مصانع إيرانية جديدة في سوريا.. ماذا بعد ذلك؟

يعود التنافس الإيراني الروسي في المجال الاقتصادي بسوريا، إلى البروز من جديد، لاسيما بعد الانشغال الروسي بغزو أوكرانيا وتبعات العقوبات الاقتصادية الغربية والضغوط الممارسة على موسكو.

مشاريع اقتصادية جديدة تعلن عنها دمشق تكون لطهران اليد العليا فيها، الأمر الذي سيعزز من الهيمنة الإيرانية على سوريا أكثر من خلال مشاريعها الاقتصادية وغيرها من الاستراتيجيات التي تتبعها في مخططها داخل سوريا.

مشروع إيراني صناعي داخل سوريا

كشفت مصادر إعلامية محلية، يوم أمس السبت، أن إيران تجري محادثات مع حكومة دمشق تتعلق بافتتاح مشروع صناعي ضخم داخل سوريا.

ونقل موقع “اقتصادي” المحلي، عن المسؤول في المؤسسة العامة للصناعات الهندسية أسعد وردة قوله، إن “المؤسسة العامة للصناعات الهندسية”، وشركة “إم إم تي إي” الإيرانية، أجرت مباحثات لافتتاح المشروع الإيراني، في مساع إيرانية للهيمنة والاستثمار على الاقتصاد السوري.

وأضاف الموقع المحلي، أن الخطة الإيرانية ستبدأ عبر افتتاح مشروع إيراني استثماري ضخم يضم مصنع لـ “تعدين الحديد” في محافظة حماة وسط سوريا، وأن الشركة الإيرانية المعنية بالطاقة البديلة، زارت معمل حديد حماة، للاطلاع ميدانيا على واقع عمله وإمكانية تطويره، وجدد الحديث عن الاتفاق مع وفد إيراني على العناوين العريضة التي يجب العمل عليها.

وأكد الموقع المحلي، على لسان مدير عام الصناعات الهندسية، أسعد وردة، بأن هدف زيارة الوفد الإيراني للمنشأة الاطلاع على سير العمل، وإقامة معمل لتصنيع الحديد الاسفنجي وتطوير القضبان، وإقامة شركة مشتركة في مجال الطاقات البديلة إلى جانب تصنيع العنفات الريحية، وذلك بعد أن طرح ذات المشروع خلال شهر أيار/مايو عام 2021.

وبحسب مصادر اقتصادية خاصة من دمشق، فإنه ومنذ عام 2011 بدأت إيران بتوسيع نفوذها على عدة جبهات داخل سوريا، ولا شك في أنها منذ ذلك الوقت تسعى للسيطرة على اقتصاد البلاد.

وأكدت المصادر الخاصة خلال حديثها لـ “الحل نت”، “هذا واضح منذ سنوات، بأن إيران تحاول الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الممتلكات في سوريا وأهمها شراء نسبة كبيرة من “العقارات” في سوريا، خاصة في العاصمة السورية دمشق، وهذا الأمر بات معروفا للعامة”.

مشاريع اقتصادية طويلة الأمد

أما حول مساعي طهران من إنشاء مصنع للطاقة البديلة وقدرتها على تنفيذ ذلك، قالت المصادر ذاتها، “نشهد جهودا مستمرة ومتكررة من الجانب الإيراني، مؤخرا في سوريا، حيث التقت وفود إيرانية بعدد من المسؤولين في غرف الصناعة والتجارة السورية، من أجل إيجاد مشاريع اقتصادية طويلة الأمد، وربما هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه حاليا، مصنع الطاقة البديلة ومعمل لتصنيع الحديد الاسفنجي وتطوير القضبان”.

وتابع المصدر ذاته من دمشق لـ “الحل نت”، صحيح أنه مشروع مكلف ولكنه طويل الأمد وسيكون منتج أيضا، وبالتالي فإن إيران ستتمكن من توسيع نفوذها أكثر ولسنوات طويلة، ومن جهة أخرى تسعى من خلال هذه المشاريع، لإمداد وتأمين رواتب الميليشيات التابعة لها في سوريا ولبنان، وعلى رأسها ما يسمى بـ “الدفاع الوطني” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني و “حزب الله” اللبناني.

يُشار إلى أنه قبل 8 أشهر، قام وفد إيراني بجولة اطلاعية في محافظة حماة، بعد أكثر من شهر من زيارته لمصنع الحديد الوحيد لبحث إقامة مشاريع استثمارية على أرض المحافظة ومتابعة تنفيذ المشاريع القائمة.

وفي السياق ذاته، تسعى إيران لمبادلة غازها الطبيعي مع الفوسفات السوري، وقبل أيام بحث وزير النفط السوري بسام طعمة مع وفد إيراني برئاسة مستشار وزير الدفاع رئيس مجلس التعاون الاقتصادي الإيراني مصطفى إثباتي، سبل تعزيز التعاون في مجالي النفط والثروات المعدنية، حسب موقع “روسيا اليوم” الروسي.

وتناولت المباحثات، المواضيع المدرجة في الاتفاقية المشتركة الموقعة بين البلدين، وشددا على ضرورة متابعة تنفيذ المشاريع التي سبق وتم الاتفاق عليها، والإسراع بها بما يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والارتقاء بها ولا سيما أنها تشمل مجالات التعاون في قطاعات زيوت الأساس والغاز المضغوط لتشغيل الآليات وتأمين توريدات للضواغط والعنفات ومستلزمات الحفارات من خلال المقايضة مع الفوسفات أو مع المقطرات النفطية.

الجدير بالذكر أن سوريا باتت بلدا مفككا ومطمعا لحلفاء دمشق، الذين ينصب كل اهتمامهم على الاستحواذ على الثروات السورية، لاسترداد الأموال التي قاموا بضخها من أجل الإبقاء على الحكومة السورية الحليفة لهم، ومنع انهيارها وسقوطها.

الحل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.