ميليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني تنشئ معسكراً للتدريب شرق حلب

تقترب الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني من انتهاء عمليات تجهيز معسكر تدريب جديد لقواتها في بلدة ديرحافر في ريف حلب الشرقي، حسبما أكدت وكالة «ثقة» المحلية وكذلك مصادر محلية تحدثت إليها «القدس العربي».
وأوضحت أن الميليشيات بدأت منذ أيام بتجهيز معسكر تدريب جديد لها قرب بلدة دير حافر في ريف محافظة حلب الشرقي، لتدريب عناصر ميليشيات «حزب الله» العراقي، و»لواء فاطميون» الأفغاني و»حركة النجباء» العراقية على الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بالإضافة لإقامة دورات دينية وعسكرية خاصة بالقيادات الميدانية. وذكرت الوكالة، أن المعسكر تم اختيار مكانه على أطراف بلدة ديرحافر من الجهة الشمالية، وأن المعسكر يُشرف على تجهيزه ميليشيات تتلقى دعما ايرانيا على الصعيد المالي والعسكري، بإشراف مباشر من قبل قيادي لبناني الجنسية، يدعى منتظر حسن رحال. وتقدر التكلفة الأولية للمعسكر بنحو 35 مليون ليرة سورية (نحو 10آلاف دولار أمريكي)، ويستوعب نحو 50- 60 متدرب لكل دورة عسكرية واحدة.
وحول أسباب اختيار الميليشيات لمنطقة دير حافر لإقامة المعسكر التدريبي، يقول الصحافي محمود طلحة، إن المنطقة تربط حلب بالمنطقة الشرقية والوسطى، وهي تعتبر من المناطق التي تتركز فيها الميليشيات. وأكد طلحة لـ«القدس العربي» أن ريفي حلب الشرقية والجنوبية يسجلان تواجداً كثيفاً للميليشيات المدعومة من إيران. وإلى جانب الفقر والوضع الاقتصادي المتردي، تستغل الميليشيات المدعومة من إيران شيوخ العشائر في المنطقة من الموالين لها، وخصوصاً من عشيرتي البكارة والبوعاصي وخفاجة، لتطويع الشباب في صفوفها.
وحسب محليين فإن الحسابات الاقتصادية لا تغيب، حيث يعد ريف حلب الشرقي منطقة تهريب بين مناطق سيطرة النظام وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» الموجودة في ريف منبج القريبة من دير حافر، ووفق مصادر تتنوع البضائع التي يتم نقلها بين الجانبين، ومنها المواشي والدخان وقطع غيار السيارات والمخدرات والمواد الغذائية، بالإضافة لعمليات تهريب البشر. ووفق تقديرات، يعد ريف حلب الشرقي من المناطق السورية الآمنة نسبياً، بالنسبة للميليشيات الشيعية، حيث لا تتعرض المقرات فيها للقصف بشك متكرر من قبل طائرات «التحالف الدولي»، أو من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، كما هو الحال في دمشق ومحطيها.
لكن الخبير العسكري العقيد أديب عليوي أكد أن امتداد القصف الإسرائيلي لأي منطقة في سوريا تحدده طبيعة الهدف، مشيراً إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق أعمق من ريف حلب الشرقي، مشيراً إلى تعرض المنطقة الصناعية بالشيخ نجار شمالي حلب إلى قصف إسرائيلي في العام 2019. وقال عليوي لـ«القدس العربي» إن ريف حلب الشرقي يصل حلب بشرق سوريا، ومن المعلوم أن الميليشيات تركز كثيراً على حلب، كونها مركزاً سوريا مهماً أولاً من حيث موقعها المجاور لتركيا، وثانياً لأهميتها من الناحية الاقتصادية، مشيراً كذلك إلى أهمية حلب من الناحية الدينية (المذهبية).
والاثنين، كانت رئاسة أركان الاحتلال الإسرائيلي، قد أكدت أن الهجمات التي قادها سلاح الجو الإسرائيلي كان لها أثر رادع في منع تموضع قوات مرتبطة بايران في سوريا حسب إسرائيل، وأضاف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي «نعمل على زيادة وتطوير نطاق المنصات الجوية بجميع أنواعها، وزيادة نطاق أجهزة الاستشعار من الجو، كما نعمل على زيادة نطاق التسلح بطريقة غير مسبوقة». وأضاف: «كان لتسلسل الهجمات التي قادها سلاح الجو أثرها الرادع في منع تموضع القوات الإيرانية في سوريا، ومنع إنشاء قوة حزب الله في جنوب هضبة الجولان، ومنع عدونا من تعزيز أنظمة أسلحة متطورة وفي إحباط مباشر وفوري لتهديدات كان من المفترض أن تخترق دولة إسرائيل والمس بمواطنيها».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.