64 حالة خطف في السويداء منذ بداية العام

تشهد محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، حالة من الفلتان الأمني والفوضى، حالها كحال جميع المناطق السورية على اختلاف القوى المسيطرة.
وركز «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير على ظاهرة «الخطف»، المنتشر بشكل كبير في المحافظة، إذ بلغت حالات الخطف في المنطقة هناك منذ مطلع العام الجاري، 64 حالة بينهم 4 أطفال، تمكن «المرصد» من توثيقها بالأسماء، بينما كشف أن تعداد الحالات أكبر من هذا الرقم.

غالبية تلك الحوادث، حسب «المرصد»، كانت إما بهدف تحصيل فدية مالية، وإما لأهداف أُخرى كـأعمال انتقامية وخلافات شخصية، وبعضها يكون لأهداف غير معلومة، ومن هذا المنبر، حيث حمل «المرصد» الجهات المسيطرة على السويداء وإن كانت بشكل «صوري» المسؤولية الكاملة عن نشاط عصابات الخطف، كونها معلومة لدى الأهالي، وبعضها يكون مسلحاً بشكل علني وغير علني من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وبعضها الآخر يعمل أمام أعين الفصائل المحلية، التي تعمل على حماية أمن المواطنين على حد زعمها.
وإذ أشار «المرصد» إلى أن عمليات الخطف التي رصدها تتناول المدنيين ولا تشمل عسكريين من النظام أو الفصائل المحلية، كما أن حالات خطف عدة غير الموثقة بالأسماء حصلت في محافظة السويداء جرى الإفراج عن المختطفين بعد ساعات أو أيام قليلة من اختطافهم ووقوع عمليات تبادل مع مختطفين آخرين جرى احتجازهم لدى مسلحين محليين أيضاً في محافظة درعا.
وبين الحالات التي عرضها «المرصد»، واحد في بداية العام الجاري حيث «قامت عصابة مسلحة بخطف المواطن «أ.خ» من ريف دمشق، وهو سائق صهريج لنقل المحروقات، حيث اعترضه مسلحون مجهولون أثناء مروره بالقرب من مدينة شهبا، وقاموا بخطفه واحتجازه لمدة أسبوعين، وابتزاز ذويه إذ طالبوهم بدفع فدية مالية، ليتم إطلاق سراحه بعد دفع ذويه الفدية المالية في منتصف يناير (كانون الثاني). كما خطفت عصابة مسلحة في ريف درعا، شاباً من محافظة السويداء يدعى «و.ج»، أثناء عودته من بلدة «المليحة» بريف درعا الشرقي، حيث اعترضت طريقه العصابة قرب قرية «ناحتة»، وقام أفرادها بخطفه، واقتادوه إلى مكان مجهول، وطلبوا فدية مالية لإطلاق سراحه، ولكن بعد أسبوع من خطفه أفرجت العصابة عنه بوساطة وجهاء من محافظة درعا.
وفي الشهر الأخير، سجل «المرصد» حالات عدة، إذ إنه في 4 أكتوبر (تشرين الأول) خطف مسلحون مجهولون المحامي «ز.ث» بالقرب من منزله في مدينة السويداء، ليتم الإفراج عنه في وقت لاحق بعد دفع ذويه فدية مالية كبيرة. واختطف مسلحون مجهولون المواطن «م.أ» أثناء تواجده في أرض زراعية يملكها، غرب بلدة عرى، ليتم الإفراج عنه لاحقاً. وفي 27 الشهر ذاته، اختطف المواطنين «م.أ» و«أ.أ» بعدما توجها إلى قرية الغارية الغربية، شرق درعا، لجلب دراجة نارية.
وقال «المرصد» إنه «من خلال رصده وتوثيقه لحوادث الفلتان الأمني عبر نشطائه المتواجدين في كامل الجغرافيا السورية، يؤكد على أن سوريا باتت مرتعاً للعصابات المسلحة، الأمر الذي يدفع الكثير من الأهالي إلى الهرب خارج البلاد خوفاً على حياة أبنائهم، في ظل انعدام الأمن والأمان كون السلطة الحاكمة لا تأبه بتداعيات الأمر، بل على العكس من ذلك تدعم وتسلح بعض العصابات في مناطق سيطرتها».

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.