سوريا: ضربات أنقرة ضد «الكردستاني» تشمل منشآت نفطية ومخيماً للنازحين

صعّدت تركيا من ضرباتها لمناطق سيطرة القوات الكردية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتشمل منطقة مخيم الهول وحقول النفط شمال شرقي سوريا، على الرغم من ردود الفعل الأمريكية والروسية المعارضة لتهديدات أنقرة بتوسيع عملياتها العسكرية، ما يقلل من احتمالية تطوير أنقرة لعملية “المخلب – السيف” الجوية، إلى عملية عسكرية برية واسعة طالما توعدت تركيا بها.
وقالت ثلاثة مصادر محلية لوكالة رويترز إن طائرات تركية مسيّرة استهدفت منشآت نفطية رئيسية تديرها “قسد” التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، في ضربات جوية أدانتها الولايات المتحدة بشدة.
وقالت “قسد” إن عشرات من بينهم 11 من مقاتليها لقوا حتفهم في الضربات. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها تركيا منهجياً حقول النفط في المنطقة حسب وكالة “أ ف ب ” الفرنسية.
وسبق ذلك ما أعلنته “قسد” الخميس عن مقتل ثمانية من مقاتليها جراء قصف تركي استهدف ليل الأربعاء مواقع حماية مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، حيث يقطن عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات تنظيم “الدولة”. وحذرت “قسد” من محاولة فرار بعض العائلات في المخيم الذي يؤوي أكثر من 50 ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين، وبينهم 11 ألف أجنبي من نحو 60 دولة يقبعون في قسم خاص بهم.

وفي آخر التصريحات الصادرة عن موسكو وواشنطن، دعت الأخيرة إلى وقف فوري للتصعيد في شمال شرق سوريا، محذرة من أن تصاعد الأعمال العسكرية هناك يعرض جيشها للخطر.
وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قالت من جانبها، على لسان المتحدث باسمها باتريك رايدر، إن العمليات العسكرية التركية تهدد أمن الجنود الأمريكيين في سوريا.
وأضافت في بيان الخميس، أن تركيا تستهدف ميليشيات “واي بي جي/ بي كي كي” في المناطق التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في سوريا. وأبدى البنتاغون قلقه إزاء تصاعد التوتر شمالي سوريا والعراق وفي تركيا، مبيناً أن التوتر المتصاعد يهدد التقدّم الذي يحرزه التحالف الدولي منذ سنوات لإضعاف وهزيمة تنظيم “داعش”.
روسياً، قال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إن بلاده طلبت من تركيا الامتناع عن القيام بهجوم بري واسع النطاق شمال سوريا، مضيفاً أن “مثل تلك التحركات قد تؤدي إلى تصعيد العنف”.
وأضاف عقب لقاء جمعه بالوفدين التركي والإيراني على هامش اجتماع أستانة الذي اختتم الأربعاء بشأن سوريا، “نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة”.
وكان رئيس وفد النظام السوري في أستانة ومعاون وزير الخارجية، أيمن سوسان، قد دعا إلى احترام سيادة وحرمة وسلامة أراضي بلاده، مضيفاً “تم إبلاغ الجانب التركي بكل وضوح بأن هذه الممارسات غير مقبولة ولن تؤدي إلا لتصعيد الأوضاع في سوريا”. ويبدو أن تركيا تدرك مدى التعقيد الذي يواجه الإعلان عن العملية العسكرية، وهو ما يمكن تلمسه من خلال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما قال الأربعاء “سننقض على الإرهابيين في شمال سوريا براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسباً”، وتوحي عبارة “في الوقت الذي نراه مناسبا” بأن الوقت الحالي لا تراه تركيا مناسبا.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.