إردوغان: لا نهدف إلى هزيمة الأسد ويجب اتخاذ «خطوات متقدمة» مع نظامه

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ليس لها أطماع في أراضي سوريا ولا تهدف إلى هزيمة أو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وإنما إلى مكافحة الإرهاب الذي يهدد حدودها، ملمحاً في الوقت ذاته إلى تصعيد مستوى الاتصالات مع دمشق.
وأضاف إردوغان، في تصريحات لمجموعة من الصحافيين في طريق عودته من أوكرانيا نشرت الجمعة، أنه «يتوجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا من أجل إفساد مخططات في المنطقة»، مؤكداً التزام بلاده بوحدة الأراضي السورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري.
وتابع: «هدفنا ليس الفوز على نظام الأسد بل مكافحة الإرهاب في شمال سوريا وشرق الفرات»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تصنفها أنقرة تنظيماً إرهابياً وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا. وأضاف: «ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا، والشعب السوري هم أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، ويتعين على النظام إدراك ذلك».
وقال الرئيس التركي: «كنا دائما جزءاً من الحل وأخذنا على عاتقنا تحمل المسؤولية حيال سوريا وهدفنا الحفاظ على السلام الإقليمي وحماية بلادنا من التهديدات الخطيرة الناجمة عن الأزمة».
وفيما يتعلق بالاتصالات مع نظام الأسد، قال إردوغان: «نحن بحاجة إلى معرفة أنه يجب رفع مستوى الحوار السياسي، وقبول ذلك… لا يمكن قطع الحوار السياسي أو الدبلوماسية بين الدول، حيث من الممكن أن تحدث مثل هذه الحوارات بشكل دائم وفي كل لحظة، ونحن لدينا مثل يقول: (لا تقطع الصلة حتى لو كانت خيطاً، احتفظ بها. يوماً ما سيكون (الخيط) ضروريا)».
وأضاف إردوغان: «على سبيل المثال، حالياً نواصل اتصالاتنا مع مصر في المنطقة على مستوى الوزراء، ولا يمكن أن تتوقف هذه العلاقات فجأة، ولا يمكنك تعطيل الدبلوماسية بشكل كامل، ورأى العالم كله كم نحن بحاجة إلى الدبلوماسية، حيث كنا دائماً جزءاً من الحل، وأخذنا على عاتقنا مسؤولية حل المشكلة السورية، وهدفنا إحلال السلام الإقليمي من أجل حماية بلدنا من التهديدات الخطيرة لهذه الأزمة».
وتابع: «ليس لدينا مشكلة في هزيمة الأسد أم لا، نواصل مع روسيا المعركة ضد الإرهاب من شرق وغرب نهر الفرات إلى البحر المتوسط… بينما نقوم ببعض هذه العمليات مع الروس، نقوم بتنفيذ بعضها بجنودنا وقواتنا الأمنية».
في المقابل، اتهم إردوغان الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي للحرب على «داعش»، بأنها هي التي تغذي الإرهاب في سوريا بشكل أساسي، من خلال تزويد «الوحدات» الكردية بآلاف الشاحنات المحملة بالذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية، مشيراً إلى مشاركة النظام السوري في دعم «قسد» من خلال شراء النفط، ليكون بذلك مصدر دعم مالي لهذه القوات التي يهيمن عليها الأكراد.
وأعرب إردوغان عن أمله في صياغة دستور سوري جديد بأسرع وقت خلال الفترة المقبلة، والإقدام على خطوات في سبيل حل الأزمة السورية، لافتاً إلى أن تركيا تتحمل العبء الأكبر في قضية اللاجئين، حيث تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ سوري. وتساءل: «لماذا نستضيف هذا العدد من اللاجئين، هل لكي نظل في حالة حرب باستمرار مع النظام؟… لا، بل بسبب روابطنا مع الشعب السوري ولا سيما من حيث قيم العقيدة، والمرحلة المقبلة ربما ستحمل الخير أكثر».
بالتوازي، انتقد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» المعارض نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، علي باباجان، من يحاولون تحويل تركيا إلى «حفرة للعنصرية» متذرعين بالمهاجرين، قائلاً: «لن نبتعد عن بوصلة الحقوق فيما يخص الهجرة ولن نتيح مجالاً لخطاب الكراهية».
وتعهد باباجان بأنه حال فوز حزبه في الانتخابات المقررة العام المقبل، سيتم وضع حد لدخول الأشخاص الذين يدخلون إلى تركيا وهم ليسوا تحت وطأة القتل أو التعذيب أو الأفعال المهينة الخارجة عن الإنسانية. وأضاف أن «أولوياتنا هي تأسيس الأمن في سوريا، من أجل تحقيق الأمن في سوريا ومن أجل تحقيق الشروط المناسبة لعودة السوريين إلى أوطانهم… سنلتقي مع حكومة دمشق ومع روسيا وأميركا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، سنلتقي مع الجميع، ومن ناحية أخرى سوف نكثف اللقاءات مع الاتحاد الأوروبي والدول العربية لتقاسم عبء النازحين السوريين مع تركيا… سنبدأ عملية لتسهيل ذهاب السوريين في تركيا إلى سوريا أو الاتحاد الأوروبي وبقية الدول».
وتابع باباجان: «سننهي الحماية المؤقتة للسوريين… بعد تحقيق الأمن في سوريا سوف ينتهي هذا الحق، ويجب على السوريين مغادرة تركيا خلال مدة معينة بعد انتهاء حق الحماية المؤقتة».

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.