حظر تجوال في درعا البلد وحملة أمنية ضد خلايا تنظيم «الدولة» جنوب سوريا

فرضت الفصائل المحلية مساء الأحد، حظراً للتجوال في درعا البلد، بينما وصلت تعزيزات عسكرية تابعة لفرع الأمن العسكري بمشاركة كتائب محلية، إلى منطقة درعا البلد، تمهيداً لشن حملة أمنية وعمليات دهم وتفتيش ضد خلايا تنظيم الدولة التي تنتشر في المنطقة.
عضو شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية، يوسف المصلح قال في تصريح لـ«القدس العربي» إن التعزيزات العسكرية التابعة للواء الثامن – الذي يضم أبناء محافظة درعا الخاضعين للتسوية المندرج إداريا تحت لواء الأمن العسكري- دخلت إلى درعا البلد بتنسيق مع أهالي المنطقة، وبمشاركة بعض المجموعات المسلحة من أبناء ريف درعا الغربي، وذلك لشن حملة عسكرية تستهدف خلايا تنظيم الدولة فيها.
وقال المصلح «إن الفصائل المحلية أعلنت عن حظر شامل للتجوال في حي درعا البلد، تمهيدًا لحملة دهم وتفتيش، بحثا عن مطلوبين متهمين بالانتماء لتنظيم الدولة، سيما بعد عملية تفجير استهدفت منزل القيادي السابق في الجيش الحر غسان أكرم أبازيد»، لافتاً إلى أن «عملية التفجير نفذها أحد عناصر التنظيم بعد دخوله إلى مضافة كان القيادي متواجداً فيها برفقة بعض أقاربه وجيرانه، حيث قضى بالتفجير 4 مدنيين وأصيب خمسة آخرون بينهم القيادي غسان».
وأشار المتحدث إلى أنهم «حصلوا على تسجيلات صوتية لكل من مؤيد حرفوش الملقب أبو طعجة، ومحمد المسالمة الملقب بـ هفّو، المتهمين بالانتماء لتنظيم داعش وتأمين الحماية لقادة التنظيم ضمن منطقة تواجدهم في منطقة طريق السد». وأكد الحرفوش المتهم بالانضمام لتنظيم الدولة في تسجيل صوتي أن «الحملة العسكرية التي تشنها الفصائل المحلية ضده، لن تجبره على مغادرة درعا البلد» نافياً انتسابه للتنظيم. وقال «إن التفجير الذي وقع قبل يومين في درعا البلد، وأسفر عن مقتل أربعة وإصابة آخرين، هو انفجار عبوة ناسفة كانت عناصر محلية تقوم بتحضيرها، وليس تفجيراً انتحارياً، لكن هناك من استغلها إعلاميًا للتحشيد ضده وضد مجموعته» مضيفاً أنه قبل أيام تم العثور على عبوتين ناسفتين تم زرعهما من قبل فصائل من أبناء درعا البلد لكن تم كشفها وتفجيرها من قبل الهندسة».
واعتبر الحرفوش، أن «الهجوم عليه وعلى مجموعته وصمة عار على كل من يرضى بأن تدخل هذه المجموعات لقتاله، وأنه لن يخرج من درعا البلد. وأن الفصائل تريد منه أن يخضع مثلهم وأن يسمح للنظام وإيران بالدخول لمناطقهم، أو يتهمونه بالانضمام لداعش» كما اتهم الفصائل المحلية بالتبعية للأمن العسكري، حيث قال «إن اللواء الثامن التابع للأمن العسكري، يتواجد في حي سجنة أي ضمن قطاع «لؤي العلي» رئيس فرع الأمن العسكري، وهذه دلالة على أن اللواء يتبع للنظام». ويطالب الحرفوش ومحمد المسالمة بالخروج باتجاه الشمال السوري، حيث شنت الفرقة الرابعة ومليشيات تابعة لها، حملة عسكرية على درعا البلد في أغسطس /آب 2021، اشترطت لوقفها ترحيل المتهمين، إلا أن الحرفوش والمسالمة رفضا ذلك، حيث تم إيقاف الحملة دون إجبارهما على الترحيل.
وعرف من بين قادة التنظيم المتواجدين في منطقة طريق السد «يوسف النابلسي الملقب بأبو خالد النابلسي من أبناء بلدة تل شهاب وأحد قادة التنظيم في حوض اليرموك سابقاً، بالإضافة لعدد من عناصر التنظيم من أبناء ريف دمشق الجنوبي سبق أن شاركوا في معارك التنظيم في الحجر الأسود، حيث سبق لهم تنفيذ عمليات اغتيال لصالح تجار مخدرات».
وأكد المتحدث أن العناصر المذكورين «تربطهم علاقات قوية برئيس فرع الأمن العسكري، لؤي العلي» لافتاً إلى أن «أغلب قادة وعناصر التنظيم في المنطقة من متعاطي المخدرات، ويتم تأمين احتياجاتهم منها عن طريق مهربي المخدرات ومصانع الكبتاجون الموجودة في درعا وريفها».
وقبل يومين، فجر انتحاري نفسه بمنزل القيادي السابق لدى فصائل المعارضة غسان أبازيد، وذلك في حي الأربعين بدرعا البلد، وأسفر التفجير عن مقتل الانتحاري، وكل من مالك السامي أبازيد، وياسين فالوجي، ومالك علي لبش أبازيد، وأحمد فندي الأبازيد، من أبناء درعا البلد، كما أُصيب خمسة آخرون بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
وكانت مدينة جاسم، قد شهدت اجتماعاً لأهالي ووجهاء المدينة مع أعضاء اللجنة الأمنية في المركز الثقافي، الذي يعتبر مقراً رئيسياً لقوات النظام في المدينة. وجاء الاجتماع الذي حضره اللواء مفيد حسن والعميد لؤي العلي وعدد من ضباط النظام المتواجدين في المنطقة، بناء على طلب وجهاء مدينة جاسم، للتأكيد على طرد خلايا تنظيم الدولة من المدينة في أعقاب المعارك التي شهدتها منطقة جاسم ضد قادة وعناصر تنظيم الدولة.
وعرض ممثلو النظام على وجهاء مدينة جاسم، إرسال تعزيزات إلى المنطقة إذا لزم الأمر لذلك، بيد أن اللجنة الأهلية رفضت العرض، مؤكدة على أن تكاليف العملية العسكرية والخسائر البشرية التي نتجت عنها تكفّل بها أبناء المدينة الذين قرروا جمع مبلغ 500 مليون ليرة لتعويض ذوي الشهداء ومتابعة علاج جرحى العملية، كما طالبوا ضباط النظام بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء المدينة والمغيبين قسرياً في سجون النظام.
وأشار عضو شبكة «تجمع أحرار حوران» إلى أن «عناصر وقادة تنظيم الدولة الذين كانوا متواجدين في مدينة جاسم، تربطهم علاقات تواصل برئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي، كما أنّ قوات النظام لم تشارك في العملية العسكرية ضد التنظيم».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.