أولى انعكاسات الصراع في أوكرانيا على الملف السوري

عبرت زيارة وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” إلى سوريا في منتصف الشهر الجاري عن توظيف النفوذ العسكري لموسكو في سوريا في صراعها مع دول “حلف شمال الأطلسي” حول دول البلطيق وأوكرانيا.

ومن الواضح أن روسيا بدأت تستثمر بشكل جيد موقفها في سوريا للتأثير على سلوك الأطراف الدولية الأخرى في الأزمة الحالية مع دول “الناتو”.

روسيا تعزز قوتها في سواحل سوريا

تزامنت زيارة وزير الدفاع “شويغو” مع انطلاق مناورات روسية في البحر المتوسط، لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، يشارك فيها 140 غواصة وفرقاطة وسفينة، مع تغطية جوية من 40 طائرة حربية.

وقبل بداية المناورات، استقدمت روسيا إلى قاعدة طرطوس ست سفن إنزال كبيرة من أسطول الشمال وبحر البلطيق، كما نشرت في أواخر شهر كانون الثاني الماضي، طائرات حربية جديدة في قاعدة “حميميم” من طراز سوخي 34 و35، بالإضافة إلى قاذفات استراتيجية بعيدة المدى “تو 22- إم”.

ووصلت إلى قاعدة “حميميم” في شباط الجاري، طائرات من طراز “ميغ 31” محملة بصواريخ “فرط صوتية”، تستخدم في استهداف حاملات الطائرات في البحر.

اهتمام أوروبي بالملف السوري

علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة في المعارضة السورية أن النرويج استضافت وفداً من ناشطات وناشطين سياسيين مطلع شهر شباط الحالي، من أجل بحث الملف السوري.

وظهرت مؤشرات على اهتمام فرنسي بفتح قنوات تواصل مع المعارضة السورية، فقد أكد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن دبلوماسياً فرنسياً أجرى في جنوبي تركيا لقاءات مع ناشطين في منظمات المجتمع المدني، وقادة عسكريين، وتبادل المقترحات والآراء معهم حول الوضع السوري، وتسلم مقترحات من شخصيات سوريا من شأن تنفيذها أن يعزز موقف المعارضة في مواجهة النظام السوري.

وفي الثاني والعشرين من شباط، أصدر مجلس الاتحاد الأوروبي بياناً أكد فيه فرض عقوبات على 5 نساء من أقارب “بشار الأسد”، من بينهم زوجتا خاله “محمد مخلوف” وثلاث من بنات الأخير، بهدف منع استخدام أصول العائلة في دعم نشاطات النظام السوري.

ومن المحتمل أن تمتد آثار التصعيد الروسي في أوكرانيا على الملف السوري لتشمل إصرار دول الاتحاد الأوروبي على عدم دعم عمليات “التعافي المبكر” في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث تبذل موسكو مساعي حثيثة منذ صيف 2021 لانتزاع موافقة أوروبية على دعم مشاريع إعادة إعمار في سوريا، وقد نجحت في تحويل جزء من نشاط منظمات المساعدات الدولية إلى دمشق بالفعل.

تراجع التنسيق الروسي – الإسرائيلي

نفذت القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء 23 شباط، هجمات صاروخية على مواقع مشتركة بين النظام السوري والميليشيات الإيرانية في مدينة القنيطرة جنوبي سوريا.

وهذه المرة الثالثة خلال شهر شباط، التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي مواقع داخل الأراضي السورية باستخدام صواريخ أرض – أرض، وليس طائرات حربية كما جرت العادة، مما يعطي مؤشرات على تبدلات في الموقف الروسي حيال هجمات تل أبيب ضد الميليشيات الإيرانية.

وتحدثت مصادر عبرية من بينها “القناة 12” الإسرائيلية في وقت سابق عن زيارة وفد أوكراني إلى إسرائيل بشكل سري الشهر الماضي، حيث طلبت “كييف” من “تل أبيب” تزويدها بطائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للدروع، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي.

ويبدو أن موسكو تحاول الضغط على تل أبيب عبر الملف السوري، من خلال عدم فسح المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية لتنفيذ هجمات على المواقع الإيرانية، وقد تجلى هذا بشكل واضح في تحليق طائرات الإنذار المبكر الروسية فوق أجواء القنيطرة والجولان عدة مرات خلال شهري كانون الثاني وشباط.

وقد نشهد ارتدادات لما يجري في أوكرانيا على الملف السوري، في حال ازداد التصعيد الروسي، ولم يكتف “بوتين” بالخطوات التي اتخذها في إقليم “دونباس”، ما سيترتب عليه ردود دولية تتناسب مع التصعيد، ومن المحتمل أن تشترك تركيا في تلك الردود، فينعكس هذا على الأراضي السورية سواء عن طريق التصعيد، أو دعم روسي لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، التي سترحب من جهتها بتنويع مصادر دعمها تحسباً لتراجع الدعم الغربي من أجل كسب تركيا إلى جانب دول “الناتو” في النزاع على أوكرانيا. 

تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.