شمال سوريا: السلطات الطبية تتخوف من انفجار أعداد المصابين بوباء الكوليرا في المخيمات

تتعاظم أعداد الإصابات بوباء الكوليرا في عموم المحافظات السورية، وسط تخوف السلطات الطبية شمال غربي سوريا، من حدوث انفجار في أعداد الحالات لاسيما في المخيمات المنتشرة على طول الحدود السورية – التركية.
مدير صحة محافظة إدلب الدكتور زهير قراط قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن أعداد المصابين بوباء الكوليرا في ازياد رغم محاولة الكوادر الطبية احتواء المرض في المراكز الطبية ومراكز العزل. ولفت القراط إلى وجود مركزين للعزل في كل من مدينة جسر الشغور – تابع لمنظمة أطباء بلا حدود – ومركز آخر في دارة عزة، و»هما مركزان جاهزان ويتم استقبال الحالات فيهما، كما أن هناك عدة مراكز في طور الإنشاء في إدلب وأطمة وسرمدا». ووفق المتحدث فإن «معظم الحالات تندرج ضمن الحالات الخفيفة إلى المتوسطة ولا يوجد حالات شديدة تستدعي عناية مشددة كما أنه الجمعة لا يوجد وفيات». وأبدى الدكتور زهير قراط تخوفه من «حدوث انفجار في عدد الحالات في منطقة المخيمات» عازياً السبب إلى «عدم وجود مصادر مياه نظيفة وعدم وجود صرف صحي مناسب» في تلك المنطقة.
وحسب أرقام وحدة تنسيق الدعم «ACU» (منظمة محلية)، بلغ عدد الإصابات المشتبه بها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمالي وشرقي سوريا 21483 حالة، والحالات المؤكدة 365، فيما بلغ عدد الوفيات 34 حالة، وذلك حتى 26 أكتوبر/ تشرين أول الجاري. أما في مناطق سيطرة النظام السوري، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام على منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أن عدد الإصابات المؤكدة بلغ 942 حالة والوفيات 44 وذلك حتى 22 أكتوبر الجاري. مدير برنامج اللقاح بوحدة تنسيق الدعم «ACU» الدكتور محمد سالم، قال لوكالة الأناضول التركية، بأن المرض انتشر في جميع محافظات سوريا، ولم يعد هناك منطقة خالية منها. وتوقع سالم، تزداد عدد الإصابات بشكل كبير مع قرب موسم هطول الأمطار بسبب فيضان المياه في مجاري الصرف الصحي الذي ينجم عن الأمطار، وارتفاع احتمال تسربها إلى مياه الشرب، وسيبقى الأمر كذلك حتى يحل البرد الشديد. وأكد سالم أن الاستجابة حتى الآن ضعيفة وليست على مستوى الوباء وخطورته، ويجب تسريع وتيرة الاستجابة ومساعدة الناس الأفقر والمحرومين غير القادرين على الوصول للخدمات الصحية، لافتاً إلى أن الأمر خطير ويجب على الجهات الدولية أن تتحمل مسؤولياتها لحماية أرواح السوريين، كما أن هذا المرض لن يبقى محصوراً في سوريا وقد ينتقل إلى دول الجوار.
وقالت المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لمجلس الأمن رينا غيلاني إنه «تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة كوليرا مُشتبَه بها، وتم أيضاً تأكيد إصابات في جميع المحافظات السورية الـ 14». مؤكدةً أنه حتى الآن «تُوفي 80 شخصاً على الأقل” بسبب مرض الكوليرا، لافتة إلى أن الملايين في عموم البلاد التي مزقتها الحرب يواجهون نقصاً حادّاً في المياه بالحسكة والباب وحلب. لافتةً لخطورة تفاقُم المشكلة بقولها: «إذا تحقق هذا، فإنه سيزيد من تفاقم أزمة المياه الحادة بالفعل”، في وقت حثت المسؤولة على استمرار الوصول عَبْر الحدود وزيادة الوصول من خلال الخطوط لتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.
وأعلنت الحكومة البريطانية تقديم أكثر من مليونَيْ دولار منحةً إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، لدعم جهودها في السيطرة على تفشي مرض الكوليرا في سورية حسب بيان وزارة الخارجية البريطانية. وأضافت أن هذه المساعدة من شأنها أن تدعم جهود اليونيسف في مواجهة الكوليرا، من خلال إنشاء مراكز لتقديم العلاج وتوفير الأدوية وتوعية السوريين بهدف منع تفشي المرض.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.