أذرع إيرانية تقف وراء توتر أمني جديد في درعا

لم يرق للميليشيات التابعة لإيران استقرار الأوضاع الأمنية في محافظة درعا، كما لم تكن في الأصل راضية عن التسوية الأخيرة التي سبقها هجوم واسع على المحافظة، من قبل الفرقتين الرابعة والتاسعة المدعومتين إيرانيا، واللتان عملتا على إفشال التوصل لحل مرات عديدة من أجل اقتحام أحياء درعا.

فيما لم يمض شهر واحد على عملية التسوية حتى عادت عمليات الاغتيال إلى الواجهة من جديد، وبوتيرة أعلى عما قبل، لكن اللافت للنظر هو استخدام العبوات الناسفة منذ مطلع العام الجاري، حيث تكررت حوادث التفجير عدة مرات وبمناطق مختلفة.

عمليات اغتيال مستمرة
ففي بلدة عتمان، التي تشكل المدخل الشمالي لمدينة درعا، وحسب مصادر خاصة لموقع “الحل نت”، قام مجهولون يستقلون دراجة نارية باستهداف سيارة تقل كل من، مصعب البردان وهو عضو في اللجنة المركزية بدرعا، ومحمد فريد البردان، ومحمد قسيم البردان، بإطلاق النار المباشر، ولاذوا بالفرار عقب ذلك.

وعلى إثر الهجوم، قتل محمد قسيم البردان متأثرا بإصابته، فيما جرح كل من صعب ومحمد فريد البردان بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا بعدها إلى مستشفى “طفس الوطني”.

وعمل كل من محمد فريد ومحمد قسيم البردان، قبل التسوية ضمن فصائل المعارضة، في مجموعة محلية بقيادة محمود البردان المعروف بأبو مرشد.

أما مصعب البردان، فقد أصبح بعد التسوية عضوا في اللجنة المركزية، والتي تتشكل من مجموعة من قادة الفصائل السابقين، ورجال دين، ووجهاء، ومثقفين من محافظة درعا، ومهمتها أن تكون صلة الوصل بين الحكومة السورية والروس من جهة، والمواطنين من جهة أخرى.

مكتب أمن الفرقة الرابعة

تم تأسيس هذا المكتب في مدينة درعا، بعد التسوية الأولى عام 2018، برئاسة المقدم آنذاك محمد العيسى، والمعروف عنه ارتكاب جرائم وحشية في غوطة دمشق الغربية، وكانت مهمة المكتب في البداية إجراء دراسات حول الناشطين والمعارضين من أبناء المحافظة.

ولكن بعد ذلك تحول المكتب برعاية الميليشيات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، إلى مركز لإصدار الأوامر بتنفيذ عمليات الاغتيال التي حصدت خلال السنوات الثلاث الماضية أرواح العشرات من أبناء درعا وخاصة المعارضين ورافضي التسوية منهم.

ويقوم المكتب، حسب معلومات حصل عليها موقع “الحل نت”، بتحديد الأهداف التي يجب اغتيالها، وتتم مراقبة الأهداف عن طريق منتسبين محليين من المحافظة، لتتم بعدها عملية الاغتيال بواسطة مجموعة أخرى مستقلة عن مجموعة المراقبة.

عمليات عديدة حصلت خلال الـ 24 ساعة الماضية، منها اغتيال الشاب رامي الجوخدار الذي ينحدر من محافظة حمص، في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، والذي عمل ضمن فصائل المعارضة قبل التسوية، كما تعرض أحد وجهاء بلدة سحم الجولان للاغتيال أمس من قبل مجهولين في بلدة سحم الجولان.

كما قتل يوم أمس، القيادي المحلي في الأمن العسكري، شادي بجبوج نتيجة تفجير سيارته بعبوة ناسفة قرب مفترق طريق خربة غزالة في ريف درعا الشرقي، وتم اغتيال شخص في مدينة نوى، وهو منير المفعلاني يوم أمس، حسب معلومات وردت لموقع ” الحل نت”.

العديد من النشطاء من درعا، يعتقدون أن الميليشيات الإيرانية، و”حزب الله” اللبناني يقفون خلف معظم عمليات الاغتيال، والتفجير التي تحصل في درعا، بواسطة مكتب أمن الفرقة الرابعة،وجهاز المخابرات الجوية، والمعروفين كأذرع ضاربة لإيران في سوريا.

فيما يبقى الأمر الأصعب وجود منتسبين محليين لهذه الميليشيات، والذين يقدر عددهم بنحو 3 آلاف شخص، تم انتسابهم لها بعد عملية التسوية في عام 2018، حسب دراسات وإحصاءات قام بها نشطاء من أبناء المحافظة.

الحل نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.