منظمات إنسانية تحذر من تحول مخيمات الشمال السوري إلى بؤرة للكوليرا

علن برنامج الإنذار المبكر والاستجابة EWARN العامل في المنطقة الشمالية من البلاد، عن تسجيل أول حالتي إصابة مثبتة بالكوليرا في منطقة المخيمات في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وناشد الأطباء القائمون على البرنامج، الأهالي ضرورة اتباع تعليمات الوقاية من الإصابة بالكوليرا ومراجعة أقرب مركز صحي في حال ظهور الأعراض، مع مراعاة الالتزام بشرب الماء الصالح للشرب.

من جهتها، حذرت منظمة «منسقو استجابة سوريا» النازحين القاطنين في مخيمات شمال غربي سوريا بشكل عام من دخول منطقتهم مرحلة الخطر بعد تسجيل أول إصابة بالكوليرا، منبهة من تحول المخيمات إلى بؤرة انتشار للمرض بسبب عجز القطاع الطبي عن احتوائه ومكافحته بسبب ضعف الإمكانيات اللازمة والواقع الطبي الهش في المنطقة.
وقالت المنظمة في بيان لها الاثنين «تم تأكيد أول إصابة جديدة بمرض الكوليرا في المخيمات إضافة إلى حالتين أخريين مخالطتين للحالة الأولى بانتظار نتيجة الزرع المخبري» مضيفة أن «المخيمات في التوقيت الحالي دخلت مرحلة الخطر بشكل كبير بعد تسجيل الإصابات، ونحذر من توسعها وعدم القدرة على السيطرة على الانتشار بسبب ضعف الإمكانيات اللازمة لمجابهة المرض نتيجة الواقع الطبي الهش في المنطقة».

نداء عاجل

وذكرت المنظمة أنها أطلقت سابقا نداء لتمويل عاجل للمخيمات خلال فصل الشتاء القادم وخاصةً في قطاع المياه والإصحاح وذلك «لاحتواء المرض قبل تحول المخيمات إلى بؤرة انتـشار للمــرض».
وناشط فريق الاستجابة الأمم المتحدة عبر وكالاتها والدول المانحة العمل على تسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة المرض ضمن المخيمات، «من خلال توفير الإمكانات اللازمة لها لتمكينها من مواجهة مرض الكوليرا الذي بدأ بالانتشار، ونذكر أن أكثر من 590 مخيماً يعاني من انعدام المياه بشكل كامل ، في حين يعاني 269 مخيماً آخر من نقص توريد المياه (لا تحصل على الكمية الكافية)، كما يعاني أكثر من 614 مخيماً من غياب الصرف الصحي اللازم، كما يوجد 1223 مخيماً لا يحوي أي نقطة طبية أو مشفى و يقتصر العمل على عيادات متنقلة ضمن فترات متقطعة، علماً أن القرار الأممي 2642 /2022 مضى على تطبيقه أكثر من شهرين ونصف ولم نلحظ أي تحسن فعلي في عمليات الاستجابة الإنسانية في المنطقة».
ودعا جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل وطارئ، إلى ضرورة تضافر كل الجهود واستمرار التنسيق بينهم لمواجه المرض والحد من انتشاره وعدم تمدده في ظل التسجيل اليومي لحالات جديدة مصابة في المنطقة، محذراً من التداعيات الخطيرة على المخيمات التي تعاني من نقص في الخدمات والازدحام السكاني وافتقار الخيام للمعايير الصحية وتفشي الفقر والبطالة في أوساط النازحين. كما أوصت المنظمة السكان المدنيين في المخيمات بتطبيق الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى بمرض الكوليرا خلال الأيام القادمة، بغية منع تفشي المرض ضمن المخيمات بحيث تتم السيطرة عليه في أسرع وقت ممكن.

انتشار المرض

واعتبرت المنظمة أن المنطقة مهيأة لانتشار المرض، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة، مشددة على ضرورة تأمين الدعم اللازم للمخيمات بشكل خاص وخاصةً فيما يتعلق بتأمين المياه والعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي، لاسيما مع انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف وغياب المياه النظيفة والصالحة للشرب.
وقالت وزارة الصحة السورية الاثنين إن تفشي الكوليرا في مناطق عدة أودى بحياة 29 شخصاً فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ تفشٍ للكوليرا في البلد الذي تمزقه الحرب منذ سنوات. وقالت الوزارة في بيان إن «العدد الإجمالي للإصابات المثبتة بالكوليرا عبر الاختبار السريع بلغ 338 إصابة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 29» وذلك منذ تسجيل تفشي المرض لأول مرة الشهر الماضي.
وتركز الجزء الأكبر من الوفيات والإصابات في محافظة حلب في الشمال. وذكرت الوزارة أن هناك 230 حالة إصابة في محافظة حلب حيث تأكدت وفاة 25 شخصاً. وانتشرت باقي الإصابات في مختلف أنحاء البلاد.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.