شمال سوريا: تشكيل لجنة استشارية بإدارة تركية وإخراج «تحرير الشام» ومنع الاقتتال بين الفصائل

فيما يتصاعد الخلاف داخل “الجبهة الشامية” أبرز فصائل الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري المعارض ويبلغ حد الانفجار شمال سوريا وكذلك الاقتتال الذي استمر لأسبوعين بين الفصائل المعارضة وسيطرة، استدعت أنقرة وسط الأسبوع قادة فصائل الجيش الوطني السوري، لعقد اجتماع يهدف إلى تشكيل جسم عسكري موحد يأتمر بإمرة أنقرة ضمن مناطق النفوذ التركية، وإخراج هيئة تحرير الشام من مناطق “درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام” وتسليم المعابر من أجل إدارتها من قبل فريق عمل اقتصادي متفق عليه شمال سوريا.
وحسب مصدر عسكري من قيادات الجيش الوطني لـ”القدس العربي” فإن أنقرة شكلت لجنة استشارية ضمن وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، تضم الفيالق الثلاثة التابعة لها، كما أقرت اجتماعاً أسبوعياً تحت إشرافها من أجل متابعة الترتيبات القادمة.
وحضر الاجتماع قادة فصائل الجيش الوطني السوري، ومنهم قائد فرقة الحمزة سيف أبو بكر، وقائد فرقة سليمان شاه محمد الجاسم “أبو عمشة” وقائد الفيلق الثالث حسام ياسين، وقائد هيئة “ثائرون للتحرير” فهيم عيسى، وغيرهم من القادة العسكريين والأمنيين.
ووفقاً للمصدر العسكري الذي سرّب لـ “القدس العربي” مخرجات الاجتماع، فقد “انتهى الاجتماع بالتوقيع على مجموعة بنود:
تشكيل لجنة استشارية ضمن وزارة الدفاع والفيالق الثلاثة واجتماع أسبوعي لترتيب ما يلي:
•إفراغ جميع الحواجز وتسليمها للشرطة العسكرية
•تسليم المعابر من أجل إدارتها من قبل فريق عمل اقتصادي متفق عليه
•حل جميع الأجهزة الأمنية ضمن الفصائل وإنشاء جهاز أمني واحد لكل المنطقة وإغلاق جميع السجون
•منع الاقتتال ما بين الفصائل
•محاسبة قائد الفصيل في حال تورط فصيله أو أحد القيادات أو العناصر
•لا يجوز الترتيب مع أي جهة خارجية دون معرفة الجهاز
•حل جميع المشاكل في المنطقة من خلال المؤسسات او الفيالق او الجهاز ولا يجوز الاحتكام لأي لجنة
•يعتبر المجلس الإسلامي السوري مرجعية للجميع ولا يتدخل ما بين الفصائل
•خروج مقررات جميع الفصائل من المدن
•لا وجود لهيئة تحرير الشام في المنطقة
•بعض الفصائل سوف يتم استدعاؤها إلى أنقرة من أجل العقوبات
وكانت “القدس العربي” نشرت تفاصيل تشكل خارطة جديدة لنفوذ الفصائل شمال حلب على خلفية ما شهدته المنطقة من اقتتال ونزاع على مناطق النفوذ ضمن بقعة جغرافية مطوقة شمال سوريا، أنتجت في المحصلة إلى إضعاف وخروج فصائل معينة من مدينة عفرين الخاضعة للنفوذ التركي، وإحلال فصائل أخرى محلها بدعم عسكري تركي، بينما كانت هيئة تحرير الشام، تطمع بتوسيع مناطق سيطرتها وامتلاك أوراق أقوى يجعلها طرفاً رئيسياً بأي ترتيبات مقبلة في المنطقة.
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل معراوي، شرح لـ”القدس العربي” من موقعه في منطقة اعزاز في ريف حلب، عما أفرزته التحالفات الجديدة، وقال “أفرزت التحالفات المستجدة الفيلق الثالث كطرف رئيسي وأهم مكوناته الجبهة الشامية وجيش الإسلام، مقابل فرقة الحمزة وفرقة سليمان شاه والفرقة 32 من أحرار الشام والتي كانت أحد مكونات الفيلق الثالث سابقاً، وانشقت عنه، وجرت اشتباكات بينهما في تموز الماضي ناصرهم على إثرها تنظيم هيئة تحرير الشام واخترق حدود منطقة غصن الزيتون”. لافتاً إلى أن “إحدى مكونات الجيش الوطني الهامة وهي “هيئة ثائرون” المنضوية ضمن الفيلق الثاني والتي تضم قوات هامة كفرقة السلطان مراد وفرقة المعتصم، وقفت على الحياد ولم تمل لأي طرف من الفريقين المتحاربين”.
ومع نهاية حالة الاقتتال والنزاع، يمكن الاستنتاج أن “قيادة الفيلق الثالث إما أنها قد استدرجت إلى المواجهة، وهي لم تكن مستعدة كونها لم تختر اللحظة المناسبة ولم تنجز تحالفات محلية صلبة مع الفصائل، أو أنها بالغت بتضخيم قوتها وظنتها نزهة سهلة وراهنت على الظروف الدولية والاقليمية التي أجبرت تنظيم هيئة تحرير الشام على الانسحاب من عفرين في تموز الماضي”.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.