شمال سوريا: تجدد الاقتتال بين الفصائل المعارضة و«تحرير الشام» تحاول اقتحام مناطق جديدة

تتواصل المواجهات وعمليات الاقتتال الفصائلي بين «هيئة تحرير الشام» و«الفيلق الثالث» التابع لـ»الجيش الوطني السوري»، في منطقتي مريمين وكفرجنة الواقعتين في ريف مدينة عفرين شمالي حلب، بينما ناشدت عشرات المخيمات في محيط مناطق أعزاز وعفرين، التي تضم أكثر من 1614 عائلة لتأمين خروجها من مناطقها نتيجة الاشتباكات الفصائلية الدائرة في ريف حلب الشمالي، يجري ذلك بينما شنت المقاتلات الحربية الروسية موجة من الغارات الجوية، الاثنين، مستهدفة بلدات وقرى جنوبي إدلب، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف لقوات النظام استهدف المناطق ذاتها شمال غربي سوريا.

مناشدات للمساعدة

وقال الدفاع المدني السوري، إن الطائرات الحربية الروسية شنت غارات جوية مستهدفةً أطراف بلدة أورم الجوز جنوبي إدلب، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف لقوات النظامين السوري والروسي استهدف المكان نفسه. ووفقاً للمصدر فقد أسفر القصف المدفعي على قرية نحلة جنوبي إدلب عن إصابة امرأة بجروح، كما تعرضت قرية مجدليا وأطراف قرى الرامي وأورم الجوز ومعربليت في الريف نفسه لقصف مماثل، حيق أسعفت فرق الإسعاف المصابة وتفقدت الأماكن المستهدفة وتأكدت من عدم وقوع إصابات أخرى بها.

في غضون ذلك، تلقت منظمة «منسقو استجابة سوريا» عشرات المناشدات من قبل أكثر من 17 مخيم في محيط مناطق اعزاز وعفرين، التي تضم أكثر من 1614 عائلة لتأمين خروجها من مناطقها بعد عودة الاشتباكات إلى مناطق ريف حلب الشمالي.
وسجلت المنظمة استهداف أكثر من أربعة مخيمات في المنطقة نتيجة الاشتباكات الدائرة بين الفصائل العسكرية، وتسبب بإصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال، كما وجهت مناشدة للفرق الطبية والإنقاذ العمل على دخول المخيمات التي تحوي إصابات والعمل على إخلائها إلى النقاط الطبية بشكل عاجل. وطالبت المنظمة كافة الجهات العمل على إيقاف الاشتباكات والسماح للمدنيين بالخروج من المنطقة وتأمين طرق آمنة لهم ونحذر من استهداف المدنيين أو المخيمات مرة اخرى، كما نحمّل كافة الأطراف المسؤولية الكاملة عن الأزمة الإنسانية الحاصلة في تلك المخيمات.
تزامناً، عادت المواجهات إلى مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي، بعد يومين على إبرام اتفاق من المفترض أن ينهي حالة الاقتتال والتناحر بين الفصائل المتناحرة بعد مواجهات دامت لنحو خمسة أيام. وقالت مصادر محلية لـ «القدس العربي» إن هيئة تحرير الشام، تحاول التقدم نحو منطقة كفر جنة الواقعة بين مدينتي أعزاز وعفرين، والتي تخضع لسيطرة الفيلق الثالث، وسط اشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» و»الفيلق الثالث» التابع لـ»الجيش الوطني السوري» وقصف صاروخي متبادل، مشيرة إلى أن عناصر هيئة تحرير الشام بدأوا منذ صباح الاثنين باقتحام بلدتي «مريمين وكفرجنة» الواقعتين في ريف منطقة عفرين شمالي حلب، بينما يحاول «الفيلق الثالث» التصدي لعمليات الاقتحام.
وحسب شبكة «بلدي نيوز» المحلية الإخبارية، فإن الاشتباكات ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الطرفين، مشيرة إلى أن هيئة تحرير الشام قصفت بقذائف مدفعية حي «الأشرفية» في مدينة عفرين، دون معرفة حجم الخسائر.
وأشار المصدر إلى أن القصف المتبادل أسفر عن سقوط قذائف في مخيم «البركة» للنازحين الواقع على أطراف مدينة عفرين، ما أدى إلى وقوع أضرار في المخيم دون تسجيل إصابات. وتداول ناشطون صوراً ومقاطع فيديو تُظهر القصف المدفعي الذي تعرض له مخيم «البركة» وبلدة «كفرجنة». وكانت توصلت «هيئة تحرير الشام»، مساء الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، إلى اتفاق مع «الفيلق الثالث» يقضي بإنهاء القتال الدائر في منطقة عفرين، وينص على عشرة بنود. وحسب البيان، نص الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل وإنهاء الخلاف الحاصل بين الطرفين، بالإضافة لإطلاق سراح الموقوفين في الأحداث الأخيرة من جميع الأطراف.

مظاهرات واحتجاجات

وتضمن الاتفاق أيضاً عودة عناصر «الفيلق الثالث» إلى مقراته وثكناته، وإنهاء الاستنفار العسكري الحاصل من جانب «هيئة تحرير الشام»، واستعادة «الفيلق الثالث» لمقراته وثكناته ونقاط رباطه. ونص البيان أيضاً على عدم التعرض لمقرات وسلاح وعتاد وممتلكات «الفيلق الثالث» وعناصره، كما يتركز نشاط الفيلق في المجال العسكري فقط. ونصّ البندان الثامن والتاسع على «عدم ملاحقة أي أحد بناء على خلافات فصائلية وسياسية، والتعاون على البر والتقوى في محاربة الفساد ورد المظالم»، كما اتفق الفريقان على استمرار التشاور والمداولات لترتيب وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة القادمة.
ومساء الاحد، قطع مئات المحتجّين في مدينة اعزاز شمالي حلب، الطريق المؤدّية إلى منطقة عفرين المجاورة، وأضرموا النار على الطريق بعد أنباء عن إرسال لـ»هيئة تحرير الشام» رتل عسكري إلى اعزاز.
الباحث لدى مركز جسور للدراسات، وائل علوان اعتبر ما يحصل الآن، سيحدث تفاصيل كثيرة ضمن مشهد عنوانه أن الطرفين (الفيلق الثالث وهيئة تحرير الشام) غير راضيين عن الاتفاق، وفي الوقت نفسه لن يعلن أي طرف منهما خرقه، بل سيعمل على استفزاز الطرف الآخر لخرقه، وسيتركز الاستفزاز بشكل أكبر من الهيئة.
ولفت في سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي، إلى وجود تخوف حقيقي لدى المدنيين في مناطق شمال حلب من آثار دخول الهيئة وسيطرتها، مضيفاً أن «المظاهرات التي حصلت أمس لا يمكن اعتبارها تحريضاً من الفصائل، بل هناك تحرك شعبي حقيقي لدوافع أهمها: 1. القصف الروسي أمس 2. تخوف الناشطين والإعلامـــيين من امتيازات أمنية للهيئة 3. مؤازرة الهيئة لفصائل متهمة بالانتـــهاكات».
وأضاف «يعلن الفيلق الثالث أن الاتفاق يعطي امتيازات أمنية واقتصادية واسعة للهيئة في مناطق شمال حلب وليس فقط في عفرين، ويتوقع الفيلق الثالث أن نجاحه في صد الهيئة على محور كفرجنة سيرفع من رصيده في المفاوضات، بينما تعتقد هيئة تحرير الشام أن اختراق محور كفرجنة سيزيد من مكاسبها في التفاوض النهائي».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.