سوريا طلبت من إيران عدم مهاجمة إسرائيل من أراضيها

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مصدر في دمشق، أن المسؤولين السوريين طلبوا من إيران ووكلائها عدم شن هجمات ضد إسرائيل من أراضيها، مما دفع بالمحور الذي تقوده إيران إلى الرد على الضربات الإسرائيلية بقصف القواعد الأميركية، بحسب مواقع إسرائيلية نقلت التقرير. جاء الطلب السوري خلال اجتماع افتراضي جمع إيران والأحزاب المدعومة إيرانياً في سوريا والعراق، و«حزب الله» في لبنان، واليمن، و«فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني. وأبلغ قيس قريشي، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية، أنباء الاجتماع الذي أكده للصحيفة الأميركية مصدر في دمشق. وقال المصدر، إن السوريين لا يريدون شن هجوم ضد إسرائيل من أراضيهم، لأن ذلك يهدد باندلاع حرب شاملة في تلك الدولة مزعزعة الاستقرار. وبسبب هذا الطلب، استهدف «محور المقاومة» بقيادة إيران، القواعد الأميركية في سوريا، أملاً منهم بأن يدفع ذلك الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها.
وصرح مسؤولون أميركيون بارزون للصحيفة، بأن هجمات الطائرات المسيرة المُنفذة يوم 15 أغسطس (آب) ضد قاعدة التنف في سوريا، التي تستضيف جنوداً أميركيين، كانت أكثر تعقيداً من الهجمات السابقة، وربما كانت محاولة إيرانية للرد على غارة جوية إسرائيلية سابقة. وفي اليوم السابق على الغارة، قُتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود سوريين في غارات جوية قيل إنها إسرائيلية، استهدفت مواقع بالقرب من طرطوس على الساحل السوري وقرب دمشق، وفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وفي الأسبوع الماضي، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المدعومة إيرانياً، في منطقة دير الزور شرقي سوريا رداً على هجمات 15 أغسطس. ثم ردت الميليشيات المدعومة من إيران بإطلاق الصواريخ، فيما ردت الولايات المتحدة على إطلاق الصواريخ بشن المزيد من الغارات الجوية. وصرح السكرتير الصحافي بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) العميد بالقوات الجوية بات رايدر، عقب الغارات الجوية الأميركية بالأسبوع الماضي: «تقديرنا أن هذه الجماعات تختبرنا وتحاول اختبار كيفية ردنا. وأعتقد، استناداً إلى الضربات التي وجهناها، أننا بعثنا برسالة واضحة للغاية وملائمة تماماً، مفادها أن أي تهديد ضد قواتنا العاملة في سوريا، أو في أي مكان آخر، لن يمر من دون عقاب».
وخلص الخبراء العسكريون، خلال الاجتماع الافتراضي الذي عقدته إيران ووكلاؤها، إلى أنه برغم أن الجيش الأميركي أقوى من وكلاء إيران في سوريا، ومن المرجح له الاستجابة المباشرة، فإن إدارة بايدن تحاول نزع فتيل التوترات في المنطقة ولن تبدأ حرباً جديدة. وبناء على هذا الاستنتاج، قرر المشاركون في الاجتماع ضرب القواعد الأميركية في سوريا رداً على كل ضربة إسرائيلية. هذا، وقد استهدفت غارات جوية قال الإعلام السوري إنها إسرائيلية، يوم الخميس، مواقع بالقرب من مصياف، وفق «سانا». وقد اندلعت عدة حرائق جراء الهجمات، حيث وردت أنباء عن اشتعال الحرائق مع انفجارات ثانوية بعد ساعات من الهجمات. وأشارت التقارير الأولية إلى أن أحد الأهداف، على الأقل، كان «مركز البحوث العلمية» في المنطقة.

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.