بوادر تصعيد ميداني في درعا وقوات التحالف الدولي تعزز مواقعها شمال شرقي سوريا

استقدمت قوات النظام السوري، تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط مدينة جاسم بريف درعا جنوب سوريا، وسط حالة من التوتر والترقب، لما ستؤول إليه الأمور، بينما عززت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من مواقع انتشارها، ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرقي سوريا.
وقال المتحدث باسم «تجمع أحرار حوران» أيمن أبو نقطة في اتصال مع «القدس العربي» إن نحو 150 جندياً من قوات النظام السوري، وصلوا ضمن تعزيزات جديدة إلى مدينة جاسم في درعا الشرقي، وسط حالة من التوتر والخوف من تصعيد عسكري قد يستهدف المنطقة. وأضاف المتحدث، أن هناك تحركاً جديداً للقوات المهاجمة على طريق العالية – الجاسم، وإلى الآن لا تزل قوات النظام السوري ترسل تعزيزاتها إلى المنطقة.
وكانت قوات النظام، قد استقدمت الأربعاء، تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة جاسم، وأنشأت نقطة عسكرية في المنطقة، بالإضافة لتعزيز الحواجز والنقاط العسكرية الموجودة سابقاً، كما نشرت عناصرها على طريق «جاسم – سملين» بينما أخلى مزارعون بعض المزارع المحيطة بمدينة جاسم على مفرق قرية سملين.
وقال المصدر، إن قوات النظام منعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من أماكن الانتشار، كما منعت المزارعين المتواجدين في الأراضي الزراعية من مغادرتها. ونقل المتحدث عن مصادر ميدانية قولها، أن قوات النظام استقرت في منطقة الصيرة، شمالي جاسم وفي بعض المزارع غربي المدينة، وأجرت عملية تفتيش دقيقة قبيل الانتشار استخدمت فيها قوات النظام طائرات مسيرة صغيرة الحجم من نوع «فانتوم» للرصد في محيط النقطة العسكرية الجديدة. وأضاف المصدر، أن تلك القوات منعت عمالاً ومتواجدين في المنطقة من المغادرة من دون تقديم أسباب لمنعهم.
وشهد مطلع شهر آب/أغسطس 2022 استمراراً لعمليات التصعيد العسكري من قبل قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران في محيط طفس غربي درعا، كما شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاعتقال واستمراراً لعمليات الاغتيال في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
كما شهد الشهر الفائت، استهداف قوات النظام السوري وميليشيات تابعة للواء 313 المدعوم من إيران للأحياء الجنوبية لمدينة طفس بقذائف الهاون والدبابات وعربات الشيلكا والرشاشات الثقيلة، حيث أسفر القصف عن سقوط 7 جرحى في صفوف المدنيين، إصاباتهم متفاوتة بين الخفيفة والمتوسطة الخطورة.
في غضون ذلك، سجل مكتب توثيق الانتهاكات لدى تجمع أحرار حوران خلال شهر آب مقتل 53 شخصاً بينهم طفلان وسيدة في محافظة درعا. كما أحصى مكتب المصدر، 33 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 9 من محاولات الاغتيال، معظمها نفذت «بواسطة إطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنكوف، باستثناء 4 عمليات بواسطة قنبلة يدوية، وعملية واحدة بواسطة عبوة ناسفة.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقت يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
وسجل المكتب مقتل 10 من قوات النظام موزعين على الشكل الآتي: ضابط برتبة ملازم، وصف ضابط برتبة رقيب، بالإضافة إلى 8 عناصر من قوات النظام، جميعهم قتلوا بواسطة إطلاق نار في محافظة درعا باستثناء 2 منهم قتلوا بانفجار عبوات ناسفة.
بموازاة ذلك، دخلت قافلة أسلحة ومعدات لوجستية لقوات التحالف الدولي، أمس الأربعاء 31 آب/أغسطس، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سوريا، قادمة من العراق. وقال موقع «الخابور» الإخباري المحلي، إن قافلة أسلحة ومساعدات لوجستية لقوات التحالف الدولي مكونة من 35 شاحنة، دخلت سوريا عبر معبر الوليد قرب بلدة اليعربية قادمة من شمال العراق.
ووفقاً للمصدر، فإن القافلة ضمت تجهيزات عسكرية، وشاحنات تحمل مواد لوجستية، إضافة لحاملات دبابات وجسور إسمنتية وصهاريج وقود، اتجهت نحو قواعد قوات التحالف الدولي في الحسكة في الشدادي وتل بيدر بريف المحافظة.
ومنذ بداية العام الحالي، دخلت عدة قوافل أمريكية مكونة من عشرات الشاحنات التي تحمل مواد لوجستية إلى شمال شرق سوريا قادمة من العراق، توزعت على القواعد الأمريكية في المنطقة التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»..
وتنتشر قوات تابعة للتحالف الدولي في القسم الشرقي من منطقة نهر الفرات في المناطق الأغنى بالغاز والبترول، على امتداد ريفي الحسكة ودير الزور في قواعد عديدة، أهمها: «قاعدة تل بيدر وقاعدة رميلان وقاعدة المالكية في ريف الحسكة، وقاعدة قسرك الأمريكية، شرقي بلدة تل تمر على طريق «إم 4»، وفي دير الزور في قاعدة حقل العمر النفطي في الريف الشرقي للمحافظة».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.