عادوا إلى “حضن الوطن” فاعتقلتهم أجهزة النظام السوري

أكدت تقارير عديدة صدرت عن منظمات حقوقية تعرّض غالبية اللاجئين السوريين العائدين إلى مناطق سيطرة النظام، إما للاعتقال والتغييب أو الابتزاز والتضييق ومختلف الانتهاكات الأخرى، في الوقت الذي يزعم فيه نظام الأسد استعداده لاستقبال المهجّرين العائدين إلى “حضن الوطن” بحسب وصفه.

تقرير جديد نشرته اليوم السبت صحيفة “العربي الجديد“، أكّد هو الآخر اعتقال لاجئين سوريين عادوا قبل أيام قليلة إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا، بالرغم من التنسيق المسبق مع ما تسمّى “لجان المصالحة” التابعة للنظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن أحد الناشطين قوله إن شابَين من بلدة مضايا في ريف دمشق حاولا قبل أيام العودة إلى سوريا عبر معبر كسب الحدودي مع تركيا بعد التنسيق مع “لجان المصالحة”، لكنّهما اعتقلا من قبل أجهزة مخابرات النظام

وقال المصدر إن الشابَين (أدهم سيف الدين وأدهم حسين جديد) كانا يقيمان في ريف حلب الخارج عن سيطرة النظام والخاضع لسيطرة فصائل المعارضة في “الجيش الوطني السوري”. وأضاف أن شاباً ثالثاً يُدعى حسن عكاشة اعتقلته أجهزة النظام الأمنية في مدينة حلب بعد دخوله من تركيا عبر معبر جرابلس وعبوره إلى حلب قادماً من إدلب، على الرغم من أنّه هو الآخر نسّق عودته مع لجان المصالحة.

وأوضح الناشط أبو عبد الرحمن المنحدر من بلدة مضايا، بأنّ “اعتقال الشابَين سيف الدين وحسين تمّ قبل أربعة أيام”، مشيراً إلى أنّهما “مدنيان ولم ينتميا سابقاً إلى أيّ فصيل عسكري، وكانا قد خرجا من بلدتهما حين تعرّضت للحصار في عام 2015”.

“تهم جاهزة لاعتقال العائدين إلى مناطق النظام السوري”

 وأكّد أبو عبد الرحمن بأنه لا يعلم سبب اعتقالهما، مشيراً إلى أن هناك “تهماً جاهزة ومعلبة لدى النظام توجّه إلى كلّ من يدخل مناطق سيطرته من تركيا أو مناطق سيطرة المعارضة، ومعظم تلك التهم يتعلق بالخدمة العسكرية. وثمّة تهم ملفّقة أخرى، فقد أوقف شخص في وقت سابق على أساس أنّه مطلوب لفرع المخدرات، علماً أنّه حين خرج من سوريا كان يبلغ من العمر 16 عاماً فقط” وفق ما نقلت الصحيفة.

وقال الناشط إنّه “في حال نجح العائد بالوصول إلى منطقته، يُبلّغ بوجوب إتمام إجراءات المصالحة، إلا أنه يتعرض للاعتقال على يد دورية تقصده في منزله بعد يوم أو يومَين”.

ولفت إلى أن الأشخاص الذين يدخلون إلى مناطق سيطرة النظام من دون تنسيق مع لجان المصالحة، فإنّهم يُعتبرون مطلوبين للنظام، ولا يستطيعون دخول منازلهم أو عناوينهم المعروفة، إذ يُصار إلى مداهمة تلك الأماكن حالما يعلم النظام بوصول أحد العائدين”.

وأفاد أبو عبد الرحمن بأن عدد العائلات المهجّرة من بلدة مضايا بريف دمشق يبلغ نحو 500 عائلة، لا يجرؤ أبناؤها الشباب على العودة إلى منطقتهم.

سوريا غير آمنة للعائدين

في تقرير أصدرته في تشرين الأول الماضي، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن بين عامي 2017 و2021 “واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهادا على يد قوات النظام والميليشيات التابعة لها”.

وأشار تقرير المنظمة الذي جاء بعنوان “حياة أشبه بالموت: عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن”، إلى أن سوريا ليست آمنة للعودة، مضيفة أنها “وثقت 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي مزعوم”.

ونقل التقرير عن نادية هاردمان، الباحثة في شؤون اللاجئين والمهاجرين، قولها إن “الروايات المروعة عن التعذيب والاختفاء القسري والانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون العائدون إلى سوريا ينبغي أن توضح أن سوريا ليست آمنة للعودة. الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الملكية وغيرها من الصعوبات الاقتصادية تجعل أيضا العودة المستدامة مستحيلة بالنسبة لكثيرين”.

تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.