صلاة من أجل “سوريا الحبيبة والمعذبة”.
وفي الذكرى العاشرة للثورة السورية، يتناقل رواد وسائل التواصل الاجتماعي شعار حملة إلكترونية أطلقوها تحمل عبارة “تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة” لدعم ثورتهم، كما خرجت مظاهرات في أكثر من 10 مناطق في محافظتي إدلب وحلب شمال وشمال غربي سوريا في ظل احتفال الأهالي ونشطاء التنسيقيات والحراك الشعبي في معظم المدن والبلدات، للتأكيد على استمرار الثورة، تزامناً مع إصدار 60 رابطة وهيئة ثورية سورية بياناً مشتركاً، أكدت فيه رفض أي مساومة تتعلق بإسقاط نظام الأسد ورموز حكمه.
الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي تحدث في الذكرى العاشرة للثورة السورية، عن الانتفاضة السلمية التي خرج بها السوريون و”كان رهان النظام السوري في غير محله، ويبدو أنّه سيبقى في حالة خسارة مستمرّة بعد أن فقد سيادته لصالح روسيا وإيران بشكل كامل، إذ لم يعد يمتلك استقلالية في القرار وممارسة السلطة”. وأضاف أن النظام السوري اليوم أمام خطر الانهيار الاقتصادي بعد أن فقدت الليرة المحليّة قيمتها مقابل سلّة العملات الأجنبية. وبرأي عاصي، فإنّ الثورة السورية رغم ما تعرضت له، فإنها لا تزال تمتلك أسباب الاستمرار، لا سيما حينما تدفع الظروف لتوافق المصالح بما يوفّر لها الحماية الدولية نسبيّاً.
تزامناً، طالب الاتحاد الأوروبي النظام السوري وحلفاءه بإنهاء القمع والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، للوصول إلى حل سياسي ينهي النزاع.
من جانبه، تقدم الائتلاف الوطني السوري الأحد بتهانيه إلى أبناء الشعب السوري بذكرى انطلاق الثورة السورية، معتبراً أنها “أسقطت أركان نظام الرعب الذي بنته عصابة الأسد على مدار عقود، وقد بات الطريق نحو إتمام المهمة وتثبيت أركان نظام ديمقراطي مدني تعددي مسألة وقت، يزيد أو يقصر، بقدر ما نبذله من جهود وما نقدّمه من مساهمات”. وجددت تركيا، الأحد، تأكيد وقوفها إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة، بمناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة للثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.